الرسم موهبة تظهر شخصية الطفل وتبرز نقاط قوته وضعفه، ويعتبر الرسم أحد طرق التعبير لدى الأطفال عن احتياجاتهم ومشاعرهم وتفريغ طاقاتهم السلبية، والأسرة هي المسؤول الأول عن اكتشاف مواهب أبنائها وتنميتها.
في السطور التالية تجيب أربع أمهات لأطفال رسامين على استطلاع رأي أعدته صحيفة “الواحة نيوز” لرسم خارطة تطوير لأطفال الأحساء الرسامين.
الرسامة سمانه السعيد
أكدت “بتلاء العلي” والدة الرسامة “سمانه بنت فاضل السعيد”، أن طريقة ابنتها في مسك الكراسة وأسلوبها في الرسم لفت انتباهها منذ كانت في الخامسة من عمرها، حين بدأت الرسم بقلم الرصاص على كراسة الدراسة، وكانت ولا زالت تنسى نفسها بينهما في عالمها الخاص بين جدران غرفتها، ترسم رسومات أكبر من عمرها، رسومات توحي وكأنها تعيش في عالم مختلف، حينها أيقنت أن أبنتها موهوبة في الرسم.
تميل “سمانه” إلى رسم البورتريه لشخصيات مستخدمة الفحم، مركزة على الإضاءات الملفتة، ويوم بعد يوم تتطور، رغم أنها لم تلتحق بأي دورة تدريبية في الرسم حتى تجاوزت عمر الثاني عشر.
حينما لاحظت “العلي” موهبة ابنتها “سمانه” في مجال الرسم تبزر أكثر فأكثر شجعتها، وكانت تبحث عن نادي أو مركز يحتضن موهبتها في الأحساء حتى وجدته في الآونة الأخيرة، منوهة إلى حاجة الأحساء إلى جهة تعنى بتنمية مواهب الأطفال الرسامين.
منذ صغرها كانت “سمانه” تتلقى تشجيع أفراد أسرتها، وكانت والدتها تنشر رسوماتها على حسابها الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي، وأبدت سعادتها بمشاركة أبنتها في اللقاء الفني في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، وفعاليات اليوم الوطن السعودي في مستشفى الولادة والأطفال بالأحساء، مؤكدة أن الفعاليتان حفزاها للاستمرار.
وأشارت “العلي” إلى أن الرسم لم يشغل “سمانه” عن متابعة دروسها، بل زادها ثقة وإصرار على التفوق، حيث تلقت ثناء من معلماتها، متمنية دخول أبنتها في دورات تدريبية تطور موهبتها، استعداد لمشاركتها في المعارض المحلية والدولية.
ولفتت “العلي” النظر أنها فخورة بابنتها “سمانه”، وأن موهبتها في الرسم أخذتها إلى عالم الإبداع بعيدا عن السوشيال ميديا وألعاب الجوال، لتجد نفسها بين رسوماتها في أوقات فراغها، حتى أصبح الرسم صديقها.
الرسام عبدالله الأمير
وأبانت “رقية الأحمد” والدة الطفل الرسام “عبدالله بن حسين الأمير”، أنها تمتلك بعض المحاولات في الرسم، ومهارة دمج الألوان والتلوين والتنسيق، ولدى الأسرة أقارب يمتلكون مهارة الرسم.
وأضافت: “بدت بوادر الرسم لدى أبنها “عبدالله” في السنة الرابعة من عمره، حين لاحظت ميوله إلى رسم شخصيات مبسطة ومخلوقات حية من أرض الواقع بإتقان ولمسات فنية أبهرت الأسرة مقارنة بسنه”.
لم يلتحق “عبدالله في دورة تدريبية، ويحاول تنمية مهاراته ذاتيًا، وحينما حاولت البحث له عن دورات تدريبية تنمي وتطور مهاراته في الرسم لم تفلح، وذلك لأن غالبية الدوارات تشترط عمر 12 سنة فما فوق.
وذكرت بأن “عبدالله” يستغل وقت فراغه لإشباع رغبته في ممارسة وتنمية هوايته “الرسم” والارتقاء بها، مؤكدة أنها موهبته في الرسم لم تأخذه بعيدٍ عن دوره كطلب ومراجعة دروسه.
وعبرت “الأحمد” عن فخرها بالمستوى الذي وصل إليه أبنها في مجال الرسم تحديدًا في هذا العمر، مؤمنة بأنه سيتقدم ويحقق مستويات أعلى في قادم السنوات، وحسابه على تطبيق الإنستغرام خير شاهد.
وأشارت إلى دعم الأسرة وتشجيهم لمواصلة مشوار أبنها “عبدالله” في الرسم، وتوفير كل ما يحتاجه من أدوات وخامات، وتهيئة السبل من ثقة بالنفس والشعور بالطمأنينة وإقناعه بأنه قادر ويستطيع تحقيق طموحه.
شارك “عبدالله” في اللقاء الفني بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء وعرض رسوماته، وتلقى ملاحظات لتطوير مهاراته مصحوبة بدعم وتشجيع ومحاولة لإبرازه للمجتمع، وأما من داخل مدرسته، فالمديرة خصصت له ركن في فعالية اليوم الوطني السعودي وكرمته في ختام الحفل.
وختمت “الأحمد” حديثها بشكر المجتمع الأحسائي على إبراز مواهب أبنها الفنية محليًا، مناشدة بمواصلة تشجيع المواهب الأحسائية وتنميتها من خلال اللقاءات والمعارض التي بدورها تبرز المواهب وتزيد من ثقتهم لتقديم كل ما هو مبهر من قدراتهم.
