تؤمن بأن العمل الفني ليس مجرد صورة، بل هو بيئة صغيرة تحمل ضوءها وملمسها وذاكرتها الخاصة، وتسعى من خلال أعمالها إلى إيصال درس بصري للمتلقي، فحواه: أن الضوء يمكن سماعه، وأن الخامة يمكن أن تروي قصة، وأن البيئة الأحسائية ليست ماضيًا يُستعاد، بل حاضرًا حيًا يمكن تحويله إلى لغة تشكيلية معاصرة.
حصلت على درجة الماجستير في التربية الفنية، عن بحث تناول: توظيف الخامات البيئية لإثراء القيم الملمسية في اللوحة التصويرية لطالبات الصف الثالث متوسط، وهو امتدادًا مباشرًا لاهتمامها بالعلاقة بين الخامة والملمس وتمثيلات البيئة المحلية.
الفنانة التشكيلية “حوراء السبيع” شاركت في معرض “عذق 2” الذي تنظمه مجموعة “كلنا رسامون” في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، بعمل ثنائي يستند إلى رؤيتها الفنية القائمة على استحضار البيئة الأحسائية بوصفها مصدرًا حيًا للإلهام.
استخدمت في عملها ألوان الأكريليك وورق الذهب، لتمثيل لحظة ضوئية في وقت العصر تتسلل فيها الإضاءة بين سعف النخيل، وقد وظفت ورق الذهب في العمل بوصفه رمزًا دلاليًا؛ فالنخلة في الوجدان الأحسائي تمثّل “ذهب المكان”، وقيمة عاطفية ومعنوية تتجاوز حضورها البصري.
تنتمي رؤية “السبيع” الحالية إلى التجريد التعبيري مع امتداد لروح الفن البيئي، غير أن بداياتها كانت تجارب تستند إلى المدرسة التكعيبية – التي يُعد بيكاسو أحد أبرز روادها -، حيث شدّها آنذاك فكرة تفكيك الشكل وإعادة صياغته باستخدام خامات غير مألوفة، ومع تطور تجربتها أصبح المكان الأحسائي ذاته هو منبع مفرداتها: النخلة، والرمل، وطبقات الزمن على الجدران القديمة؛ جميعها تحوّلت إلى عناصر تشكيلية حيّة داخل لوحاتها.
تتعمد دائمًا أن تكون الخامة جزءًا أصيلًا من البناء التشكيلي، لا مجرد خلفية محايدة، لذلك تستخدم في باقي أعمالها خامات بيئية مثل الرمل، وبقايا الخشب، والألياف الطبيعية، وورق الذهب، لما تمنحه من قيم ملمسية تُشعر المتلقي بأن العمل يُقرأ بالحواس قبل أن يُقرأ بالعين، هذا التفاعل بين الملمس واللون شكّل جوهر تجربتها خلال السنوات الماضية.
