أشار وزير الإعلام سلمان الدوسري خلال لقاء مع برنامج “الليوان” إلى أربع عناصر تسيء إلى التحليل السياسي، هي: الشعوبية، العاطفة، الانطباع الشخصي، والتخصص.
الشعوبية
الشعبوية لذيذة في بدايتها لكنها مدمرة للمحلل السياسي في نهايتها، ونقل ما يريده الجمهور عملية صعبة، وقد يتعرض المحلل السياسي إلى ضغوط لنقل رأي الجمهور، ولكن في النهاية الجمهور يريد سماع ما هو في صالحه وليس حسب عواطف المحلل.
العاطفة
من الصعب استخدام العواطف في التحليل السياسي، حيث أن التحليل السياسي يعتمد بشكل رئيسي على العقلانية، كما أن استخدام العاطفة مشواره قصير، وسرعان ما ينكشف المحلل السياسي الذي يعتمد على عاطفته في التحليل.
الانطباع الشخصي
الانطباع الشخصي يعتبر نقطة محورية هامة للغاية، عندما يترك المحلل السياسي الفرصة لانطباعاته الشخصية التأثير على مواقفه السياسية.
التخصص
احترام التخصص، فمن الصعب التحليل في عشرين مجال، كما يوجد أكثر من تخصص في السياسية.
وأكد أن تطلعات المجتمع العالية في الإعلام حق مشروع، كما يوجد انطباعات وحقائق، وعلى جانب الحقائق فالإعلام السعودي لديه ثلاثة إركان، هي:
1- المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام.
2- مجموعة MBC.
3- روتانا ومجموعة قنواتها ومكتبتها.
ولفت النظر إلى تصدر مشاهدات القنوات السعودية عربيًا، منها تطبيق “شاهد” الذي يصل إلى 70% من المنازل العربية، وكذلك تصدرت السعودية المشهد عربيًا على صعيد برامج “البودكاست”، منها “بودكاست 8” التابع المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، والذي يمتلك 300 مليون مشاهد ومستمع له في 2024، 86 % منهم داخل المملكة و 32 % خارج المملكة.
وعلى صعيد الإعلام الجديد، فلدينا 52 مليون حساب سعودي على منصات التواصل الاجتماعي، يعتبرون جزء أساسي من الإعلام السعودي المؤثر، الذي يصل ويضع بصمة في كل مكان في العالم.
وأضاف: التقنية دخلت في كافة القطاعات بما فيها قطاع الإعلام، والتحدي الحقيقي هو القدرة على مواكبة التقنية حينما تسقط على الإعلام الوطني تحديدًا المحتوى الإيجابي، سواء كان قناة تلفزيونية أو موقع الإلكتروني أو حساب على وسائل التواصل الاجتماعي.
لدى الإعلام السعودي ركيزتين أساسيتين، هما:
1- الإعلام الوطني.
2- اقتصاديات الإعلام.
الإعلام الوطني
هو إعلام وطني هادف بكل منصاته، يمثل رؤية المملكة ويرتقي بها في 2030.
اقتصاديات الإعلام
فيما كان الإعلام عبئ على الدولة في فترة سابقة، اليوم نحن بحاجة إلى رفع مساهمة الإعلام في الناتج المحلي التي تشكل حاليًا 0.04 %، ورؤية المملكة تهدف إلى رفع تلك النسبة إلى 150 % بحلول 2030.
وصرح بأن العمل جاري مع عدد من الجهات لإطلاق قناة باللغة الإنجليزية، ليصبح للملكة صوت باللغة الإنجليزية في خطوة تهدف إلى توسيع نفوذ الإعلام السعودي الدولي.
كما يجري العمل على إطلاق مدينة عالمية للإنتاج، بشراكة مع عدد من الوزارات والهيئات، لاستقطاب شركات عالمية، وشركات ناشئة، وتعتبر فرصة للعاملين السعوديين في حقل الإعلام.
الوظائف
وعن ملف الوظائف في قطاع الإعلام، فقد بلغ عدد الوظائف أكثر من 60 ألف وظيفة في قطاع الإعلام للعام 2023، وتهدف الوزارة للوصول إلى 150 ألف وظيفة في عام 2030.
الإعلان
وفيما يتعلق في ملف الإعلان، يعتبر السوق السعودي أكبر سوق في المنطقة، والمعلن السعودي من أكبر المعلنين، ووسائل الإعلام السعودية هي الأكبر عربيًا، وحينما نجمع كل ذلك نرى الفاقد من الإعلانات الذي يقدر بـ 90 % يخرج إلى دول أخرى بدل ما يساهم في الناتج المحلي، لذا المملكة تهدف إلى توطين مثل هذه الصناعة، ليصبح جميع الإنفاق الإعلاني في وسائل تواصل سعودية ومن جهات سعودية.