الرسامين الحسن وزينب علي الصفار
وأفادت الرسامة “زهرة العبدالله” والدة الطفلين الرسامين “الحسن وزينب علي الصفار” بأن لها محاولات خجولة في مجال الرسم، ولكن خالهم “عبدالله عباس العبدالله” رسام معروف، يلجأن إليه لتطوير مهارتهم في مجال الرسم.
اكتشفت “العبدالله” موهبة أبنائها في عمر الخامسة، فكانت تبحث لهم عن مقاطع فيديو تعليمية على اليوتيوب، وتقدم لهم الألوان والأوراق وتحثهم على الرسم، ويوم بعد يوم تلاحظ تطور ملموس في رسوماتهم.
كانا يرسمان في الصف حتى في غير حصص مادة الفنية، كما يمارسان هواية الرسم في البيت في أغلب أوقات فراغهم، ويميل “الحسن” إلى رسم الطبيعة، بينما تميل “زينب” إلى رسم الظل، وكلهما يميلان إلى رسم البراءة والطفولة.
موهبة أبنائها لم تسبب لهم كأسرة إي إزعاج، بل تشعر بسعادة حينما ترى رسومات أبنائها، ولم تشغلهم هواية الرسم عن دراستهم، بل تضفي عليهما طابع الحماس والتشجيع للدراسة والمراجعة، ولديهم قنوات خاصة على قناة اليوتيوب ينشرون من خلالها أعمالهم.
حضروا دورات تدريبية، وشاركا في فعالية الرسم في حديقة قصر محيرس، فعالية مجمع العثيم مول، وغيرها من الفعاليات الفنية في الدمام والخبر.
وأكدت “العبدالله” أن البيئة الأحسائية حاضنة لمواهب الأطفال الرسامين، وتشجعهم على إخراج ما بداخلهم من إبداع.
“الحسن وزينب” يطمحان إلى مرسم خاصة بهما، ولديهما أحلام مستقبلية بأن يصبحا رسامان مبدعان معروفان في الوسط الفني، ودائما ما يطالبان للالتحاق بأكاديمية متخصصة في الرسم.
وتناشد “العبدالله” بأكاديمية خاصة لاحتضان مواهب الرسم لدى الأطفال في الأحساء، تشجع وتطور أبنائها في مجال الرسم، ومعارض متخصصة تعرض أعمال أطفال الأحساء الموهوبين في مجال الرسم.
الرسام أحمد العامر
ومن جانبها نفت “انتصار العامر” والدة الطفل الرسام “أحمد بن حمد العامر” امتلاكها أو والده لأي ميول تجاه مجال الرسم.
اكتشفت “العامر” موهبة أبنها في مرحلة رياض الأطفال، حينما كان يعبر عن شغفه بالرسم مستخدمًا الطباشير وأقلام التحديد والتلوين، وبعدما استخدم الأقلام والألوان شعرت بأنه يفرغ سلوكه ويعبر عن أفكاره وخواطره وأحاسيسه المخبأة من خلال الرسم.
يميل “العامر” إلى المدرسة الواقعية، ويعبر عن انتمائه وحبه للوطن في المناسبات الوطنية المختلفة، ولديه حسابه الخاص على وسائل التواصل الاجتماعي ويسوق لفنه من خلالها.
لم يتسبب “العامر” لأي إزعاج لأسرته خلال ممارسته لهواية الرسم، بل إعجاب الآخرين والفنانين برسوماته أصبح مصدر فخر للأسرة، وزادت عنايتهم به وتشجيعهم لمواصلة مسيرته الفنية، ليصبح عضوًا فعالا في المجتمع.
وأكدت “العامر” أن هواية الرسم لم تأخذ أبنها عن مهامه كطالب، فهو يذاكر دروسه ويتابع واجباته، ويمارس هوايته المحببة “الرسم” في أوقات فراغه أو خلال العطلة الأسبوعية.
وترى “العامر” أن البيئة الأحسائية حاضنة لمواهب الأطفال الرسامين، وعليه تسعى إلى تميكن أبنها من تطوير مهاراته في مجال الرسم من خلال حضور دورات تدريبية، وملتقيات الفن والفنانين، كدورة الإبداع الفني بالتعاون مع إدارة التعليم.
وشارك “العامر” في فعاليات جمعيه الثقافة والفنون بالأحساء، فعاليات فريق همسات، فعليات دار نوره الموسى، فعالية جامعة الملك فيصل، فعالية إدارة تعليم الأحساء، فعالية قصر محيرس، معرض فني جمهورية الصين الشعبية، ومعرض إدارة التعليم العام بمنطقة الرياض، كما حصد مراكز مرموقة في العديد من مسابقات الرسم على مستوى المملكة.
ويحلم “العامر” بأن يكون له مرسمه الخاص في منزله، والتفرع لممارسة الرسم والمشاركة في المعارض المحلية والدولية.
وتتمنى “العامر” إيجاد جهة متخصصة لاكتشاف المواهب والاهتمام بها منذ الصغر، ورعايتهم وفق خطط وبرامج نوعية، تصقل المواهب وتوفر لها الظروف المناسبة للتفوق والتميز والإبداع، والاستفادة من مواهبهم وإنتاجهم الإبداعي في رفعة الوطن، وأشاركهم في المعارض الدولية من أجل إكسابهم مهارات متطورة جديدة في مجالات مختلفة من الرسم والإبداعات الأخرى.