برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، عُقد اليوم الأحد في مقر غرفة الأحساء المؤتمر الصحفي للإعلان عن تفاصيل النسخة الثانية من معرض اللومي الحساوي، أحد أبرز الأحداث الزراعية والاقتصادية في المنطقة، والذي تنظمه غرفة الأحساء بالشراكة مع هيئة تطوير الأحساء وأمانة الأحساء وعدد من الجهات الحكومية والخاصة. وجاء المؤتمر ليستعرض النجاحات الكبيرة التي تحققت في النسخة الأولى العام الماضي، ويكشف ملامح النسخة الثانية التي ستقام في مركز الأحساء للمعارض خلال الفترة من 21 أغسطس وحتى 6 سبتمبر 2025، على مساحة داخلية تتجاوز 5000 متر مربع ومساحة خارجية تزيد على 4000 متر مربع، بما يتيح تنوعًا أكبر في الأركان والأنشطة والفعاليات.
اللومي الحساوي… منتج استراتيجي ورمز ثقافي
أكد رئيس مجلس إدارة غرفة الأحساء الأستاذ محمد العفالق أن المعرض يمثل منصة اقتصادية وثقافية وسياحية تعكس قيمة اللومي الحساوي كمنتج استراتيجي، مشيرًا إلى أن التوسّع في النسخة الثانية يهدف إلى استقطاب أكثر من 200 ألف زائر من داخل المملكة وخارجها. وأوضح أن المعرض سيتضمن عرض أكثر من 20 منتجًا تحويليًا مبتكرًا لدعم الصناعات الغذائية المحلية، إضافة إلى 30 ورشة وجلسة تدريبية، وإطلاق ثلاث دراسات بحثية، وتوقيع عدة اتفاقيات مع شركاء من القطاعين العام والخاص. وأضاف أن النجاحات التي تحققت في النسخة الأولى، والتي استقطبت أكثر من 160 ألف زائر وحققت مبيعات تجاوزت 2 مليون ريال بمشاركة 66 ركنًا للعارضين، لم تكن وليدة جهد فردي، بل جاءت ثمرة شراكات واسعة مع مختلف الجهات الرسمية والخاصة.
مساحات أوسع وأنشطة أكثر تنوعًا
من جانبه أوضح الأمين العام لغرفة الأحساء الدكتور إبراهيم آل شيخ مبارك أن نسخة هذا العام تأتي بمستوى مختلف من التحضير والتنظيم، إذ انتقل المعرض إلى مركز الأحساء للمعارض ليوفر مساحات أكبر للعارضين والزوار، مع تخصيص مناطق خارجية للمطاعم والمقاهي والأنشطة الترفيهية، إضافة إلى تطوير البنية التحتية للمعرض عبر تخصيص مسارات للنقل الجماعي بواسطة حافلات تغطي أكثر من عشر مسارات داخل المحافظة لتسهيل وصول الزوار. كما أضاف أن المعرض سيشهد إطلاق هاكاثون زراعي بالشراكة مع جامعة الملك فيصل لتطوير حلول ابتكارية في مجال الزراعة والتسويق، إضافة إلى توفير أكثر من 30 ورشة عمل وجلسة تدريبية تستهدف أكثر من 450 مشاركًا، وذلك إلى جانب فعاليات تفاعلية متنوعة.
ركن الطفل… صناعة المستقبل
ومن أبرز الإضافات هذا العام “ركن الطفل” الذي يحمل شعار «نطحن فكرة.. نصنع حرفة»، حيث أكد آل شيخ مبارك أن الركن يستهدف الأطفال من عمر 5 إلى 12 عامًا، ويهدف إلى ربط الأجيال الناشئة بالبيئة الزراعية من خلال أنشطة تفاعلية وحرفية وإكسابهم مهارات الإبداع والابتكار، مضيفًا: «نحن لا نعرض منتجًا زراعيًا فقط، بل نزرع ثقافة في عقول أطفالنا ترتبط بالهوية المحلية وتفتح آفاقًا لصناعات جديدة».
دعم استراتيجي وتمكين اقتصادي
وفي كلمته أوضح الأستاذ عمر الملحم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الاستراتيجية وتطوير القطاعات في هيئة تطوير الأحساء أن الهيئة ترى في المعرض فرصة لترسيخ مكانة الأحساء كمركز زراعي واستثماري.
إلى نجاح الهيئة خلال الفترة الماضية في دعم أكثر من 120 منتجًا محليًا للوصول إلى الأسواق الخليجية والعربية، واستقطاب استثمارات زراعية وغذائية تجاوزت قيمتها 80 مليون ريال، إضافة إلى تدريب وتأهيل أكثر من 500 مزارع ومنتج. وأكد أن هذه الجهود تسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية وتعزيز الأمن الغذائي والمحافظة على الإرث الزراعي الأصيل للأحساء، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، مضيفًا: «مثل هذه الفعاليات ليست مجرد معارض، بل استثمار في هوية المكان وميزة تنافسية تعزز من فرص الأحساء على المستويين الإقليمي والعالمي».
تطلعات النسخة الثانية
وبيّن الدكتور آل شيخ مبارك أن نسخة هذا العام تستهدف تحقيق عوائد اقتصادية تفوق 2 مليون ريال، إلى جانب رفع نسبة إشغال الفنادق واستقطاب وفود رسمية وسياحية من داخل المملكة وخارجها. كما كشف أن المعرض سيشهد مسابقات للتصوير وصناعة المحتوى عبر منصة “تيك توك”، بعد النجاح الكبير الذي حققته هذه المبادرات في النسخة الماضية والتي شكلت أحد أبرز عناصر التفاعل المجتمعي، مضيفًا أن المعرض سيعمل على إبراز الابتكار في المنتجات الغذائية وتعزيز القيمة المضافة عبر الصناعات التحويلية ودعم المزارعين من خلال الاستشارات والبرامج التدريبية، إلى جانب تنمية السياحة الزراعية بما يتماشى مع التوجه الاستراتيجي لغرفة الأحساء في جعل المحافظة وجهة استثمارية جاذبة.
الجدير بالذكر أن معرض اللومي الحساوي يمثل نقلة نوعية في مسيرة الفعاليات الزراعية بالمملكة، ليس فقط لكونه حدثًا اقتصاديًا، بل لأنه يجسد ارتباط الإنسان الأحسائي بأرضه وتراثه الزراعي.
كما أن الدعم الكبير من سمو محافظ الأحساء، والشراكات الواسعة مع مختلف الجهات، يمثلان الأساس الصلب لضمان نجاح النسخة الثانية وتوسيع أثرها الاقتصادي والاجتماعي والسياحي، بما يرسخ مكانة الأحساء كوجهة زراعية واستثمارية رائدة محليًا ودوليًا، ومنسجمة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

