نفى صانع الأفلام “محمد السلمان” خلال ورشة عمل نظمتها هيئة الأفلام في الأحساء بعنوان “سينما المؤلف: حين يصبح المخرج كاتب الفيلم الحقيقي”، بأن السينما فنًا ترفيهيًا بحتًا كما يتهما الجميع، بل هي فنًا تعبيريًا شخصيًا يحمل بصمة صاحبه.
وأشار إلى تواجد المخرج المؤلف والمخرج التقني في سوق المشاريع السينمائية، يتحركون في سلم مهني مختلف، وإن منفذ مشاريع أفلام الشركات هو مخرج تقني، لديه القدرة على اختيار وقيادة فريق من الممثلين، ولكن لا يطلق عليه مخرج مؤلف، الذي عادة ما يكون لديه حكاية أو توجه فني معين، ويبدأ الفيلم بأسلوب وبصمة واضحة وصريحة.
وأضاف: المخرج المؤلف يمتلك رؤية خاصة وليس منفذ تقني، يروى قصته بأسلوبه وفلسفته وأفكاره، مؤكدًا بأن المخرج كفني يخدم النص، بينما المخرج كمؤلف يخلق النص من ذاته، مستشهدًا بمقولة فرانسوا توفر “المخرج المؤلف لا يروي القصة فقط، بل يكتب نفسه في كل فيلم”.
ولفت النظر إلى تأصل فكرة المؤلف في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، حينما قادها نقاد ومخرجون تمردوا على السينما التجارية، ورفعوا شعار “المخرج هو صاحب الفيلم”، وبعدها انطلقت الموجة الفرنسية الجديدة التي جعلت المخرج فنانًا حرا، يخلق لغته الخاصة في السرد والتصوير والمونتاج، وألهمت هذه الحركة لاحقًا مخرجي أمريكا، إيطاليا، واليابان مثل كوبريك، كوروساو وغيرهم.
وعدد خصائص سينما المؤلف التالية:
1- المخرج هو صاحب القرار الفني والفكري، وعادة ما يكون حر في تكوين الحكاية وتجربة المشاهدة على الشاشة.
2- المخرج يشارك غالبًا في كتابة السيناريو أو يعيد تشكيلية بما يناسب رؤيته.
3- تتكرر في أفلامه مواضيع تعبر عن هواجسه (كالهوية، الزمن، الذاكرة، الدين، الفلسفة).
4- له أسلوب بصري ولغوي مميز يعرف به.
5- لا يتبع ذوق السوق، بل يعكس ما يؤمن به وما يفكر فيه.
وبناء على ذلك يمكن التعرف على المخرج “المؤلف” من خلال الخمس الأساليب التالية:
1- امتلاكه رؤية فكرية وجمالية متكررة في أفلامه.
2- أسلوب بصري ولغوي يمكن التعرف عليه من مشهد واحد.
3- علاقة وثيقة بين سيرته الذاتية وأعماله.
4- قدرته على تحويل الواقع إلى تجربة ذاتية وفنية.
5- المؤلف السينمائي لا يقلد الحياة بل يخلقها من جديد بعيونه الخاصة.
وأكد بأن سينما المؤلف في جوهرها تعيش صراع بين الفن والصناعة، حيث تميل صناعة السينما التقليدية إلى الإنتاج التجاري القائم على الربح، بينما تسعى سينما المؤلف إلى تحقيق التعبير الفردي الحر على حساب الشعبية أو الإيرادات.
وحيث تحاكي أعمال سينما المؤلف الرؤية الذاتية والبنية الخاصة بالمؤلف المخرج، فهي تنشئ الاعتراضات التالية:
1- المبالغة في تمجيد المخرج بينما السينما عمل جماعي.
2- التقليل من دور كتاب السيناريو.
3- الاهتمام بالشكل أكثر من المضمون.
4- أفلامها نخبوية وغير جماهيرية.
5- احتكار المعنى وجعله بيد المخرج فقط.

