حرص الأهالي قديما بمدينة المبرز على اقتناء وتربية بعض الحيوانات في بيوتهم خاصة الأغنام والماعز وغيرها وذلك للاستفادة من منتجاتها المتنوًًعة مثل الحليب والزبدة ( السمن ) والروب والإقط وبسبب ارتباط الأهالي بأعمالهم أسندوا مهمة تسريح ورعي هذه الحيوانات إلى أحد أبنائهم أو متعهد الرعي ( الشاوي ) نسبة إلى الشياه والواحدة شاة حيث نجد أن في كل فريق ( فريج ) أحد هؤلاء . ومن أشهر من عمل في هذه المهنة شخص يسمى علي بن حسين الدوسري ويكنى بو العليج حيث يبدأ عمله من الصباح الباكر حتى الغروب دون كلل أوملل رغم أنه من أصحاب الهمم العالية ،( لديه شلل في إحدى رجليه ) حيث نشاهده في الصباح الباكر بعكازه ممتطيا حماره وأعتقد أنها أتان يطوف على بيوت الفريق ( الفريج ) طارقا أبوابها بعصاة من أجل خروج الشاة / الماعز وأخذها للمرعى ومعه المعاون وكذلك كلب الحراسة وبعد الفراغ من جميع البيوت المشتركة معه والتى اتفق مع أصحابها لرعي وتسريح أغنامهم في المراعي الموجودة في ضواحي المدينة خاصة المجاورة لعيون المياه الشمالية مثل عين الحارة وعين أم سبعة وعين منصور حيث يتنقل بها في أرجاء المراعي بحثا عن الكلأ والماء ثم يعود بها للمدينة قبيل غروب الشمس وأضرع الإناث ممتلئة بالحليب ، وفي هذا الجانب نذكر المثل المشهور ( شف وجه العنز واحلب لبن ) وهو واضح المعنى أي اذا كانت العنز مبسوطة فرحة خذ منها ماشئت من الحليب والعكس صحيح ومن أبرز المعاونين له كل من الآتي :-
1- صالح الهديهد.
2- عبدالله بن سعد بومريرة . 3- عبدالله بن سعد الخماس . والشاوي علي الدوسري رحمه الله يملك ذاكرة قوية ولديه معرفة دقيقة بجميع الأغنام والمعز التي يسرحها بالرغم من كثرتها حيث يقوم بإيصال كل رأس بعد العودة إلى البيت الذي خرج منه ويتقاضى مقابل أتعابه أجرًا زهيدًا جدا ويعوضه بالعلاوات المرتبطة بهذه المهنة وتتمثل بالآتي :-
1- عندما يعتلي ( يقرع ) الخروف أو التيس إحدى النعاج أو السخول أثناء الرعي يأخذ علاوة عن ذلك ويخبر صاحبها أنها دافع ( حامل ) . 2- عندما تلد إحدى النعاج أو السخول أثناء الرعي يأخذ علاوة عن ذلك أيضا ويهتم بالصغير ويضعه بالخرج ويسلمه لصاحبه بعد العودة . 3- بعض الأهالي يطرش ( يسافر ) مع أسرته فيأخذ الشاة أو الماعز التي يملكها لبيت الشاوي للمكوث لديه حتى يعود من السفر ومقابل ذلك يأخذ الشاوي علاوة مقابل تلك الخدمة ونجد حاليا في بعض الدول فنادق للحيوانات تشابه تلك الخدمة . ويواجه الشاوي في مهنته مصاعب جمة تتمثل في الآتي :- 1- التقلبات الجوية خاصة عند هبوب الرياح العاتية أو سقوط المطر بغزارة . 2- حرارة أيام الصيف تؤثر في ضعف الغطاء النباتي للمراعي بعكس أيام الربيع التي تسعد وتفرح الشاوي . 3- ضياع إحدى الأغنام أو المعز فيبذل الشاوي جهدًا مضاعفًا للعثور عليها حيث يطوف أرجاء الحي مناديا بمقولته ( من عين الضالة جزاه الله كل خير ) ويسميها حتى يعثر عليها ويسلمها لصاحبها . 