العلاج بالفن.. رحلة لفهم المشاعر والتعامل معها بوعي وتوازن

1 تعليق
العلاج بالفن.. رحلة لفهم المشاعر والتعامل معها بوعي وتوازن
https://wahhnews.com/?p=88313
العلاج بالفن.. رحلة لفهم المشاعر والتعامل معها بوعي وتوازن
جاسم العبود

أوضحت الأخصائية “نورس السبيعي” أن تخصص العلاج النفسي بالفن التشكيلي يُعد من المجالات الراسخة عالميًا منذ ستينات القرن الماضي، إلا أنه يُعتبر تخصصًا حديثًا نسبيًا في المملكة العربية السعودية، حيث بدأت ملامحه بالظهور عام 1996.

وأضافت “السبيعي” خلال حديثها في معرض “ظل مني” الذي نظمه أحد مستشفيات التأهيل بالأحساء بمشاركة مجموعه كلنا رسامون : العلاج بالفن يقوم على قدرة الإنسان على التعبير عن أفكاره ومشاعره العميقة من خلال الفن، فالكثيرون قد يجدون صعوبة في التعبير بالكلمات، بينما يستطيعون إيصال ما بداخلهم عن طريق الألوان والرموز والخطوط.

ومن خلال هذه العملية الإبداعية، يستطيع الأخصائي النفسي التواصل مع العقل الباطن – ذلك الجزء الذي يحتفظ بالذكريات والتجارب والصدمات – ومن هنا تبدأ رحلة التغيير، إذ يتم توجيه الشخص نحو إعادة صياغة نظرته للحياة.

فعلى سبيل المثال، إن رسم فراشة ساقطة على الأرض قد يعكس شعورًا بالهزيمة، لكن حين يتم تشجيع الفنان على رسمها وهي تحلّق، يصبح الرسم خطوة نحو تبنّي فكرة النهوض والأمل، وبناء على ذلك يستطيع الأخصائي عبر الفن تحويل الأفكار السوداوية إلى رؤى أكثر إشراقًا، ما ينعكس تدريجيًا على طريقة تفكير الفرد ونظرته للعالم من حوله.

وأشارت إلى أن بعض اللوحات المشاركة في المعرض تجسّد رحلات علاجية حقيقية لأشخاص مرّوا بتحديات نفسية مختلفة، إذ تُظهر الأعمال الفنية تطوّر الحالة من بدايتها وحتى الوصول إلى مراحل التعافي والاتزان، مما يجعل كل لوحة حكاية شفاء بحد ذاتها.

وذكرت “السبيعي” بأن فكرة المعرض تتمحور حول رسالة جوهرية مفادها أن طلب المساعدة النفسية ليس عيبًا، بل هو خطوة نحو تطوير الذات وتحقيق السلام الداخلي، وتدعو كل من يشعر بعدم الراحة أو بوجود تحديات في حياته إلى التوجه للمختصين بدلاً من الاستمرار في المعاناة أو البحث عن حلول عشوائية غير مبنية على أسس علمية، مؤكدة أن الذهاب إلى مختص نفسي مختصر لطريق طويل من التجارب المرهقة، فهو المرشد الذي يساعد الشخص على فهم ذاته وتجاوز العقبات التي يواجهها.

كما تؤكد أن العلاج النفسي لا يقتصر على الأدوية أو التنويم، بل يشمل جلسات علاجية معرفية وسلوكية، وأساليب تعبيرية مثل العلاج بالفن، للوصول إلى فهم أعمق للمشاعر وكيفية التعامل معها بوعي وتوازن.

ولفتت “السبيعي” النظر إلى أن العلاج النفسي بالفن لا يقتصر على من يعانون من اضطرابات، بل هو مساحة مفتوحة لكل من يرغب في تحسين جودة حياته، وتنمية وعيه العاطفي، والتعبير عن ذاته بطرق صحية.

ومن جانبه رئيس مجموعة “كلنا رسامون” الفنان التشكيلي “ماهر الحمود” قال: المعرض جاء تزامنا مع اليوم العالمي للصحة النفسية، وذلك لإبراز العلاقة بين الفن والعافية النفسية، بمشاركة 21 عملًا فنيًا تشكيليًا بالإضافة إلى الرسم المباشر والخط العربي والكتابة على الأكواب، كما شارك من مرضى الاضطراب النفسي 15 فنانًا.