قال صانع الأفلام “علي السرهيد” إذا كان الفيلم توجه مادي وللعرض في دور السينما بشكل أساسي فالطريق الأفضل للبحث عن دعم مادي هو الشركات التجارية العاملة في مجال السينما، وإيجاد خطة تسويق وتوزيع، وانتقاء الفئات المستهدفة من أشخاص أو دور سينما.
وأكد “السرهيد” في تصريحاته لـ “الواحة نيوز” أن أحد الملفات التي تهتم بها جهات الدعم سؤال المخرج ومنتج الفيلم: “لماذا تصنع هذا الفيلم”، وغالبا ما تكون إجابة المخرج مختلفة عن إجابة المنتج، فالمخرج سيتحدث عن دوافعه الفنية والموضوعية تجاه القصة ورؤيته الفنية حولها، والفكرة وكيف ولدت، والشخصيات والعالم الذي يقع تحت عدسة كاميرته، في حين سيتحدث المنتج عن جزء مما ذكره المخرج، وجزء عن خطته الإنتاجية والتسويقية ودوافعه من صنع الفيلم، وماذا تعني له القصة، وأهمية العمل مع المخرج والكاتب.
وعن مِلَفّ المعالجة الفنية قال إنه ملف يحتوي على الرؤية الإخراجية والفنية للمخرج من جانب التصوير والكاميرا والإضاءة والصوت وتقنيات المونتاج، مما يعطي صورة مفصلة للجهة الداعمة للفيلم.
ولفت “السرهيد” إلى أن مهمة البحث عن مواقع التصوير والممثلين تختلف من فيلم إلى أخر، حسب التجهيزات واحتياجات الفيلم، فبعض الأفلام لا تتطلب مهمة البحث عن مواقع التصوير والممثلين في مرحلة كتابة النص والتطوير وغالبا ما تتم في مرحلة تجارب الأداء ما قبل الإنتاج، بينما يضطر صانع فيلم أخر للبحث عن الشخصية الرئيسية للفيلم ومواقع التصوير في طور كتابة النص مما يعزز القصة والسيناريو.
وعن الخطة التسويقية للأفلام المستقلة قال هي صورة واضحة عن الفيلم، ومكان عرضه سواء على منصات أو دور سينما، وماهي المهرجانات التي سيشارك فيها الفيلم، وأين سيتم توزيعه بعد مرحلة الإنتاج، لتقديمها للجهة أو الصندوق الداعم.
وأوضح أن تقنية الشاشات هي تقنية جديدة تستخدم في مجال صناعة الأفلام (التصوير)، تغني عن بناء المواقع أو التنقل بينها، باستخدام تقنية عرض شاشات صممت بتقنية عالية جدا تتفاعل مع الكاميرا لدرجة رسم الحالة الحقيقية، فمثلا لو احتاج المشهد الذهاب إلى البحر، بإمكان المخرج عرض البحر على شاشات خلفية داخل الأستوديو وتصوير المشهد وكأن الممثلين في البحر.
وأشار إلى أن الخِطَّة المالية جزء من ميزانية الفيلم، توضح تواريخ ومصادر التمويل للمشروع، وماهي الصناديق الداعمة لإنتاج وما بعد إنتاج الفيلم، وحالة الدعم، يقوم على تحديثها منتج الفيلم.
ومن جانبه قال المنتج السعودي “علي العلي” لـ “الواحة نيوز” إن المعضلة الرئيسية لقلة عرض الأفلام هي قلة كتاب النصوص الاحترافيين القادرين على تقديم محتوى مفصل ومدروس، ولضيق الوقت يسبب ذلك ضغط على الكتاب وقلة في العرض وتلبية الطلب، كذلك قلة الأفكار الجديدة المختلفة الجاذبة للجمهور والجهات الداعمة.
وأضاف أنه قد تتعرض الميزانية لعدة مشكلات تسبب عرقلة وضعف للميزانية أو إيقاف الإنتاج، منها العوامل الطبيعية كالأجواء، وعوامل بشرية كمرض أحد الممثلين أو وفاته، وهنا يلعب المبلغ الاحتياطي في الميزانية دورًا في التغلب على مثل هذه العوائق، ومن هنا تأتي أهمية الدراسة المفصلة للمشروع، وأهمية مدير إدارة إنتاج ومنتج فني لديهم حلول سريعة للمحافظة على الميزانية، وحجز مبلغ احتياطي لمثل هذه الظروف الخارجة عن الإرادة.
جاء ذلك على هامش أمسية قدمها علي السرهيد بعنوان “كيف تعد ملفًا لفيلمك” ضمن برنامج نادي السينما التابع لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء الأسبوعي “جِلسة شاي” مساء أمسِ الأربعاء، في قاعة محمد الصندل للفنون البصرية.