هكذا هم الطيبون يرحلون سريعا وبهدوء إلى السماء تاركين خلفهم أثراً طيباً في نفوس الكثير من الناس وهم شهداء الله في أرضه، فكم هو مؤلم رثاء الأحبة وكم هو مؤلم رحيلهم، لكن هكذا هي الدنيا ولا حيلة لنا إلا الصبر على قضاء الله وقدره، فمنذُ أيام قليلة فقدنا صديق عزيز على قلوبنا، الأستاذ الكريم بأخلاقه سامي بن سعد الوصالي رحل ولن يرحل مكانه، رحل ولن ترحل أعماله، تركنا وترك ورائه ألف دمعة وبداخلنا ألم الغياب ، فلا نقول إلا ما يرضي الله عنا، فمصابنا جلل و إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فالله اكبر ما أعظمك من إله وما أكرمك من خالق ونعلم أنك إذا أحببت عبداً وفقته في الدنيا وانزلت حبه في قلوب العباد، رجل نعزه ونحترمه لما اتصف به من حب الخير، أبا سعد جبرتنا الدنيا على وداعك ولكن هذا لن ينسينا حديثك الممزوج بضحكتك المعروفة ومزاحك وسعة صدرك وخفة دمة محفورة بداخلنا، ومهما وصفت وفاءك مع زملائك فلا نوفيك جزءًا من هذا الوفاء.
أبا سعد رحمه الله كان شخصاً متسامحاً قريباً من القلب، والمقربين منه قالوا عنه: أنه رفيقاً في السفر يستقل المسافات ليدخل على من يرافقه البهجة والسرور، وعرف بطبعة الفريد الذي رسم شخصيته ، محباً للاطلاع وكان ذو علم، ناصحاً، متواضعاً، لا يشعرك بأنه أفضل منك ويعطي كل شخص حقه في الاهتمام والانصات، أحب الناس فأحبوه رجل سهل في التعامل ويلتمس العذر لمن أخطأ أو قصر معه، سباقاً بتقديم الواجب في المحافل والمناسبات، صاحب بصمة في المواقف التي يمر بها، تطفي على كل تعاملاته مع الاخرين وفي جميع تصرفاته وأفعاله يشار له بالبنان، كانت بداية حياته العملية كان موظفاً في شركة الكهرباء السعودية بالدمام لمدة عاماً ثم انتقل إلى قطاع التعليم بعد ما صدر قرار تعيينه، وبدأ كمعلم وانتقل إلى وكيل ثم مدير وبعدها مشرف تربوي في إدارة التدريب التربوي، ومدرباً محترفاً، كان رحمة الله محباً لعمله مجتهداً فيه يعمل بإخلاص واتقان، رحل صاحب مرثية ” عبير الروح ” الذي كتبها في وفاة والدته، رحل الصديق الذي صادق بكل صدق ومحبة، رحل صاحب الابتسامة المشرقة التي أعطاها لكل شي في الحياة، بالرغم من الألم الذي يحمله في داخل جسمه بسبب مرضه.
عندما يحين الرحيل يذهب كل شي يتعلق بالإنسان وتبقى سيرته والأثر الذي تركه في قلوب الناس وبصماته التي أحدثت فارقاً، كان رحمه الله حتى وهو في شدة المرض يسأل عن زملاءه وعن أحوالهم، قلوبنا لا تزال معلقّة بمن نحب فتبقى الذكريات مرسومة نتذكّرها مع كل هبّة نسيم تذكرنا بالماضي، فأثر الطيبين الراحلين لا ينمحي.
قد لا تسعفني الكلمات لأنثر ما يجول في خاطري، فتلك الأيام جمعتنا على الأخوة والمحبة في الله، رحمك الله يا أخي سامي وأسكنك جنة الفردوس مع الذين اتقوا والذين هم محسنون…اللهم أغفر له وارحمه وتجاوز عنه، كل العزاء لأهله ومحبيه.
غفر الله له واسكنه فسيح جناته
وجمعنا به في الفردوس الأعلى
الله يجزاك خير ويرحم والديك يالحبيب ويبارك فيك وماذكرته قليل من كثير في هذا الإنسان الكبير الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم ويلهمنا الصبر والسلوان وان لله وانا اليه راجعون
التعليق
رحمك الله أخي ورفيق عمري أباسعد .. شكرا أخ عبدالله فلقد بحت وعبرت عن مكنون الجميع من أحبة فقيدنا أسكنه الله أعالي الجنان
الله يرحم الاخ و الصديق الغالي ابوسعد ويسكنه الفردوس الاعلى من الجنه وجميع المسلمين