الصوايغ أو الصوغات جمع كلمة صوغة وهي هدية القادم من المطراش ( السفر ) خاصة الحجاج القادمين من الديار المقدسة ( مكة المكرمة والمدينة المنورة ) فأثناء وجودهم بها لأداء مناسك الحج لا ينسون شراء الهدايا لكافة محبيهم من الأهل والجيران والأصدقاء ، وللأطفال نصيب وافر منها فيحرصون بين الحين والآخر على شراء مختلف أنواع الهدايا من متاجر مكة المكرمة والمدينة المنورة مع ضيق ذات اليد لدى الأغلبية وليس مثل هذه الأيام وكما يقول المثل الشعبي المتداول إذا جيت من السفر جب معك ولو حجر.
وأذكر ونحن صغار لم يكن يعنينا من أمر وصول الحجاج سوى مايحملونه لنا من تلك الهدايا ( الصوايغ ) وننظر إلى تلك الصناديق والشنط بلهفة وحب واشتياق وما يدور بخلدنا فقط ماذا تحمله لنا من الهدايا علما أن للحجاج مكانة دينية ودنيوية عظيمة فحين يقترب موعد العودة يظهر البشير وهو شخص يسبق وصول حملات الحج بعدة أيام يبشر الناس بموعد قدومها ويحدد يوم تقريبي نسبيا لوصول كل حملة فيخبرهم أن الحملة الفلانية سوف تصل في يوم كذا والحملة الفلانية ستصل يوم كذا بإذن الله تعالى وأن الحملة الفلانية سوف تتأخر أسبوع لأنهم تميدنوا بالأخير ( ذهبوا للمدينة المنورة ) بعد أداء فريضة الحج فترى كافة شرائح المجتمع مبتهجين من الفرح تنتظر تلك العودة بفارغ الصبر خاصة أن من لديه حاجًا أو حاجة يتلهف لذلك الموعد بشغف فينصبون الأعلام في أعالي البيوت وهذا المشهد ينبئ أن لدى أهل هذا البيت حجاجًا ينتظرون وصولهم ، وعند قدومهم تنتشر الأخبار في كافة أرجاء المدينة أن حملة فلان طبت ( وصلت ) المدينة بعدها يتقاطر الناس لاستقبالهم في محطة الوصول بكل فرح وبهجة وسعادة وسرور وترتسم الابتسامات في وجوه الكل وعادة ما تكون محطة الاستقبال عين نجم أوعند قصر صاهود بالجهة الشمالية أو في إحدى الساحات داخل المدينة حسب سكن صاحب الحملة ، فبعد الوصول يستحم الحجاج بماء عين نجم الكبريتي الدافئ أو في إحدى العيون القريبة من سكنهم ( الحارة – مرجان – الزواوي – منصور – أم سبعة ) ثم بعد ذلك يتم فتح الصناديق والشنط المبجورة بالهدايا الفريدة والجديدة في كل موسم مع تلك المتعارف عليها بالموسم الماضي .
ومن تلك الهدايا الآتي :-
سجادات الصلاة القماشية والخوصية / الشترية أصلها هندي من الكلمة -جدري – وهي ( الشمسية – المظلة واقية من الشمس والمطر ) / السبح بالذات التي تضئ بالظلام / المساويك ( الآراك ) / العطور ( دهن العود والورد والصندل / الديرم / الكحل / الحناء / السدر / علب مياه زمزم ( الزمزمية ) / العكاسات التي تضم صور عن مناسك الحج / صور ومناظر للكعبة المشرفة وللمشاعر المقدسة والمسجد النبوي وبعض المساجد التاريخية / نماذج للساعات / المسدسات النارية التي ترمي بشرر / البنادق ( التفاقه مع الفشق ) / السيارات / الباصات / الطائرات / المرواح / الزمر بوجمل / الصواوة ( الصافرة ) فرارة الكتاكيت / فرارة الطبل والقرد / الدوم ( ثمر يشبه المانجو تدور حوله بعض القصص التاريخية ) ومشغولات تقليدية نسائية ذهبية وفضية بسيطة مثل الخواتم والمعاضد و القلائد والتراكي ( الحلق ) / الدمى ( الكردية ) / العقال العادي والمقصب / الغتر أم دامة / الطواقي المطرزة بالزري والمشخلة / النخج ( الحمص ) الأحمر والأصفر والمدخن / حلويات مكة الحمراء والصفراء / الملبس /فرارة الحلويات / البرميت الملون / السبال ( الفول السوداني المملح ) / بيض الصعو / اللبان (العلك ) المزيكا / الأكورديون / الناي / الدف / البدلات العادية والعسكرية في مختلف القطاعات أقمشة الدراريع ( الفساتين ) البخانق / الملافع / تمور المدينة المنورة خاصة العجوة / المناديل / الرهش بالزنجبيل والعادي .وغيرها
وتضع ربة المنزل لكل أسرة هداياها حسب العدد ونوعية الأطفال في بقشة من القماش وترسلها لهم وعند استلامها يغمرنا السرور وتعم السعادة أثناء فتح البقشة ليتم تقاسم مابها من هدايا.
