“المويل” مصدر إلهام وتدريب للمرأة على خياطة البشت الحساوي

جاسم العبود

تعتبر خياطة البشت الحساوي تقليديّا في المجمل العام مهمة رجالية، وفي ظل تمكين المرأة والإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠، ولما له من قيمة ويمثّل اللباس الوطني، اخترقت المرأة هذا الفن العريق لتكون أحد مقوّمات استدامته وتوسيع النّشاط، وكان للتدريب المؤسس لذلك أثرٌ في هذا الإقدام.

فنانة خياطة البشت الحساوي “هدى المويل” رائدة في اقتحام المجال ونموذجًا في دقة الحرفة وإخراج بشت كامل، تدربّت على يد خبراء بأسرار خياطة البشت الحساوي في مدينة الهفوف، وذلك ناتج من شغفها المبكّر لفنون الصناعات الحرفيّة الأحسائية، التي مكنت الأحساء من الانضمام إلى قائمة المدن المبدعة على البوّابة الإعلاميّة لليونسكو عام ٢٠١٥.

ومع كون خياطة البشت الحساوي وصياغة التطريز محل صعوبة الإتقان، تجاوزت “المويل” ذلك بالصبر والمثابرة وإعادة التجربة، وهذا ما مكنّها في النّهاية من لحظة تفصيل القماش إلى “التراليب” وهو تلميع خيوط الزري لتتقن مراحله بالكامل بتفاصيله الدقيقة ومواطن الجمال بمهارة عالية.

فن خياطة البشوت يعتمد على الإنجاز اليدوي وهو ما يميّزه بين فنون واقتدار الخيّاطين، ولقد رسمت الفنانة “المويل” خطّا جعلها محل تصويب لمنتجها بإبداعها، لتكون أسماً مرموقاً في المجال.

الفنانة “المويل” على دراية بتاريخ البشت الحساوي وأصوله، وما يمثله في هويّة الأحساء وأحد المفاخر الوطنيّة، وأعطى جودة منتجها فرصة لتحمّل مسؤوليّة تّدريب الأخريات ومصدر الهام للمرأة في الأحساء وخارجها، وإسهامًا منها لتنشيط المحرك الاقتصادي والمورد البشريّة، وتحقيق الحفاظ على هذا التراث الثقافي وإيصاله للأجيال القادمة بطريقة عصرية دون التأثير على أصالته.