من ضغوط العمل إلى التوازن الداخلي.. كيف تدير مشاعرك بوعي؟

التعليقات: 0
من ضغوط العمل إلى التوازن الداخلي.. كيف تدير مشاعرك بوعي؟
https://wahhnews.com/?p=87401
من ضغوط العمل إلى التوازن الداخلي.. كيف تدير مشاعرك بوعي؟
جاسم العبود

نظم فريق أسمار ورشة عمل بعنوان “توازن المشاعر بين العمل وذاتي الحقيقية”، للتعريف بالمشاعر وكيفية إدارتها بوعي، قدمتها مدربة الإدارة وتطوير الذات “مرام الحوشاني” من خلال أربع محاور، هي:

ضغط العمل والمشاعر المكبوتة
أوضحت “الحوشاني” كيفية ملاحظة الإرهاق العاطفي قبل أن يتحول إلى استنزاف نفسي أو جسدي، والعلامات التي تظهر على الجسد مثل التوتر العضلي، الصداع، قلة التركيز وتغيّر نمط النوم أو المزاج، بالإضافة إلى ربطها بسلوك الفرد في بيئة العمل.

إيجاد صوتك وسط الزحمة
ولفتت النظر إلى أهمية الوعي بالمشاعر والتعامل معها بدلاً من تجاهلها أو إنكارها، من خلال تمارين بسيطة تساعد الفرد على تسمية الشعور والانصات له، أهمها منح الشخص نفسه لحظة ليسأل ( ماذا أشعر الآن؟ )، فهذا السؤال بحد ذاته يفتح باب الوعي، كذلك فحص الجسد لتسهيل فهم الإحساس، فالتوتر أو الثقل في الكتفين غالبًا ما يسبق إدراك العقل للمشاعر، كما أن التنفس العميق أيضًا يهيئ مساحة للإنصات، وتدوين جملة قصيرة عمّا نشعر به يساعد على تسميته دون مقاومة.

وأكدت “الحوشاني” بأن آلية التعبير عن الشعور بشكل عملي تخفف الضغط العاطفي قبل أن يتراكم، ومن أهم الآليات الفعّالة الكتابة الحرة دون رقابة، لأنها تسمح بتفريغ المشاعر بدل كبتها، كذلك التحدّث مع شخص موثوق أو مختص يمنح مساحة آمنة للفهم والدعم.

وأضافت: التمارين الكتابية من أكثر الوسائل التي تدعم تقدير الذات لأنها تسمح بمواجهة الحوار الداخلي السائد، ومن التمارين الفعّالة هو كتابة قائمة بالصفات الإيجابية والإنجازات مهما كانت بسيطة، لأنها تعيد التذكير بالقيمة الشخصية، مشددة على كتابة رسائل الدعم النفسي بدل النقد – كما نفعله مع صديق عزيز-، فذلك يعزز الشعور بالاستحقاق، كما أن تمرين إعادة صياغة الأفكار السلبية إلى عبارات واقعية ولطيفة يغير الطريقة التي نخاطب بها أنفسنا يوميًا، وينعكس مباشرة على الثقة بالنفس.

وتابعت: التعبير الإبداعي سواء بالرسم أو التسجيل الصوتي أو الكتابة يساهم في تعزيز الثقة بالنفس، حيث يعطي المشاعر صوتًا واعترافًا بدلاً من تجاهلها، ويساعد الجسد على التخلص من التوتر المرتبط بالعاطفة.

تهدئة النفس واستعادة التوازن
وقدمت حلول فورية قابلة للتطبيق، مثل تمارين التنفس العميق (استنشاق من الأنف لمدة 4 ثوانٍ، حبس النفس 4 ثوانٍ، ثم الزفير ببطء 6 ثوانٍ)، وتمارين التمدد الخفيفة للجسم لتخفيف التوتر العضلي، وممارسة الحركة كالمشي وتمارين التركيز على الحواس الخمس لإعادة الانتباه والهدوء الذهني، مؤكدة بأن هذه التمارين تُستخدم بسهولة في المواقف الضاغطة مع التركيز على استعادة الهدوء دون الحاجة لمغادرة مساحة العمل.

رسائل الدعم وحب الذات
وأشارت “الحوشاني” إلى تحسين الحوار الداخلي والتخفيف من جلد الذات، من خلال إعادة صياغة الأفكار السلبية وتمارين كتابيه تعزز تقدير الذات وتبرز أثر الكلمة الإيجابية على المزاج اليومي، فالكلمة الإيجابية لها تأثير مباشر على المزاج اليومي لأنها تغيّر الطريقة التي يفسر بها العقل المواقف.

فعندما يسمع الشخص أو يقول لنفسه عبارة مشجعة، يفرز الدماغ مواد مرتبطة بالراحة والتحفيز مثل الدوبامين، مما ينعكس على الطاقة والتصرف، وبدل جلد الذات نستخدم الكلمات الداعمة التي تخفف من الشعور بالتعب أو التوتر، فالكلمة الإيجابية لا تلغي التحديات، لكنها تعيد توجيه الذهن نحو التعامل معها بثقة بدل الشعور بالعجز.