وأذكر في هذا المجال قصة طريفة وهي أن أحد الرجال عزم على أداء فريضة الحج وأخبر جلساءه بذلك وكان عددهم كثير فطلبوا منه أن يحضر لأطفالهم زمر بوجمل ولم يدفعوا له ثمنه ماعدا واحد منهم فقط الذي دفع ثمنه ونظر الرجل إلى ابن ذلك الذي دفع المبلغ وقال له الآن أنت الوحيد الذي زمرت لأن الزمر سيصله حتما لأن والده دفع مبلغه بالحال أما الذين طلبوا منه ولم يدفعوا له الثمن فإنه لن يحضرها لهم فهو ليس بملزم بشرائها وهو قد لايملك نقودا كافية أو أنه إذا اشتراها سيخجل أن يطلب قيمتها منهم وقد لايعطونه مبلغها بالأساس. جزى الله خيرا من فرح الأطفال بتلك الهدايا الجميلة والتي تدخل البهجة والسرور في نفوسهم .
المصادر : 1- أ/ محمد سالم بوسحة بوزكي. 2-أ/صالح محمد الهبوب . بوعبدالمحسن 3- أ / عبدالله سعد الصاهود .بوعبدالرحمن. 4- جريدة الرياض العدد رقم 16181/الجمعة 26 ذو القعدة عام 1433 هـ، وشكر خاص لكل من الأساتذة : 1- خالد بن عبدالله الحليبي 2- وليد بن سليم السليم
بارك الله فيك ارجعتنا الى الماضي الجميل حين كنا ننتظر ونفرح عند توزع الصوقات علينا. وآنا إقرأ ماكتبت كانت صور الصوقات تمر على كما كانت. / خالد الحول
ماشاءالله تبارك الله على هذه الإبداعات يا أستاذ صالح دائما مبدع ومميز ومتميز كما تعودنا دائما منك الإبداع والتميز .
جزاك الله خير وبارك الله فيك يا بو أسعد على جهودك الحثيثة والكبيرة والمتميزه في سبيل الحفاظ على الموروث الشعبي في منطقة الأحساء سدّد الله خطاك وجعل النجاح والتوفيق والسّداد رفيقك في حياتك وأيامك كلها . /. عبدالله القريني بو عبدالمحسن
ابدااااااااااااااع جميل
ذكريات الماضي الحلوه دائما ترجعنا لأيام الطفولة السعيدة
والبسيطة والخالية من الهموم وياليت ذكرت الحمص ( النخي )
الله اكبر ذكرتني بزمان مضى يابوسعد ذكريات زمن الطفوله والحواري القديمه ياحلو ضاقت الحجاج اول فرحه ماتوصف عندنا
التعليق
أحسنت اخي بو اسعد لقد اخذتنا في اطلالة عن الماضي الجميل ، بارك الله فيك وفي كل ساهم في هذا التأصيل الجميل ..
التعليق
ماشاء الله تبارك الرحمن مشكورين ما قصرتوا يعطيكم العافية
جزاكم الله كل خير ❤️❤️
جزاك الله خير وبارك الله فيك يا بو أسعد على جهودك الحثيثة والكبيرة والمتميزه في سبيل الحفاظ على الموروث الشعبي في منطقة الأحساء سدّد الله خطاك وجعل النجاح والتوفيق والسّداد رفيقك في حياتك وأيامك كلها . /. عبدالله القريني بو عبدالمحسن