كيف يستقبل أهالي المبرز شهر رمضان قديمًا… !؟

التعليقات: 25
كيف يستقبل أهالي المبرز شهر رمضان قديمًا… !؟
https://wahhnews.com/?p=19315
كيف يستقبل أهالي المبرز شهر رمضان قديمًا… !؟
صالح النصر

شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار شهر الصيام والقيام والخيرات العظام فيه أنزل القرآن الكريم على سيد الثقلان سيدنا محمد بن عبدالله سيد الانام صلى الله عليه وسلم فيه تتضاعف الحسنات شهر الذكر والدعاء كل المسلمين بالمعمورة يسعدون بقدومه وأهالي مدينة المبرز يستقبلونه بإشتياق وفرحة وسرور وسعادة غامرة قبل قدومه ، حيث يقومون بالماضي وفي آخر يوم من شهر شعبان برحلة إلى أحد البساتين ( النخيل ) أوالمتنزهات أو العيون لقضاء يوم ترويحي وسط البهجة والمرح والأنس يسمى ذلك اليوم بيوم ( القرش ) ومن فعاليات هذا اليوم الاغتسال والتنزه وأكل وجبة الغداء ، وتنتابهم فيه فرحة وطمأنينة ونشوة وارتياح نفسي ليس له مثيل ، وبعد العودة يتحرون إعلان حلول شهر رمضان رسميا عبر البشير أو الأثير و هي من الحجج الشرعية ومن يملك الرادو ( المذياع ) أوالتلفزيون ( الرائي ) في تلك الفترة هم قلة ، كذلك يتنصتون لسماع دوي طلقات مدافع رمضان للتأكيد على الخبر وإذا ثبت صعد المؤذنون منارات المساجد لإبلاغ الناس بالصيام من الغد وينطلق الأولاد يزفون الخبر من بيت إلى بيت ويحتفل الكل بقدومه ويقومون بتقديم التبريكات والتهنئة لبعضهم البعض ويحتفلون به احتفالا كبيرا حيث يحيون تلك الليلة بصلاة التراويح وتتجسد بينهم أواصر الألفة والمحبة والتراحم والترابط والتعاون بصور ملحوظة ، وفي هذا الشهر الفضيل يصبح المجتمع خلية من النشاط الروحاني وتتغير حياتهم اليومية جذريا ويتكيفون مع خصوصياته في أعمالهم وحرارة طقسه في فصل الصيف أما بالشتاء فالصيام فيه يعتبر غنيمه باردة .
وتبرز الأعمال الخيرية الجليلة فيه ويتجلى ذلك بالمظاهر والعادات الآتية :-
١- يقبل الأهالي على قراءة القرآن الكريم ويتباهون بعدد الختمات بل البعض منهم يتفرغ لقراءته.

٢- يفرحون بالصيام حتى الأطفال يفتخرون أمام من يسأله هل هو صائم أم غير صائم وذلك بدلع لسانه أمامهم فإذا كان أبيض اللون عرفوا أنه صائم وإن كان أحمر اللون تأكدوا أنه فاطر.

٣- يحيون ليله بالصلاة وهي صلاتي التراويح طيلة الشهر وصلاة القيام بالعشر الأواخر منه حتى النساء يصلينها بالمساجد.
٤- ينشط العلماء والأئمة وتتلى الخطب والمواعظ الدينية بالمساجد خاصة بعد صلاة العصر اذكر ونحن صغار نذهب لمسجد طاهر بفريج البن زيد (الصويغ ) الكرام أو مسجد الهرفيل في حارتنا العامرة الحويتمية مع الشيخ حسن العبدالقادر رحمه الله تعالى أو مسجد حطاب والبعض يذهب للديار المقدسة لاداء مناسك العمرة وقضاء الصيام بمكة المكرمة والمدينة المنورة كان العم / محمد الهديب بوصالح يسير حملة لهذا الهدف النبيل وهناك غيره أيضا .

٥- يتم تقديم وجبة الفطور في المساجد للفقراء ولمن لا معارف له.

٦- يتم الإفطار بالتناوب بين بعض الأسر والأصدقاء والمعارف اذكر الوالد رحمه الله مع أخويه في العمل كلهم أساتذة بناء /عيسى بن هندي / ويوسف السيافي يحيون تلك العادة الجميلة بينهم .

