4 أهداف لبناء الفكرة وتحويلها إلى رؤية بصرية مؤثرة.. ورشة لهيئة الأفلام بالأحساء

التعليقات: 0
4 أهداف لبناء الفكرة وتحويلها إلى رؤية بصرية مؤثرة.. ورشة لهيئة الأفلام بالأحساء
https://wahhnews.com/?p=89896
4 أهداف لبناء الفكرة وتحويلها إلى رؤية بصرية مؤثرة.. ورشة لهيئة الأفلام بالأحساء
جاسم العبود

أكد المخرج السينمائي الدكتور مصعب العمري خلال ورشة عمل قدمها في الأحساء بعنوان “صناعة المعنى في الفيلم القصير: من الفكرة إلى المهرجان” ضمن مبادرة هيئة الأفلام لتفعيل مجتمع الأفلام، أن عملية صناعة الأفلام ليست مجرد عملية إبداعية أو ترفيهية، بل هي عملية تحمل معاني ورمزيات خفية تعتمد على الخطاب الثقافي والفكري والاجتماعي والسياسي.

وأضاف: صناعة المعنى في الفيلم القصير عملية شاملة تتخلل جميع مراحل الفيلم، بداء من توليد الفكرة وتطويرها مرورا بمراحل الإنتاج والتصوير، وانتهاء بالتوزيع واختيار المهرجانات السينمائية لعرض الفيلم.

المقدمة
وذكر أن كثير من كبار صناع الأفلام السينمائية بدأوا حياتهم المهنية بصناعة الأفلام القصيرة، كفرصة تجريبية لأفكارهم واكتشاف مهاراتهم وتطوير أساليبهم الإبداعية، قبل البدء في إنتاج الأفلام الطويلة، وأن الفيلم القصير يعد الشكل الأكثر قدرة على تكثيف “المعنى”، وكل ما طالت مدة الفيلم كلما زادت نسبة الجانب الوصفي والمباشر على حساب المعنى والرموز.

وكرواة قصة بصرية للانتقال من فكرة بسيطة إلى بناء بصري محكم قادر على التأثير، يجب الأخذ في الاعتبار أن كل فعل في صناعة الفيلم يجب أن يكون له معنى وسبب، فالصورة وزوايا الكاميرا والإضاءة كلها أدوات بصرية تحمل دلالات وتؤثر في التجربة الجمالية، وعليه ينبغي أن تستقل في خدمة القصة وأهداف الفيلم، ومن غير المهم الاهتمام بالجوانب الجمالية كجمال فقط.

وتناولت الورشة مراحل بناء الفكرة وتحويلها إلى رؤية مؤثرة، من خلال أربعة أهداف رئيسية، هي:

1- فهم آليات توليد المعنى في الفيلم القصير.
2- التعرف على أدوات التكثيف البصري والدرامي.
3- تحليل أثر الإيقاع والتكوين على الدلالة.
4- قراءة مواقع المهرجانات بين “منصة انطلاق” و “دائرة مغلقة”.

وأكد بأن الفيلم القصير يعتمد على الإيحاء أكثر من الشرح، وأن “المعنى السينمائي” ليس رسالة فقط، بل هو تجربة حسية وفكرية، تتشكل في ثلاثة مجالات رئيسية، هي:

1- الاختيارات البصرية (التكوين، الإضاءة، التلوين).
2- الاختيارات الدرامية (فعل الشخصية، الصراع، لحظة التحول).
3- الاختيارات الزمنية (إيقاع المشاهد، طول اللقطات).

ولفت النظر إلى أن أفضل صناع الأفلام يعتمدون على تجاربهم الشخصية كمصدر للإلهام والصدق العاطفي، وعادة ما تبدأ فكرة الفيلم من ثلاثة مصادر أساسية، هي:

1- تجربة شخصية.
2- سؤال وجودي أو إنساني.
3- صورة بصرية لافتة.

من الفكرة إلى logline (الجملة التعريفية)
logline هو بطل أو هدف رئيسي – يجب أن يكون واضحًا – يسعى إلى تحقيق الهدف من الفيلم، ويتعرض إلى مجموعة من العوائق من قبل خصوم يحاولون إعاقته من تحقيق هذا الهدف.

وكل فيلم قصير يبدأ بجملة محكمة، لا بسيناريو طويل، ومن المهم لصياغة الجملة تحديد العناصر الرئيسية التالي:
1- الشخصية (البطل).
2- الرغبة (الهدف).
3- العائق أو الخصم.
4- النتيجة المتوقعة.

