عرفت مشرفة دار نوره الموسى للثقافة والفنون ومنظمة معرض “وجهة” صابرين الماجد بأنه معرض يضم 30 فنانا وفنانة من مختلف مناطق المملكة والخليج العربي، متنقل إلى أكثر من وجهة في مسارات عدة بنفس الفنانين والأعمال الفنية المشاركة، انطلق من الأحساء كوجهة أولى، وستكون وجهته القادمة خارج المملكة.
رؤية الأساليب الفنية المختلفة
وقالت “الماجد” خلال افتتاح المعرض أمس الخميس لـ “الواحة نيوز”، “على الرغم أن وجهة المعرض الأولى هي الأحساء، فذلك لا يعني بأن المشاركات تحاكي البيئة الأحسائية، فتطلعاتنا هي رؤية الأساليب الفنية المختلفة، واحتكار المعرض على البيئة الحاضنة يسهم في تشابه الأعمال ولكنه يفقده أساليب الفنانين والفنانات المختلفة.
تجمع فني يضم فنانين محترفين
ولفت القيم الفني للمعرض الفنان التشكيلي “زمان جاسم” إلى أن المعرض عبارة عن تجمع فني يضم فنانين محترفين لهم دورهم وتجاربهم من الجيل الأول إلى الجيل الخامس، بمشاركات موحدة المقاس (50 × 50 سم) وذلك أشبه بتحدي للفنان، ويعطي زوار المعرض انطباع وكأنه لفنان واحد، بينما لو أمعن النظر في كل لوحة يرى تجربة وهوية ووجهة خاصة لكل فنان، وذلك يعود بنا أيضا إلى مسمى المعرض “وجهة”، وجهة الفنان داخل عمله وتجربته الخاصة، مما يجعل من المعرض فسيفساء جميلة تجمعت في مكان واحد.
وأشار الفنان التشكيلي أحمد المغلوث إلى النسبة الكبيرة من الفن التجريدي الجميل الذي يمتاز به المعرض، مؤكدًا على رسالة الفنان الوطنية وكيف يجسد من خلالها الوطن بأسلوبه وبأهداف واضحة وجلية كوضوح وجمال طبيعة الوطن، خاصة مع اقتصار اقتناء الأعمال الفنية في المقرات الحكومية على ما ينتجه المواطن من لوحات ومنتجات فنية وحرفية.
رسم لوحات جديدة تماشيا مع توجهات الدولة
وأضاف: البعض من الزوار لا يفهم الفن التجريدي، وحين مشاهدته للوحات الفن التجريدي لا يدرك بأنها ترمز للوطن، ولكن حينما يرسم الفنان لوحاته من بيئته تصبح رسالة تراثية وتاريخية باقية للأجيال القادمة، وذلك هو توجه الدولة في توظيف جماليات الزمان والمكان في منطقة العلا وفي جدة القديمة وكذلك في الأحساء.
وصرح “المغلوث” لـ “الواحة نيوز” بأنه يعمل منذ شهرين على تجديد بعض لوحاته القديمة ورسم لوحات جديدة تماشيا مع توجهات الدولة، وذلك استعدادًا لإقامة معرضه الخاص، متأملًا بأن يكون معرضًا متنقلًا بين مناطق المملكة.
وينصح “المغلوث” الفنانين التشكيليين بأن لا يبدؤون من حيث انتهى الآخرون، بل عليهم البدء من حيث بدأ الآخرون، مستنكرًا على البعض الذين يلتقطون صورًا من الإنترنت ويرسمونها، فذلك حسب قوله خطأ وإن من يفعل ذلك يخدع نفسه، ومن يريد عمل فني جيد عليه المحاولة والبدء من البداية.
الفنان التشكيلي الخليجي وكيف قطع شوطًا متقدمًا
ولفت الفنان التشكيلي البحريني جعفر العريبي إلى الفنان التشكيلي الخليجي وكيف قطع شوطًا متقدمًا، حتى أصبح له ثقله العالمي، وأن كثير من الفنانين التشكيلين الخليجين يدعون للمشاركة في معارض دولية.
أما الفنان التشكيلي القطري محمد العتيق، فقد تلمس في أفكار وألوان لوحات المعرض ربطًا قويًا بين البيئة الأحسائية بطينها ورملها ونخلها والبيئة القطرية، مؤكدًا على تشابه البيئتين وكل فنان له طريقته في رسم أفكاره.
توحيد مقاسات اللوحات
وأعرب الفنان التشكيلي طلال الزيد من منطقة حائل وأحد سكان مدينة الرياض عن سعادته بالمشاركة في المعرض، وحيث أنها المشاركة الأولى له في معرض بالأحساء فأنها تعتبر تجربة جديدة يستكشف من خلالها الأحساء.
وأشاد “الزيد” بمبدأ توحيد مقاسات اللوحات في المعرض لأنه مريح لعين الزائر، ويرى في اختيار لوحتين لكل فنان مجال للزائر للتعرف على الفنان بشكل أفضل.
الجدير ذكره أن معرض “وجهة” يضم فعاليات وورش عمل مصاحبة، ويستقبل زائريه من الساعة الرابعة إلى التاسعة مساء حتى 30 من شهر مايو الجاري.