٧- تكثر الزيارات ( التعتم ) بين الأقارب والأصدقاء والمعارف بعد صلاة العشاء.

٨- تتنوع الأكلات الشعبية بالفطور في رمضان مثل الهريس المطموم ( المدفون ) والثريد والساقو والبلاليط واللقيمات والجريش والمفلق وبعض المشروبات مثل شربت الرمان وجوهر الليمون وليمون الجميد والعرنجوز / جوس ( عصير البرتقال ) والطماطم التي يجلبها بعض عمال ارامكو من الكانتين بخلاف التمر أوالرطب واللبن والخبز الاحمر ويتم تبادل الأطباق بين بيوت الفريج كنقصة محببة لديهم المهم أن المواعين لاترد وهي فاضية أما بالسحور هناك الرز الحساوي والمحمر والكبسات ومايتبقى من وجبة الفطور .

٩- ينصب مدفع رمضان في أعلى مكان بالمدينة وأذكر أنه نصب في جنوب مدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية بشارع الملك سعود بن عبدالعزيز طيب الله ثراه.

١٠- يطلب الأهالي من أحد الأبناء إخبارهم عندما يسمع أذان المغرب ويقول بصوت عال وطويل الموجة ( آذاااان ) معلنا ببدء موعد الفطور.

١١- تفتح الأسواق ليلا حتى وقت متأخر منه وبعض الاهالي يقتني الاواني المنزلية قبل قدوم الشهر .

١٢- تصبح ليالي رمضان بمثابة مهرجانات ألعاب للأولاد.

١٣- يؤجل المقبلون على الزواج مراسمه ولايحبذون الزواج في رمضان.

١٤- في منتصف شهر رمضان وبالتحديد يوم ١٤ منه تكون فعاليات القرقيعان وهو فرحة للأطفال. ومناسبة سعيدة خاصة بهم حيث يقوم الأولاد بثيابهم الجديدة مع البنات بالدراعات الملونه الجميلة وبخانقهن المطرزة بالزري المذهب بالطواف على بيوت الفريج مرددين أنشودة القرقيعان من أجل الحصول على المكسرات المشكلة ( مثل الحب والنخج وهو نوع من أنواع الحمص والسبال وهو الفول السوداني والنقل والملبس والبرميت والحلويات والعلوك وبيض الصعو والبيذان (اللوز ) والجوز وغيرها ومن تلك الأبيات.

قرقع قرع قرقيعان .
بين قصير ورمضان .
عطونا الله يعطيكم .
بيت مكة يوديكم .
يوديكم لأهاليكم .
ويلحفكم بالجاعد .
عن المطر والرعد .
سلوا سليلة الذهب .
والعيش عيش القارة .
طارت به السحارة .
إلى آخر الأبيات .

وفيه صيغ أخرى له تختلف من منطقة إلى أخرى.

١٥- قبيل وجبة السحور بساعتين تقريبا يصدح بوطبيلة ( المسحراتي ) بالأهازيج الجميلة المصحوبه بقرع الطبل من أجل إيقاظ النائمين لتحضير وأكل وجبة السحور ويطوف على بيوت الفريج لهذه المهمة مرددا / قوم يانايم وحد الدايم . أو إصحى يانايم قوم وحد ربك الدايم . ومعه المعاون لحمل الفنر (السراج ) أو الاتريك للاضاءة وبعضهم كدليل لإنه كفيف البصر .

وهكذا وبعد رمضان يطوف على البيوت التي أيقظها لأخذ المكافأة وهي أجر عمله سواء أموالا أو مواد غذائية.

– ومن أبرز من عمل في هذه المهنة بالمبرز الأسماء التالية :

( سالم بن هندي / سالم المهيني / صالح القضي / صالح العبدالرحيم / أحمد الرويمي / عبدالله الرويمي /عبدالله بوخضراء / علي عبدالله بوخضراء / حسين البشر /مهدي المرزوق / صالح محمد العوض / إبراهيم حسين القزعت / عبدالرحمن المدهش / حسين القزعت / علي بوهويه / علي الشريدة / جاسم الزمامرة / عوشة السالم / بن نويس / ملأ علي البراهيم / عبدالعزيز الحطاب / علي القصيمي / سعد سلطان العجاج / ناصر العريفي/ حسين الفرحان / حمد الربيع / حسين العبيد بوصويحب / عيسى الجاسم وحمود الجري يصحيان الناس بالنجر / سعد أحمد العواد ( العكيشي ) مؤذن مسجد زيد الصويغ كان يصحي الناس بالعجرأ / وهي العصا الغليظة يطرق بها الابواب مناديا سحور سحور ) .

