صناعة القصص والأساطير بلغتنا وثقافتنا وجذورنا للوصول للعالمية

البدران: صناعة المحتوى ركيزة أساسية لنجاح التسويق.. والتحدي في سرعة إنجازه

التعليقات: 0
البدران: صناعة المحتوى ركيزة أساسية لنجاح التسويق.. والتحدي في سرعة إنجازه
https://wahhnews.com/?p=90137
البدران: صناعة المحتوى ركيزة أساسية لنجاح التسويق.. والتحدي في سرعة إنجازه
جاسم العبود

أصبحت صناعة المحتوى إحدى الركائز الأساسية لنجاح أي استراتيجية تسويقية، بدأ من الكتابة الإبداعية إلى إنتاج الفيديو، ولتعزيز الوجود الرقمي لابد من إتقان فن صناعة المحتوى.

وأكد الكاتب والسيناريست “عمر البدران” خلال لقاء نظمته غرفة الأحساء ممثلة في مركز الأمير أحمد بن فهد بن سلمان لتطوير الأعمال “سنا” بعنوان “فرص الاستثمار في صناعة المحتوى” مساء أمس الإثنين في قصر إبراهيم الأثري، بأن صناع المحتوى لدينا في المملكة العربية السعودية يحضون بالعديد من فرص الدعم والمبادرات الحكومية والخاصة، من الاستشارة إلى الدعم المالي.

وأضاف ضمن عرض حديثه، ورغم أن نشر المحتوى أصبح أسهل، إلا أن التحدي الأكبر الذي يتعايشه صناع المحتوى اليوم في عصر السرعة، يكمن في سرعة صناعة محتوى هادف وملهم يسهم في تحقيق الأهداف المتوقعة.

وتطرق إلى الذكاء الاصطناعي الذي أصبح ضرورة وليس رفاهية، بأنه عبارة عن تقنية يمكن تدريبها وتهيئتها باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب والتقنيات لتلبية احتياجات محددة، وإنشا المحتوى بواسطة الذكاء الاصطناعي سواء كان نص أو صورة أو فيديو أو صوت يتم بوساطة نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام خوارزميات مدربة على مجموعة من البيانات تمكنها من إنتاج محتوى جديد، يحاكي بيانات التدريب المستخدمة.

ولفت النظر إلى بروز الكثير من المخاطر التي يعكسها الذكاء الاصطناعي على البشر والمجتمع ككل، حيث يظهر تأثيره السلبي بشكل واضح على البشر في ظهور البطالة وانعدام الخصوصية، والاعتماد الكامل على التكنولوجيا، منوها إلى إعلان شركة امازون مؤخرا عن أكبر عملية تسريح في تاريخها، حيث شملت ثلاثون ألف موظف من الإداريين والعاملين بسبب الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي أداة قوية ومتطورة باستمرار في مجالات البحث والكتابة، وتكمن قوتها في معالجة كميات هائلة من المعلومات، حيث يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل مليارات من الصفحات في وقت قصير جدًا، وتوليد محتوى متماسك وإبداعي، ويساعد في الاختصار والتلخيص، وتحسين الأسلوب والتدقيق اللغوي، بالإضافة إلى تطوره المستمر بوتيرة سريعة.

وأشار إلى وقوف المملكة على أعتاب فرص ذهبية، مدعومة بمقومات فريدة تجعلها بيئة خصبة في مجال صناعة المحتوى، وإن ما تملكه من مساحات أرض متنوعة، وإرث تاريخي وثقافي عريق، وقصص تمتد لآلاف السنين تمثل “منجم ذهب” لصناع المحتوى والمنتجين والمستثمرين على حدا سواء.

ومن المؤكد أن أنظار الشركات العالمية متجهة إلى السعودية لجذب الاستثمار، وذلك بفضل نموها الاقتصادي، ولديها رغبة لدخول السوق السعودي في العديد من المجالات خاصة في القطاعات الرقمية، وهذه تعتبر فرصة لأصحاب شركات وكيانات صناعات المحتوى المحلية للاستفادة من الشركات العالمية.

فالشركات الأجنبية لديها نظر ومعرفة بأنها لا تستطيع دخول السوق السعودي بدون المستثمر المحلي، الذي يفهم طبيعة السكان المحليين وسلوكياتهم ولديه معرفة عميقة بالأسواق والثقافة المحلية، الأمر الذي يساعد الشركات الأجنبية على تجنب الأخطاء وتكييف استراتيجياتها للنجاح.

وذكر “البدران” بأن المبدأ الأساسي هو أن العالم لا يبحث عن نسخ مقلدة، بل يبحث عن التفرد والتميز، وعندما نخاطب العالم من منطلق لغتنا وثقافتنا وجذورنا فإننا نقدم قيمة مضافة ومختلفة، فاللغة هوية، والثقافة والجذور منبع الإلهام، والعالمية هي الانتشار والتأثير، وعليه يجب أن نصنع القصص والأساطير بلغتنا وثقافتنا وجذورنا حتى نصل إلى العالمية بالمحلية.

ومن جانبها أخصائي العلاقات ومدير المحتوى “فاطمة الحاجي” أكدت أنها لا تختلف في أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن تقييم جودة المخرجات يعتمد على مزيج من معايير واضحة ومنها الدور الحاسم للعامل البشري.

وأضافت “الحاجي” في عرض مداخلتها: فنحن نقيس جودة المحتوى الناتج، ويبقى العنصر البشري جزءًا جوهريًا من عملية التقييم؛ إذ يقوم فريق مختص بمراجعة المخرجات وتدقيقها، ليس فقط للتحقق من الصحة اللغوية والمعلوماتية، بل أيضًا لقياس ملاءمتها ثقافيًا وسلوكيًا، ومدى قدرتها على التأثير وتحقيق الهدف المطلوب. فالعين البشرية تُكمل الخوارزمية، وتمنح المحتوى بُعدًا أكثر إنسانية وواقعية، وهو ما يضمن في النهاية أن يكون الناتج مُتقنًا ويحمل قيمة حقيقية وقابلة للاستخدام الفعلي.

وختم “البدران” حديثه قائلا: على الرغم أن الذكاء الاصطناعي ينجز الكثير من المهام، إلا أنه يعتبر تقنية تهدد الجميع، ومن الضروري التفكير بهذه العقلية وركوب موجة التطور المتسارعة لمواكبة هذا التقدم.

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>