الفنان المعاصر قادر على دمج الفن الرقمي والتصوير التشكيلي

دراسة تؤكد ضرورة استغلال التقنية في الفن المعاصر

التعليقات: 0
دراسة تؤكد ضرورة استغلال التقنية في الفن المعاصر
https://wahhnews.com/?p=67129
دراسة تؤكد ضرورة استغلال التقنية في الفن المعاصر
جاسم العبود

التصوير التشكيلي هو فن بصري مستمد من الماضي والحاضر عن طريق الرسم، يتم باللون وإحداث الأثر على سطح اللوحة، وهو تنظيم الألوان بطريقة معينة على سطح ذو بعدين من خلال الصور البصرية، وهو فن التعبير عن الأفكار والانفعالات من خلال إبداع بعض الخصائص الجمالية المحددة بواسطة لغة بصرية ثنائية البعد.

والفن الرقمي بالنسبة للفنان عبارة عن عدة تشغيل أو أدوات تمكنه من إخراج وتنفيذ أفكاره وإبداعاته التصميمية والفنية المتنوعة بشكل متدفق وسريع.

جمع الفن الرقمي بالتصوير التشكيلي
هناك شبه كبير بين الفن الرقمي والتصوير التشكيلي، كونهم ينتجون لوحة ذات قواعد فنية واحدة، رغم اختلاف الأساليب والخامات ولكن يوجد اختلاف وأضح بين الفن الملموس والآخر المتواجد خلف الشاشات.

الفن الرقمي يعتمد على استخدام الرسام للحاسوب في إنجاز اللوحات الفنية، أما التصوير التشكيلي يعتمد على خامات ملموسة منها الفرش والألوان بأنواعها المختلفة، ومن الأمور التي لا يجب فيها الحكم بظلم الفنان الرقمي هو أن الرسام قد يبذل جهد ووقت يتجاوز ما يبذله الرسام التقليدي في بعض الأحيان.

وجهات نظر
كثير من الآراء كانت تنكر قدرة الحاسب على صنع الأعمال الفنية، باعتباره جهاز لا يملك مشاعر وأحاسيس وجاء اعتقاد ينص بأن الحاسب بيد فنان مبدع، غير قادر على إنتاج عمل فني، فهو يعيش خارج العصر، وفي وجهة نظر متباينة ذكر بأنه من المفترض قبول الأعمال الرقمية وتذوقها كونها مواكبة للعصر الذي أنتجت فيه، ولكن في الوقت ذاته رأى أنها تفتقر إلى الإحساس الإنساني المباشر من يد الفنان وانفعالاته النفسية أثناء التفكير وممارسة العملية الإبداعية، كما أن الأعمال الناتجة من الحاسب لا يمكن أن تضاهي من ناحية الخامة أو التقنية الأعمال التي تنتج يدويا.

بحث جمع لمسة الفنان والفن الرقمي
وركز بحث أعدته الفنانة التشكيلية “مريم أحمد العتيق” بعنوان “استحداث لوحات فنية تجمع بين الفن الرقمي والتصوير التشكيلي لإبراز الهوية السعودية”، على حل هذا الخلاف بجمع لمسة الفنان والفن الرقمي في نفس العمل الفني للحفاظ على المعاصرة والأصالة، كما تم استخدام التصوير التشكيل والفن الرقمي لإنتاج عدة أعمال تعبر عن تراث المنطقة الشرقية.

الخلاصة
تناولت الدارسة موضوع الدمج ما بين الفن الرقمي والتصوير التشكيلي وإبراز الهوية السعودية من خلال انتاج لوحات فنية، كما هدفت الدراسة إلى التعرف على أساليب الجمع بين التصوير التشكيلي والفن الرقمي، انتاج لوحات فنية تبرز الهوية السعودية.

وتبرز أهمية الدراسة في معرفة العلاقة بين الفن الرقمي والتصوير التشكيلي، وأثر تأصيل الهوية السعودية في الأعمال الفنية التشكيلية، المساهمة في الإثراء المعرفي حول أساليب الاستفادة من الفن الرقمي، واشتملت عينة الدراسة على انتاج أربع لوحات تدمج بين الفن الرقمي والتصوير التشكيلي وتعبر عن الهوية السعودية وتحديداً المنطقة الشرقية.

كما تناولت الدراسة في الجزء النظري ثلاث مباحث، هي: المبحث الأول تأصيل الهوية السعودية من خلال الأعمال الفنية، والثاني عن أساليب تجمع التصوير التشكيلي بالفن الرقمي، والثالث دراسة وتحليل أعمال فنية تجمع بين الفن الرقمي والتصوير التشكيلي.

واتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي التجريبي حيث استخدم الوصفي في وصف الفن الرقمي والتصوير التشكيلي والعلاقة بينهم ووصف الهوية السعودية، واستخدم التحليلي في تحليل الأعمال الفنية لعدة فنانين تشكيليين سعوديين، واستخدم التجريبي في انتاج أربع لوحات فنية.

وظهرت الدراسة بعدة نتائج منها أن الفنان المعاصر قادر على استغلال التقنية لإنتاج أعمال فنية تشكيلية، وأن الهوية السعودية منبع للإبداع ومصدر لأعمال فنية مميزة، أن الفنان المعاصر قادر على الدمج بين الفن الرقمي والتصوير التشكيلي في عمل فني مميز يعكس فكرته.

التوصيات
أما التوصيات فتأكد على ضرورة استغلال التقنية في الفن التشكيلي المعاصر، وضرورة الاهتمام بالهوية السعودية وتوثيقها وابرازها في جميع مجالات الفنون التشكيلية.

عروس النخيل
عمل يمثل ما ترتديه فتاة الأحساء من عباءة وملابس شعبية وحلي أثرية وزينة تقليدية مثل الحناء، تحمل “منسف” وضعت فيه ثمار النخيل الاحسائية كعنوان لعطاء النخلة وكرم سكان المنطقة، ومنزل رسم بأحد أساليب العمارة الاحسائية وهو الجص الأحسائي الذي حفر فيه أشهر رمز يعبر عن بيئة الأحساء وهو النخلة.

تم رسمه بواسطة جهاز الأيباد باستخدام برنامج بروكرييت، وتمت طباعته على الكانفس وإضافة بعض اللمسات بألوان الأكريليك و ورق الذهب.

الكنز
عمل يمثل صندوق خشبي قديم، تم رسمه رقمياً بواسطة برنامج بروكرييت، وطباعته على كانفس، وإضافة بعض اللمسات بألوان الأكريليك، وملمس “الجيسو” مع الرمل ورموز وأحرف أثرية مكتشفة بالمنطقة الشرقية عن طريق استخدام ورق الذهب.

العمل يمثل الهوية السعودية من خلال إبراز أحد آثار المنطقة الشرقية، فالآثار تعتبر كنز لابد من الحفاظ عليه، وتمت إضافة الخط العربي لتأكيد الهوية العربية التي ترتبط بهذا المكان بالوقت الحالي.

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>