الفعل الثقافي في مُدن الأحساء يُعتبر مُتقدم وينسجم مع رؤية 2030 و الحضور ضمن الحراك الوطني والعالمي، وهذا وعي جميل يجعل سمة الموضوعات مؤثرة في صياغة مجتمع مثقف، فقد عشنا مؤخرًا مهرجان الأحساء المبدعة العالمي الأول بمدينة الهفوف بالشريك الأدبي مقهى تون بهيئة الأدب والترجمة والنشر، والوكيل الأدبي ونادي النورس الثقافي، ومهرجان واحة الأحساء بستة مواقع تراثية بالمبرز والهفوف وغيرها، بتنظيم من هيئة الثقافة وأمانة الأحساء وغرفة الأحساء والنادي الأدبي.
وكان النشاط الموازي أيضاً حاضراً من خلال مؤسسات المجتمع المدني كجامعة الملك فيصل، وجمعية الثقافة والفنون، والنادي الأدبي وغيرها، كما نلاحظ حراكًا ضمن الملتقيات والمنتديات والمجالس الأسرية التي اعتادها الأحسائيون.
إذ عشنا هنا خلال الفترة الماضية مبادرتين ثقافيتين جميلتين أحدها مشروع الأستاذ رضا بوخمسين، المتمثل في تكريم مؤلفي ومؤلفات أسرة آل أبي خمسين، حيث تم الاحتفال بإصدار 34 كتاباً في فنون مختلفة تراوحت بين الأدب والسير والإقتصاد وغيرها، كما وكان من ضمنها قصص الأطفال وهي قيمة مضافة، وذلك في مزرعة الكنانية بطرف الطريبيل. ويُعد هذا الاحتفال هو الاحتفال الثاني من نوعه؛ لتحفيز أبناء الأسرة وبناتها للمساهمة الوطنية في التأليف، وهو جهد مبكر للتحفيز على عملية التأليف وتبني الطباعة، خاصة مع وجود دار حكايا، الحاصلة على رخصة النشر؛ لتتبنى ذلك.
وفي مدينة القارة كان هناك احتفال توقيع كتاب كشكول آل عيثان وهو يُعنى بأسرة آل عيثان وتاريخها وإسهامها، وبيان إحصائيات التخصصات العلمية المعاصرة، ويأتي هذا الكتاب في المرتبة الثامنة من إصدارات الباحث الأستاذ أحمد العيثان، وهذه سلسلة تعنى بالتأليفات من أبناء الأسرة، وهو جهد بحثي ضخم خاصة أن أسرة آل العيثان منتشرة في مدينة القارة بالأحساء وحاضرة الدمام والبحرين والعراق وإيران، إن هذا الجهد يُحسب للأستاذ أحمد بتوثيق التاريخ الإجتماعي ومبادرة يشكر عليها؛ بل وتعتبر مثالاً يُحتذي به بقية الأسر أن تنهض بمثل هذا المجهود، ولأن الأحساء لا تتثاءب فإن الإبداع لا يتوقف والعمل الطوعي و مسؤولية إعمار الأرض يحدوهم بذلك وطن يستحق كل جميل.
هنيئاً لنا بك وبكل من ذكرتهم في هذا العرض المييز.
نوال سليمان المطلق
التعليق
استعراض جميل لأنشطة رائعة ومتواصلة. تحياتي للكاتب المتألق دائما. محبك: يوسف أحمد الحسن