حرية التعبير
لدينا حرية منضبطة ولا نقبل بتشويه الحريات، فمستوى الحرية يناسب ثقافتنا في المملكة، مؤكدًا أن سقف حرية الإعلام السعودي مرتفع مقارنة بوضعنا ووضع الدول المحيطة، معولا على الحس العالي لدى وسائل الإعلام وإعلامي المملكة.
التعصب في الإعلام الرياضي
لدينا تعصب في الإعلام الرياضي، كما لدينا إجراءات ضد أي تجاوزات أو ممارسات غير مرغوبة، ونحن نعلم أن غالبية الإعلام الرياضي المتعصب يعمل بمبدأ الضغط الإعلامي لصالح النادي الذي يميل له، من أجل زيادة مكتسباته من جانب، ومن جانب آخر الضغط على النادي الآخر من أجل خسارة مكتسبات، مشيرًا إلى مشروع جاري العمل عليه مع وزارة الرياضة للتعامل مع التعصب في الإعلام الرياضي.
وأشار إلى ثلاثة أنواع من المحتوى، هم:
1- المحتوى الإيجابي، وهو ما يعزز القيم الاجتماعية والهوية الوطنية، المدعوم من الدولة، وقد وضعت جائزة التميز الإعلامي وجائزة الإعلام السعودي، وأنشأت معسكرات إعلامية لتعزيزه.
2- المحتوى الثاني، وهو المقبول اجتماعيا ولكنه غير متميز وغير سيء، ويمثل الغالب بنسبة تصل إلى 90 %.
3- المحتوى المخالف، ويوجد تشريعات وقوانين لا تقبل بالمحتوى الهابط.
نظام الإعلام الجديد
هو نظام يواكب الحاجة إلى التغيرات التشريعية المواكبة، والتطورات التقنية في قطاع الإعلام، يهدف إلى عدم تعدد المشاريع والأنظمة في الإعلام.
وذلك بدمج الإعلام المرئي والمسموع، المؤسسات الصحفية، الإذاعة، ونظام النشر تحت مظلة نظام الإعلام، ومن أبرز التغيرات الوضوح والشفافية ومعرفة الحقوق والواجبات، وذلك لإظهار صورة واضحة للمستثمرين والعاملين في قطاع الإعلام والإعلاميين، وتصنيف المهنيين والإعلاميين، مشيرًا إلى 56 وظيفة إعلامية معتمدة.
الإعلام الخارجي
مفهوم الإعلام الخارجي لدى وزارة الإعلام هي فكرة قديمة وانتهت، ولم يعد الإعلام الخارجي بمفهومه التقليدي السابق، فالإعلام الخارجي اليوم يتمثل في الاستضافات العالمية مثل رالي داكار، سوبر الإسباني، سوبر السعودي، فورمولا 1، موسم الرياض، مباريات الملاكمة، الأوبرا السعودية في طوكيو ونيويورك وباريس، زيارة بوريس جونسون للمنتدى السعودي، استضافة 7000 فعالية ومؤتمر في عام 2024، تواجد رونالدوا وكريم بن زيما في جدة، مؤكدة أن مشاريع الرؤية هي أهم الأذرع الإعلامية.
الذكاء الاصطناعي
لو نظرنا إلى التطور الإعلامي، نرى أنه أخذ عقود طويلة في التحولات الكبرى، من الصحافة إلى الإذاعة إلى التلفزيون إلى المواقع الإلكترونية، ثم خلال العشر سنوات الأخيرة حدثت ثورة كبرى في منصات التواصل الاجتماعي، وليس واضحًا للعالم بأجمع نموذج الإعلام القادم، وعلى الجميع الاستعداد للتغيرات الإعلامية المرتبطة بالتقنية والذكاء الاصطناعي، وإن لم نكن جاهزين لها فسنكون متأخرين عن الركب.
وقال: “موت الصحافة الورقية لا يقلقني، لأن الورق وسيلة وليست غاية، بل يقلقني موت الصحفي، وحينما نتحدث عن أركان الإعلام السعودي الثلاثة، والمحتوى الإيجابي وصانع التأثير، فالصحفي هو أساسها”.
في الفترة السابقة المطبخ الصحفي يصنع الصحفيين، وبعدها أصبحنا نجد صعوبة في إيجاد الصحفي، لذلك وزارة الإعلام كممكن سواء بالأكاديميات الإعلامية الموجودة أو بالشراكات مع الشركات الكبرى مثل “قوقل” و “أمازون” والوزارات والهيئات تسعى إلى المحافظة على الصحفي، فهو الأساس.
وأوضح أن الصحفي الحقيقي هو من لديه القدرة على التقاطه لا يراها غيره، وعبر عنها بالمقولة “أنهم ينظرون إلى ما أنظر، ولكنهم لا يرون ما أرى”.
الصحفي الجيد ليس شرطًا أن يثير الإعجاب، ولا يجب أن يثير الغبار، الصحفي الجيد هو من يثير الأسئلة المشروعة ويطرح الإجابات.
