تحية تلامس القلوب قبل الأجساد، تحية تطبطب على أرواحٍ ظلّت حبيسةً لأفكار الراحة، وجمال الاسترخاء، وثنايا السكينة، وزينة الهدوء.
ما أجمل الكسل، تتنقل بخيالاتك إلى حيثما تشاء، وتقف حيثما شئت، تطير بأفكارك إلى مقر “مايكروسوفت”، وتعمل مع “ميتا” وتجلس على كرسي “جوجل” المُريح وأنت تحلم، وتصل إلى ما ترمي إليه فقط في منامك، لأنك لن تصل لأكثر من ذلك ما دمتَ تستلقي على ضفة الكسل!
لا مكان للتنظير وترديد قصص النجاح البائسة التي مرت بعشرات الخيبات، ولا مكان للتطرّق إلى ذلك الشاب المدلل الذي وُلد وفي فمهِ ملعقة من الذهب وانتقل لمواقع التواصل الاجتماعي لينظّر علينا فشلهُ الأول لأنه خسر أول “أرنبة” في حياته، في حين يمتلك عشراتٍ غيرها في حسابهِ الخاص، وحساب أبيه الذي بين يديه.
التقوقع في منطقة الراحة يبدو مريحًا جدًا، لا عمل، لا علاقات، لا مسؤوليات، لا التزامات، لكن ماذا بعد ذلك؟ لا تطوير، ولا تنمية، ولا استثمار في الذات، ولا بناء علاقات جديدة، وكل هذا يلقي بظلاله على المستقبل الذي يبدو مظلمًا شاحبًا، ولا تجني ثماره البائسة إلا بعد مرور السنوات وعبور القطارات.
يقول غازي القصيبي في كتابه حياة في الإدارة: “إذا كنت تريد النجاح فثمنه الوحيد سنوات طويلة من الفكر والعرق والدموع” فلا يمكن أن يحدث أيٍّ من هذا دون ترك منطقة الراحة، والخروج من القوقعة والبدء في خوض تجارب حقيقية، والدخول في معترك الحياة وبناء علاقات جديدة، وتتأثر الصحة أحيانًا، وتفقد لذة النوم والراحة، وتترك الاجتماعات واللقاءات الأسرية، وقد تتأثر علاقاتك الاجتماعية بذلك، لكن، لكلٍّ ثمنه.
وأعتقد أن من اعتاد على العمل حتمًا سيعمل ويُنجز ويترك بصمة، ومن اعتاد على الكسل، فسيستمر في كسله حتى يستيقظ ضميره النائم، ودائمًا أردد: أن لولا التعب لما شعرنا بطعم الراحة، ولولا العمل ماذقنا طعم الإنجاز.
نتعلم منك يادكتوور🤍
منور دكتورنا 😅
ماشاء الله كلام جميل
ملعقة عسل وملعقة ذهب.. وغطاء حرير .. ومركبه فارهه.. ورصيد يكفي الحاجات .. وكل هذا مكسور عاطفين في عالم السوشل ميديا..
الكسل في عالمنا ادى الى سمنه ادى الي ضعف الثقافه العامه..
يطول المقال وتتبعثر المقاصد ونصل الي الله يرحم حالنا وحال جيلنا من كسل قد حل.
كلام جميل
التعليق
أحسنت الطرح.
التعليق
مبدع استاذ عبدالله كعادتك
ماشاء الله تبارك الله ، مبدع يالسمي 🤍
أحسنت الطرح، لن تأتي الراحة دون تعب.