بناء المعنى عبر البنية الدرامية
وفيما تحتوي الأفلام على هيكل “رحلة البطل”، أيضا الأفلام القصيرة التجريبية لديها رحلة، تتكون من:

– مقدمة: عالم الفيلم والمزاج.
– لحظة اضطراب: بداية الصراع.
– تطوير الحدث: اختبار المعنى.
– النهاية: أثر المعنى على الشخصية.

التكثيف ونقيضه الإفراط
ومن استراتيجيات جذب المشاهدين، حذف أي مشهد وأي لقطة لا تدفع بالقصة إلى الأمام ولا تكشف حقيقة جديدة عن أحد شخصيات الفيلم، لأنها تعتبر زائدة مسببة لنفور المتابعين.

التكثيف يعني:
– حذف كل ما لا يخدم الفكرة.
– عدم تفسير ما يستطيع المشهد التلميح إليه.
– استخدام “الاقتصاد البصري” بمعنى: لقطة واحدة تغني عن مشهد، جملة واحدة تغني عن صفحة.

والإفراط يعني:
– غموض غير مقصود.
– ضعف الارتباط بالشخصية.

أدوات التكثيف في الفيلم
1- الرمز (Symbol).
2- المجاز البصري (Visual Metaphor).
3- الاختزال الزمني (Temporal Compression).
4- الصوت الخارجي (Narration or Atmospheric Sound).
5- اللقطة المفتاحية (Key Shot).

الإيقاع وتوليد الدلالة
الإيقاع هو الزمن الداخل للفيلم، وتتمثل في التالي:

– طول اللقطة.
– سرعة القطع.
– التدرج العاطفي للمشهد.
– علاقة الصوت بالصورة.

الإيقاع عامل حساس ومؤثر في نجاح الفيلم، وكما يستخدم في السرد القصصي، أيضا يستخدم في خلق معنى، كالتالي:

– الإيقاع البطيء إشارة للتأمل، الوحدة، والتوتر الداخلي.
– الإيقاع السريع إشارة للفوضى، الصراع، والاستعجال.

التكوين البصري
العناصر المؤثرة على الدلالة على سبيل المثال، هي:

– موقع الشخصية داخل الكادر.
– المسافة (قريب، متوسط، بعيد).
– الخطوط والعمق.
– توزيع الإضاءة.
– الألوان.
– العلاقة بين الشخصيات داخل الكادر.

الصوت كوسيط للمعنى
وعدد الجوانب الجميلة للصوت في صناعة الفيلم، التالية:

– الموسيقى ودورها في الوعي العاطفي للمشاهد.
– الصمت أهم أداة في الفيلم القصير.
– المؤثرات الصوتية كرموز.
– التباين بين الصوت والصورة (Counterpoint).

من الفيلم إلى المهرجان
ومما لا شك فيه أن اختيار هوية مهرجان مناسبة بذكاء لتقديم الفيلم للجمهور والنقاد تعتبر خطوة مهمة، حتى يصل لأكبر قدر ممكن من النجاح، فهناك أكثر من 9000 مهرجان حوال العالم، وليس كل هويات المهرجانات تتوافق مع الفيلم.

وتطرق إلى مزايا المهرجانات التالية:

– بناء سمعة.
– فرص تمويل.
– شبكة علاقات جديدة.

وذكر تحديات المهرجانات التالية:

– معايير ضيقة في بعض المهرجانات.
– التفضيل لأفلام مدارس سينمائية محددة.
– كثرة الطلبات ( Selection Rate منخفض).

وأشار إلى سبل اختيار هوية المهرجان المناسبة، ومنها:

– ملاءمة الفيلم لذوق المهرجان.
– تاريخ المهرجان مع الأفلام المشابهة.
– فئات الجوائز.
– فرص العلاقات (Networking).
– المهرجانات المحلية بوابة مهمة نحو الدولية.

وختم الدكتور “العمري” حديثه بنقاش حول أسباب رفض بعض الأفلام من قبل المهرجانات رغم جودتها، وأبرزها:

– عدم ملاءة الفيلم للمواضيع والأفكار التي يهتم بها المهرجان.
– عدم اتساق الفيلم مع الشروط العامة أو الفنية للمهرجان.
– التفضيل لأفلام من مدراس سينمائية محددة أو دول محدده.
– كثرة الأفلام المميزة المتقدمة، مما يؤدي إلى رفض أفلام كثيرة من ضمنها أفلام مميزة.

   

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>