رئيس شركة أرامكو الأسبق: الثقافة قوة الوطن الناعمة.. والتوازن جزء من تراثنا

1 تعليق
رئيس شركة أرامكو الأسبق: الثقافة قوة الوطن الناعمة.. والتوازن جزء من تراثنا
https://wahhnews.com/?p=87026
رئيس شركة أرامكو الأسبق: الثقافة قوة الوطن الناعمة.. والتوازن جزء من تراثنا
جاسم العبود

قال الرئيس الأسبق لشركة أرامكو السعودية الأستاذ عبدالله جمعة: حينما نتحدث عن مكانة المملكة العربية السعودية في العالم اليوم، لا يمكن أن نغفل عن مفهوم مهم في العلاقات الدولية الحديثة، وهو القوة الناعمة، هذه القوة لا تقوم على السلاح أو الاقتصاد بل على القدرة على الاقناع وبناء الصورة الإيجابية، وجذب قلوب الناس وعقولهم من خلال القيم والثقافة والإنسانية.

وأضاف “جمعة” خلال حديثه في أمسية حوارية نظمها نادي وسم الثقافي بمناسبة اليوم الوطني الـ 95 بعنوان (الثقافة.. قوة الوطن الناعمة): والمملكة ولله الحمد من الدول التي استطاعت أن توظف قوتها الناعمة بشكل متوازن ومؤثر، من خلال أبعاد كثيرة، منها:

الديني والروحي
بلادنا المباركة هي قبلة المسلمين وموطن الحرمين الشريفين التي يتوجه إليها ملايين البشر من شتى أنحاء العالم حجاجًا ومعتمرين، والجهود الهائلة التي تبذلها بلادنا في خدمة ضيوف الرحمن من تسهيلات تقنية ولوجستية إلى مبادرات إنسانية، مثل مبادرات طريق مكة التي سهلت على كثير من الحجاج إجراءات السفر والوصول إلى الأماكن المقدسة.

الثقافي
وقد شهدت المملكة نهضة كبرى مع تأسيس وزارة الثقافة وهيئاتها المختلفة، وإطلاق مواسم السعودية التي عرفت العالم بتراثنا العريق، وإبداع شباب وشابات الوطن، وتمكنت المملكة من تسجيل مواقع تاريخية كالعلا والدرعية في قائمة التراث العالمي لليونسكو، لتصبح جسورا للتواصل الحضاري مع الإنسانية كلها.

الرياضي
أصبحت الرياضة جسرًا يربط العالم، وقد نجحت المملكة في استضافة بطولات عالمية كسباقات فورملا 1 ورالي دكار والمباريات الدولية، وكذلك الاستثمار في الأندية العالمية، مما جعل أسم المملكة يتردد في الملاعب والميادين الرياضية حول العالم.

الدبلوماسية الإنسانية والتنموية
عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قدمت المملكة المساعدات لملايين المحتاجين في العديد من الدول، وأصبحت بلادنا من أكبر المانحين في العالم، لتؤكد بذلك إن رسالتها إنسانية قبل أن تكون سياسية.

الإعلام والتواصل الدولي
أسست المملكة منصات إعلامية عالمية تنقل صورتها ورؤيتها، كما دعمت المبادرات الشبابية والحوارات الثقافية التي تقرب بين الشعوب وتفتح أفاق التفاهم.

المجال السياحي
بعد انطلاق المشاريع المستقبلية وإطلاق التأشيرة السياحية، ومشاريع أخرى مثل نيوم والبحر الأحمر والعلا، أصبحت المملكة وجهة يتطلع العالم إلى زيارتها ليس فقط لعمقها التاريخي، بل أيضا لطموحها لبناء مستقبل حضاري واقتصادي مزدهر.

جميع هذه الجهود ليست إلا جزء من سيرة وطن يعي أن مكانته في العالم لا تصان فقط بالقوة الصلبة، بل تدعم بشكل كبير عبر القوة الناعمة التي تجمع بين الدين والثقافة والرياضة والإنسانية.

علاقات المؤسسات التجارية والمهنية
وأما عن علاقات المؤسسات التجارية والمهنية مع موظفيها ومورديها ومقاوليها والمؤسسات داخل بلدها أو في الخارج فهي تخضع لذات المقاييس، فكما أن هنالك قوة ناعمة وقوة صلبة في المجال السياسي الدولي، أيضًا هنالك مفاهيم تتعلق بالمهارات الصلبة والناعمة من شأنها تمكين المؤسسات من النجاح والتطور، إذا ما أحسن أعداد وتنفيذ هذه المهارات.

المهارات الصلبة والناعمة ليست حديثة على ثقافتنا
مفهوم المهارات الصلبة والناعمة تزخر بها كتب الإدارة والقيادة في مجال الأعمال في هذا العصر، ولا بد لشبابنا معرفة أن هاذين المفهومين ليسا بمفاهيم حديثة، وإنما تحدثت عنها ثقافتنا منذ أكثر من ألف عام مضى، فعبدالله أبن المقفع سك هاذين المفهومين في كتابة الأدب الصغير والأدب الكبير، حين سماهما “علم المنافع وعلم العقول”.

علم المنافع
هو ما ينفع الإنسان عمليًا من مهن وصنائع ومعارف تطبيقية تساعده على كسب رزقه وتحقيق مصالحه، وهذا يشبه ما نطلق عليه اليوم “المهارات الصلبة”، كالطب والهندسة والبرمجة وما شابهها.

علم العقول
هو ما يهذب النفس، ويعلم الإنسان الحكمة وحسن التعامل مع البشر وضبط السلوك، ويقابله ما نسميه اليوم “المهارات الناعمة”، مثل القدرة على القيادة والاقناع ومهارات التواصل والتعاون والذكاء العاطفي.

وهذا يؤكد بأن فكرة التوازن بين العلم النافع والأخلاق والحكمة ليست بجديدة علينا، بل هي جزء من تراثنا العريق، والمؤسسات التي تمكنت من تقوية قدرات موظفيها في مجالي المهارات الناعمة والصلبة هي مؤسسات ناجحة ومتطورة.

 

التعليقات (١) اضف تعليق

  1. ١
    زائر

    الاعلامي جاسم العبود اخبارك الصحفية متميزة دائما

اترك تعليق على زائر الغاء الرد

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>