4-صغر الحوش المستأجر من بن مرشد بجوار منزل أحمد الفرج ومنزل أحمد الشريدة ( بوشناف ) ومنزل علي الشريدة ( دنج ) فهو يعتبر معضلة لديه لإنه لايستوعب الأغنام أو المعز حيث قام الشاوي علي الدوسري بمخاطبة بلدية الأحساء من أجل منحه قطعة أرض يخصصها كحوش للبهائم فرفضت ذلك الطلب مما جعله يرسل برقية للديوان الملكي من أجل هذا الموضوع وتحقق له ما أراد عندما أمر جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه بمنحه قطعة الأرض وذهب للرياض من أجل إحضار الخطاب الموجه لبلدية الأحساء وبموجبه منحته الأرض واستلم صكها وسورها وأصبحت حوشا للدبش وبعد فترة باعها واشترى له بيتًا وتزوج منها ورزق بولدين كما أخبرني بذلك المهندس / حمد بن إبراهيم الشعيبي أما المنزل الذي كان يقطنة فهو أيضا مستأجر ولكن من قبل أسرة العباد الكرام بجوار منزل عبدالعزيز بن سلمان العصيل ومنزل منصور المنصور ومنزل سعد الحليبي ( سَعُّووودِي ) وكلا الحوش والمنزل أزيلا ( نزع ملكية ) وذهبا في تنظيم شارع صاهود . والشاوي علي الدوسري يتصف بالأمانة والصدق في التعامل ويملك صوتا عذبا وجميلا يترنم به أثناء عملية الرعي وبعدها ، ولديه لزمات حفظناها منذ الصغر مخاطبا البهائم بها وهي ( إر إر إر / ياحيه ياحيه ياحيه / هدع هدع هدع ) فهو يعرفهم وهم يعرفونه وبينهم ود وألفة ومودة وهو راوية للشعر الشعبي ( النبطي ) المرتبط بالسامري مجيد لفنونه المتنوعة وفي هذا الصدد يخبرنا الأستاذ القدير / عبدالله بن سعد الصاهود (عبدالله يحي ) بوعبدالرحمن أطال الله في عمره على طاعته حيث يقول : كان الشاوي علي بن حسين الدوسري يجيد فن الملالاه وهي شيلة تسبق الضرب على الطار والدف والطبل وكان ذا صوت شجي يشد السامعين بعذوبته ، وكان له صديق يسمى حسن الدوسري ( بوظافر ) إذا اجتمع الاثنان في مناسبة طربية يزدان ويحلو الطرب بالشدو الجميل و يستمتع الحضور بليلة استثنائية المقام يشهد بها الجميع من دون تردد .
جزى الله الجميع خير الجزاء على ماقدموه للمجتمع من خدمات جليلة وجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
المصادر :-
1-الموسوعة الكويتية / تأليف أ- حمد محمد السعيدان .
2- كتاب الحرف والمهن / تأليف أ- محمد عبدالهادي جمال .
3- بعض الرو ايات الشفهية والكتابية من قبل كل من الآتي :-
أ/ عبدالله بن سعد الصاهود .
أ/ عبداللطيف بن ناصر الوصيفر .
م/ حمد بن إبراهيم الشعيبي .
شكر خاص لكل من الأساتذة :
1– خالد بن عبدالله الحليبي
2- وليد بن سليم السليم
السلام عليكم ،
شكرآ لك أ. صالح على الموضوع الجميل. نعم لحقنا على الشاوي ( بو العليح ) رحمه الله وكان يسرح بغنم من حارتنا.
اتذكر ابنه الكبير الله يحفظه وقابلته مره وسألته اذا كان والده علي وقال نعم. طابت منه صوره اذا تتوفر واعتذر ان ليس اديه صوره
الله يجزاك خير استاذ صالح على الذكريات والتفاصيل الجميلة. اعدتنا الى اكثر من خمسين سنة مضت
الله يرحم والدي ووالدك وبوالعليج وبن هديهد
شكرا بواسعد
التعليق