تعتبر مهنة الطبخ من المهن القديمة والمهمة في مجتمع مدينة المبرز ( حسناء الأحساء ) ، ولم يقتصر إتقانها أو الإبداع فيها على النساء فقط بل نبغ بها الكثير من الرجال المهرة تفننوا وتفوقوا وذاع صيتهم في كل مكان وأصبح يشار لهم بالبنان بل بلغت سمعتهم وشهرتهم آفاقًا واسعة بحكم أن بصمتهم فريدة وطبخهم للوجبات عالٍ وفائق الجودة وذو نكهة مميزة حيث اللحم المصلي ( بالماضي كان لحم الابقار والعجول هو اللحم المفضل والسائد بالمناسبات ) والحشو المكون من البصل والبهارات والهيل والزعفران وحبيبات الرمان فوق الارز النثري وكما يقولون ( رائحتة تشق الرأس من الخنة ) لإنه يرتكز على أصول الطبخ وكماله لذا كانوا مطلوبين على مستوى المحافظة وخارجها كذلك خارج السعودية وبالأخص دولة قطر ومملكة البحرين ودولة الكويت ولبعد المسافة كان استدعاؤهم من قبل سكان دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان قليلا ، علما أنهم يتواجدون مع حملات الحج والعمرة لكلتا الدولتين خاصة إذا كان رئيس الحمل لداري سعوديًا مثل العم / حمود الزعبي رحمة الله تعالى عليه . والطباخون بالمبرز ينقسمون إلى قسمين :
القسم الاول طباخو المطاعم / التي كانت في ذلك الزمن قليلة ولم تكن منتشرة على نطاق واسع مثل الآن بل كانت دكاكين صغيرة وقليلة تقدم وجبة الكراعين ( المقادم ) والرؤوس والمعاليق للزبائن ويشاركهم بعض الخبازين ، كذلك مطاعم المقاهي التي تقدم الوجبات الثلاث بما فيها المشويات مثل مقهى بورسعيد بحي الحزم بالقرب من قصر صاهود ومقهى صغير جنوب مسجد العم / داوود المغلوث رحمه الله تعالى مقابل مكتب البريد السعودي لايحضرني اسمه ومقهى السيد / أحمد شرف رحمه الله تعالى بالديرة ، وكذلك شوي اللحوم في التنانير وهي موجودة فقط بالسوق التي برز فيها كل من الأسماء التالية :
علي السلام / عبدالعزيز وأحمد بوشليبي / علي الشعلان / عبدالعزيز العنبر (لديه تنور للشوي وتنور للخبز ) وإحدى النساء وهي ( عرجانة ) أيضا لديها ( تنور للخبز وتنور للشوي ) .
أما القسم الثاني فهم / طباخو المناسبات علما أن غالبيتهم ليست هي مهنته الاساسية بل تعتبر إضافيه لدخله وتشمل طبخ الولائم (للزواجات) وبالسابق يستمر تقديم الوجبات لمدة تصل سبعة أيام ثم تقلصت المدة الى ثلاثة أيام بلياليهن والوضيمة ( للمآتم ) والعقيقة ( للمولود أو المولودة )والوكيرة ( للمنزل الجديد ) والنقيعة ( للمسافر ) والقري (للضيف ) وحفلة التحميدة ( لمن ختم القرآن الكريم ) وفي حملات الحج والعمرة التي يقدم بها الثريد والهريس والجريش والمغلق والمرقوق والكبسة الحساوية والشوربات والبلاليط ( الشعيرية ) والمعكرونه واللقيمات وغيرها وبرحلات الكشتات والنزهة ورحلات المحامل البحرية ( للغوص ) وغيرها وقد برز بمجتمع المبرز كل من الآباء الكرام التالية أسماؤهم :
حمد وأحمد وفهد الصليبي / يعقوب يوسف العلي الزيد / سعود الشريدي / سعد و عبدالله الفرحان / محمد الطلب / عبدالعزيز العنبر / صالح ( الكويتي ) و أحمد عبدالله المقهوي / سعد و علي وعبدالرحمن و سالم البريك /صالح و عبدالله الفويرس / محمد و سعد و خميس الغريب / خالد السنين بوراشد / صالح المقرب / أحمد سالم بوسحة / قاسم الجريان / سعد العبيد / أحمد عبدالله و محمد عبدالرحمن السليم / محمد التمار / عيسى العماني بوناشئ / عبدالعزيز النامي / عبدالرحمن بوحمزة / عبدالله الحمد المحيطيب / محمد بوخوة بوعثمان / إبراهيم العبدالهادي / سعد بورعيم / عبدالرحمن العلي / فهد الجري بوخالد / محمد صالح و عبدالرحمن بو عبدالفتاح البوحماد / سعد المفرح بو حمد / أحمد صالح و أحمد الدحاني الرميح / مبارك عبدالعزيز بن هندي / عبدالله العبودي / داوود و سلمان الصباح / سلمان أحمد العبدالرزاق / سلمان الشريط / إبراهيم النينياء /حبيب الخميس/ أحمد السعيد .
وفي هذه المهنة يقوم الطباخ المتعهد وفريقه بجهود مضنية من ذبح الذبائح المعدة لهذه المناسبة وتأمين القدور والصحون ذات الاحجام الكبيرة وتحضير وإعداد كافة متطلبات الوجبات ومايلزمها ونصب مخيم الطبخ في إحدى زوايا السكة أو في أحد أحواش المنازل وتوفير الحطب ( القصل )والسعف والكرب .
ومن المواقف الجميلة لطباخي المناسبات وبعد تقديم الوجبة يتواجد رئيس فرقة الطبخ ( كبير الطهاة ) في ركن أمام المدعوين وبيده صحن صغير يأكل منه وعند فراغهم من الأكل يكيلون له عبارات الثناء والمدح والإطراء عندما تكون الطبخة قد حازت على رضاهم وأذواقهم وهو في غاية السعادة والفرح والسرور بعد سماع تلك العبارات الجميلة . سألت أحد الرواة لماذا يفعل ذلك قال قد يبرم اتفاقيات شفهية مع بعضهم .
جزى الله الجميع خير الجزاء على ماقدموه للمجتمع من خدمات جليلة وجعل ذلك في ميزان حسناتهم . المصادر :
1- كتاب ألعاب وحرف الأحساء تأليف الباحث المهندس صالح عبدالوهاب الموسى .
2- روايات شفهية لعدد من الزملاء الكرام .
شكر خاص لكل من الأساتذة : 1
– خالد بن عبدالله الحليبي
2- وليد بن سليم السليم