قبل الحديث عن جمعية مهندسات سعوديات ندرك أن تمكين المرأة لممارسة حقوقها في العهد الجديد و ضمن رؤية ٢٠٣٠ يشكل إنطلاقة من جهة كونه ممارسة للعدالة الإنسانية التي هي عصب الحكم بالمملكة ،و التي تتيح لكل ذي حق حقه ، بل أن يمارس المطالبة لإستيفائها فضلاً عن القوانين الكفيلة التي تعطي ممارسة متكافئة بين الذكور و الإناث دون تمايز، و منذ لحظة انطلاق ذلك رأينا هذا التحول المتسارع في حضور المرأة و التي وصلت إلى مناصب قيادية ، من جهة أخرى أعطى تمكين المرأة فرصة الإسهام في القرار و العمل و الدخل القومي و الإستقلالية المالية و قدرة الإبتكار و المشاركة و إنماء الوعي الحقوقي ، و نرى أن ذلك يتقدم تدريجياً و على كل الصعد الوطنية الرسمية و الأهلية منها .
و أتى إعتماد جمعية مهندسات سعوديات من قبل المركز الوطني للجهات غير الربحية و الذي استقبل صاحب السمو الأمير سعود بن طلال بن بدر آل سعود محافظ الأحساء مجلس إدارة الجمعية وقفة داعمة لإعلان إنطلاقها من مدينة الهفوف بالأحساء .جاء إنشاء جمعية مهندسات برئيس مجلس إدارتها المهندسة الشيماء الشايب في أصله لإنماء الوعي بالشأن الهندسي بالمملكة و الإسهام العالمي في ذلكً، تطلّب من المهندسة حوالي عشر سنوات منذ أن انطلقت الفكرة و هي تدرُس مبتعثة في استراليا تخصص الهندسة المدنية في إختراق لهيمنة ذكورية لهذا التخصص ( وهذا على مستوى العالم)خاصة أن الجامعات السعودية لا يوجد هذا التخصص للإناث و غيره من التخصصات الهندسية . و كان وعيها بضرورة تمكين المرأة من التخصصات الهندسية بإعتبار إتاحة الدراسة فيها ،و الممارسة من حيث خلق أو إيجاد فرص العمل الكفيلة للإستفادة من الكفاءت و الطاقات النسوية .
مارست م الشيماء في استراليا عدد من الأنشطة الطوعية في هذا المجال سواءاً من خلال نادي الطلبة السعودي ، أو من خلال الأنشطة الجامعية خاصة زيارة الثانويات للتعريف بالتخصصات الهندسية ، و التحفيز للبنات للإلتحاق بالكليات الهندسية ، فضلاً على إنشائها منصة مهندسات سعوديات إستطاعت من خلالها حضور مهندسات تحت مظلة واحدة تمكنهم من أخبار المهنة ،و المشاركة في الفعاليات و الأنشطة . و هذا منحها فرصة تفكير في أن تمارس في الوطن ذلك مستقبلاً. و كان السؤال الكبير كيف يمكن ذلك في ظل عدم قدرة المرأة على التحرك ؟( مثل قيادة السيارة) و عدم وجودها في مقرات العمل مع الذكور و غير ذلك ، و كما تقول إن من فضل الله تعالى مع عودتها قبل سُنيّات كانت القيادة الرشيدة حزمت و عزمت و قررت و أصدرت ما يتعلق بنهضة المملكة الشاملة و منها تمكين المرأة .
ظلت م الشيماء تمارس من خلال وسائط التواصل و مؤسسات المجتمع المدني كهيئة المهندسين و هي منتسبة لها و التي اعتمدتها أول مقيّمة للمباني ، و جمعية علوم العمران من خلال شعبة المباني الخضراء و كأول سفيرة للنوايا الحسنة بالمملكة ،و عضو مجلس إدارة جمعية التراث العمراني . و خريجة برنامج سلام بمركز الحوار الوطني ، و عملها بالشركة الوطنية للإسكان بالرياض ، أدركت حينها أن الأرضية خصبة لإيجاد منضومة جمعيةرسمية تعنى بإنماء الشأن الهندسي لدى الإناث و تنمية ذلك في الأوساط الإدارية و العملية لتمكين حضور المرأة المهندسة . و وجود مظلة رسمية وطنية يمكن للمهندسات تحتها العمل على تحقيق أهدافها و رؤية ٢٠٣٠ ، فانبرت بإنشاء جمعية مهندسات سعوديات لتكون الأولى بالمملكة و الشرق الأوسط و أن تتكامل مع كل الجهات الرسمية و الأهلية المعنية بذلك . و جاءت أهداف الجمعية :
_نشر ثقافة المهنة لدى المجتمع
_ المساهمة في رفع مستوى الوعي
_المساعدة في توفير فرص عمل
_رفع مستوى الكفاءات الوطنية
_ضم المابدرات المهنية التخصصية
_دراسة احتياج السوق للتخصصات
_تأهيل كوادر متخصصة
و لماذا مهندسات ؟ التساؤل مشروع جداً و ذلك أن الجمعية هي الوسيلة التي تمكن من إعطاء كامل توجهها في الممارسة التخصصية ،تضمن دوراً فعالاً يتجاوز كل الشبهات حول دخول المرأة المجال الهندسي و الذي أثبتت الرائدات كفاءتهن في أكثر من مجال . إن تفهم القيادة الرشيدة ممثلة في المركز الوطني للجهات غير الربحية بتنمية قيادات من خلال العمل الطوعي لهو دليل وعي متقدم بالمملكة ، و الجمعية التي تسعى مستقبلاً بإنشاء فروع لها بمدن المملكة حتماً ستكون المنصة و الآلية العملية للتمكين . متاحة للإشتراك لجمعية التخصصات الهندسية . و لربما نجد خططاً أكثر و تعاوناً أجمل بعون الله ً.
أن تكون م الشيماء الشايب رائدة في هذا المجال الهندسي لهو مفخرةٌ في وطننا الكريم . و قدوة للأجيال القادمة من بناتنا العزيز أن يجعلن في اعينهن خدمة الوطن و المجال التخصصي في إعمار الأرض.