١٦- يحرص بعض الموسرين على إخراج زكاة أموالهم في هذا الشهر الفضيل.

١٧- تنتشر بالأسواق وفي بعض الطرقات آخر الشهر باعة زكاة الفطر وهي في الغالب من التمور أو الرز أو الدقيق ( الطحين ) وبعض الأهالي يجهزها من قوت منزله.

١٨- يحرص بعض الأهالي على الاعتكاف بالمسجد بنية التقرب لله عز وجل.

١٩- يجتهد الكل في طلب ليلة القدر بالعشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل.

٢٠- في وداع شهر رمضان تتفطر قلوب الأهالي حزنا على تصرم أيامه بسرعة مطلقة.

– وبالإضافة إلى الروحانية الرائعة والخالدة كناحية دينية والمنتشرة في هذا الشهر المبارك يقسم العامة أيامه من الناحية الدنيوية إلى ثلاثة أقسام هي كالآتي :-

– العشر الأوائل هي أيام الجزار ( القصاب ).

– العشر الوسطى هي أيام البزار ( بائع الأقمشة ).

– العشر الأواخر هي أيام الخياط ( تفصيل ملابس العيد ).

وفي العيد يتزاور الأقارب والأصدقاء والجيران للتهنئة منذ اليوم الأول وفي اليوم الثاني يقوم أهالي العيوني والشعبة بزيارة أهالي السياسب والعتبان للتهنئة وفي اليوم الثالث يقوم أهالي السياسب والعتبان بزيارة أهالي العيوني والشعبة وفي اليوم الرابع يتم تبادل الزيارات بين أهالي المدن والقرى بالأحساء.

و من العادات الجميلة لدى بعض الأهالي في هذا الشهر وقبل دخول الكهرباء للمنازل في عام 1376 هـ يشعلون سراج رمضان بواسطة عمود يشبه سارية العلم ( البيرق ) على أعلى سطح من سطوح المنزل ويرفعون السراج إلى الأعلى بواسطة حبل ليضئ في الليل الأظلم كأنه نجمة الليل ويصاحب ذلك ضرب النجر النحاسي الكبير بيد النجر ضربات سريعة ليستيقظ الأهالي ثم يضرب النجر ثلاث دقات متباعدة إعلانا بوقت السحور وعند الإمساك يضرب النجر تسع دقات لإشعارهم بموعد الإمساك ثم ينزل السراج عبر الحبل المعلق على البكرة وهكذا دواليك كل يوم حتى نهاية الشهر.

– ومن أشهر أصحاب السرج بالمدينة كل من الآتي :-

عبدالله عبدالرحمن الماص / صالح عبدالرحمن الماص / عبدالله بوبندر / حمد البناي / محمد حسين النمر / ملأ ناصر النمر / السيد هاشم .

وغيرهم يقرعون الهاون لهذا الهدف مثل عيسى الجاسم وحمود الجري يريدون الأجر والثواب من الله عز وجل بجانب أداء بوطبيلة لعمله.

جزى الله الجميع خير الجزاء على ماقدموه للمجتمع من خدمات جليلة وجميلة وجعل ذلك في ميزان حسناته.

اللهم بلغنا رمضان شهر الجود والإحسان وبارك لنا فيه.

المصادر :

١- كتاب  ألعاب وحرف الأحساء تأليف الباحث المهندس صالح عبدالوهاب الموسى.

٢- بعض الروايات الشفهية وعبر الواتساب مع الاخوة الاحباء .

٣- كتاب الموسوعة الكويتية تأليف
أ/ حمد محمد السعيدان.

٤- كتاب الحياة العلمية والثقافية والفكرية في المنطقة الشرقية تأليف د/ عبدالله ناصر السبيعي.

٥- الأستاذ القدير محمد سالم بوسحة ( بوزكي ).

شكر خاص لكل من الأساتذة :

١- خالد بن عبدالله الحليبي

٢- وليد بن سليم السليم