قبل أيام زُرتُ بعض الأخوة والأحبة في مملكة البحرين ضمن المجالس الرمضانية ،وحملتُ معي من تمر الأحساء كما هي عادتي وما يُمثل عنوان هويتي وأطيب منتجات واحتي ،وقدمتها لكل من استضافني وأكرم وِفادتي ،ومن ضمن المجالس التي زُرتها مجلس الوجيه ورجل الأعمال جميل حسين آل عباس وكان مجلسه عامرا بحضور مجموعة كبيرة من مُختلف أطياف المجتمع ،وبسؤالي من قبل الباحث التأريخي جاسم آل عباس عن أحد أصناف التمور التي قدمتها ،فأجبته أنه “بَرْنِي هَجَر” المعروف باسم “الرزيز” حاليا في منطقة البحرين والخليج والأحساء ،وسجل لي مقطعا تحدثتُ فيه عن الدراسة العلمية البحثية التي استمرت لعشر سنوات والتي قامت بها جامعة الملك فيصل ومولتها الغرفة التجارية بالأحساء حول وجود عينات لتمر “البَرْنِي” بالأحساء عمرها يعود لعام 160هـ مُبينة أن تلك العينات التي تم تحليلها في مُختبرات ومعامل متخصصة ومراكز بحثية محلية وعالمية في سويسرا أثبتت بتحليل ومقارنة الحمض النووي DNA تطابق تمر “الرزيز” الموجود في الأحساء بنسبة 92%، وأن التغييرات الجينية التي طرأت على الصنف محدودة جدًا ،وقد تناقشت مع أبرز المهتمين في هذا المجال والساعين وراء هذا الاكتشاف المهندس صادق بن ياسين الرمضان رئيس اللجنة الزراعية حاليا والعضو السابق بالغرفة التجارية والذي بذل جهودا كبيرة في الوصول إلى هذه النتائج كحلقة وصل مع جامعة الملك فيصل ممثلة في كلية الزراعة ومركز الأبحاث والجهات ذات العلاقة ،وأيضا الجهد الإعلامي الذي بذله في نشر إعادة التسمية لـ “بَرْنِي هَجَر” بدلا من مُسمى “الرزيز” نظرا لما يتمتع به هذا الصنف من توجيه نبوي ،وقد ورد فيه أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أشار إلى صرة فيها تمر فقال: تُسمون هذا البَرْنِيَّ؟ قلنا: نعم فقال النبي صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: أمَا إنَّه من خيرِ تَمرِكم وأنفَعِه لكم قال: فرجَعْنا من وِفادَتِنا تلك فأكثَرْنا الغَرْزَ منه وعظُمَت رغبَتُنا فيه، حتى صار أعظَمَ نَخلِنا وتَمرِنا البرنيُّ) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد عن بعض وفد عبدالقيس ص 8/180.
وما أن عُدت إلى الأحساء إلا وقد سبقني انتشار المقطع الذي تحدثتُ فيه عن “بَرْنِي هَجَر” انتشارا كبيرا ،وقد لاحظتُ ردود أفعال غير قليلة وصلتني على هاتفي تطلب مني المصادر والدراسات التي استندت إليها في هذا القول وأوضحت ذلك بكل رحابة صدر ،ووجدتُ في ذلك بشارة طيبة تدل على وعي ثقافة المصدر ؛لتمحيص المسموع والمرئي وفحصه والتأكد من صحته.
فالمعلومات التي نتلقاها وتُضاف إلى مخزوننا الفكري أو المعرفي أو العلمي أو الديني ،وأهم مصادرها وأخطرها اليوم تأثيرا هو الخطاب الديني والثقافي والاجتماعي عَبر مواقع التواصل الاجتماعي الذي يحمل لنا الغث والسمين ويُهمل أو يتعمد تغييب المصادر عن وعيننا وإدراكنا ؛لنكون في منأى عن أصل الخبر ومصداقيته ،ولا دواء شافي يُعالج هذه الظاهرة إلا بتمكين رُدود أفعالنا بسلاح التفكير الناقد وبثقافة السؤال عن المصدر التي تُنمي فينا حس المسؤولية عَما نتلقاه ويُؤثر فينا.
اخي الكاتب. هل كل مكتوب عليه ان هذا الرطب المعثور عليه اسم برني او هو مجرد اسقاطات و تحليل من عندك وربط بين ماتم العثور عليه كما تدعي وبين رطب موجود في الوقت الحالي ؟ واذا الرزيز هو البرني معقول ان اهل الاحساء دون اهل القطيف واهل البحرين وهم في الوفد الذي قابل الرسول ص واله والزعامة عند الجارود العبدي وهو من الزارة عاصمة بلاد اقليم البحرين والكلام موجه الى الزعامة وقد اطفى الله على هذا الرطب مدحه له وفي الاخير بسهوله يتغير اسمه من البرني وهو فخر للمنطقة الى اسم الرزيز ؟
ايضا من الذي قال ان هجر هي الاحساء ؟ عندك دليل وجود مدينه في نواحي الاحساء اسمها هجر او قريه او حي قديم الحديث واضح ان الرسول ص واله يتحدث في مواقع في القطيف وليس في الاحساء راجع حديث احمد بن حنبل حيث ذكر هجر والمشقر والزارة وهو تسلسل الى مكان واحد يصفه الرسول وهي بالقطيف. نامل الرد العلمي مع تقارير من التحليل الذي ارسلته ان صح علشان نسجل عمر الرزيز ان عمره من تاريخ اكتشافه ان قديم ولكن ليس هو البرني مهما حاولت اسقاط الرزيز عليه لان لايوجد دليل فليس كل ما يعثر عليه هو ما تتمنى نسبه الى ما تتمنى
التعليق
شكراً على الزيارة واسعدتنا كثيراً بالفيديو الخفيف الهادف
شكرا لك مقال جميل
و الكثير من المسميات اختلفت ولو نبحث عن المسمى الحقيقي لها لوجدنا اصلها من عهد النبي
شكراً لك على المعلومات القيمة وشكراً لمن استضافك الحاج جميل ال عباس وشكراً لمن صور ونشر جاسم ال عباس ، ونأمل ان يستمر التعاون بينكم وتستمر الزيارات
التعليق
أحسنت وأنت يا سيد خير من يمثل الأحساء ويتغزل في ربوعها وخيراتها
أخوك
بدر الرمضان
شاهدت المقطع وكان أدائك جميل ومدلل بالشواهد لكونك من اهل المنطقة وباحث في تراثها واعتقد ان على الآخرين أيضاً أن يدللوا برأيهم على عكس ما وصلتم اليه بالدراسات العلمية ، شكراً لك