الذكاء السائل.. الذي له دور مركزي في حياة الانسان

التعليقات: 0
https://wahhnews.com/?p=8982
الذكاء السائل.. الذي له دور مركزي في حياة الانسان
عدنان الحاجي

قام فريق بقيادة باحثين من جامعة كوليدج لندن UCL ومن مستشفى جامعة كوليدج لندن UCLH بتحديد أجزاء من منطقة في الدماغ تدعم قدرتنا على حل المسائل بدون خبرة سابقة – والمعروفة أيضًا باسم الذكاء السائل(1).
يمكن القول إن الذكاء السائل هو السمة المميزة للمعرفة / للإدراك لدى البشر cognition [المترجم: المعرفة هي عمليات عقلية لاكتساب المعرفة وفهمها عن طريق التفكير والادراك الحسي].

الذكاء السائل يعتبر عامل تنبؤ بالنجاح التعليمي والمهني والحراك الاجتماعي(2) والصحة وطول العمر.  

كما أنه يتلازم طرديًا مع العديد من القدرات المعرفية(3) كـ الذاكرة.
يُعتقد أن الذكاء السائل هو السمة الرئيسة التي ينطوي عليها “التفكير النشط” – التفكير النشط هو مجموعة من العمليات العقلية المعقدة مثل تلك التي تنطوي على التجريد(4) والحكم [الحكم judgment هو اتخاذ قرار معتبر أو التوصل الى نتبجة معقولة] والانتباه  وغيرها من الأمور.  يمكن استخدام جميع هذه المهارات في الأنشطة اليومية – من تنظيم حفل عشاء إلى أعمال أخرى.
على الرغم من دوره المركزي في السلوك البشري(5)، يظل الذكاء السائل مثيرًا للجدل، فيما يتعلق بما إذا كان ينطوي على قدرة واحدة أو مجموعة من القدرات المعرفية(3)، وطبيعة علاقته بالدماغ.
لإثبات أي منطقة من مناطق الدماغ ضرورية لواحدة من القدرات المعينة(3)، على الباحثين أن يعملوا على دراسة المرضى الذين تكون هذه المنطقة لديهم إما مفقودة أو متضررة / تالفة.  يصعب اجراء دراسات “لتحديد أي منطقة من المناطق مفقودة أو مصابة بآفات lesion[الآفات هي أنسجة تالفة أو متضررة(6)]” بسبب الصعوبة المتمثلة في التعرف على المرضى الذين لديهم إصابات موضعية في الدماغ وفحصهم.
وبالتالي، فقد استخدمت الدراسات السابقة تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) بشكل أساس – والتي قد تكون نتائجها مضللة.
الدراسة الجديدة، بقيادة معهد كوين سكوير Queen Square لطب الأعصاب في جامعة كوليدج لندن والمستشفى الوطني لطب الأعصاب وجراحة الأعصاب بالمستشفى الجامعي لجامعة كوليدج لندن UCLH ونشرت في مجلة الدماغ Brain(7)، تناولت 227 مريضًا لديهم إما ورم سرطاني في الدماغ أو مصابين بسكتة دماغية في مناطق معينة من الدماغ، باستخدام مصفوفات ريڤن المتقدمة Raven Advanced matrix (وتعرف اختصارًا بـ APM)(8):  والتي تعد أفضل اختبار معتمد للذكاء السائل.
يحتوي الاختبار على مسائل أنماط بصرية لها أجوبة متعددة(9)  تزداد صعوبة الاجابة عليها باضطراد.  تعرض كل مسألة نمطًا غير مكتمل من الأشكال الهندسية وتحتاج إلى اختيار قطعة مناسبة من مجموعة قطع متعددة ممكنة للقطعة المفقودة في السؤال.
قدم الباحثون بعد ذلك مقاربة جديدة “لتحديد موضع النقص أو الضرر / التلف في الدماغ ” لتفكيك الأنماط التشريحية المعقدة للأشكال الشائعة لإصابات الدماغ، مثل السكتة الدماغية.
مقاربتهم تناولت العلاقات بين مناطق الدماغ وكأنها شبكة حسابية (10) تصف الروابط بين عقدها استعداد المناطق للتأثر معًا، إما بسبب المراحل التي يقطعها المرض من الإصابة إلى التعافي (disease process) أو انعكاسًا لقدرة معرفية(3) مشتركة.
وقد مكن هذا الاختبار الباحثين من تفكيك خريطة القدرات المعرفية في الدماغ من أنماط الضرر / التلف – مما سمح لهم بتحديد المناطق المختلفة في الدماغ والتعرف على أي المرضى أداؤه، في مهمة تتطلب الذكاء السائل، كان  سيئًا بحسب إصاباته.
وجد الباحثون أن الأداء الضعيف في الذكاء السائل يقتصر، إلى حد كبير، على المرضى الذين لديهم تضرر / تلف في المنطقة الجبهية اليمنى – وليس في مجموعة واسعة من مناطق منتشرة في كل الدماغ.  إلى جانب الأورام السرطانية في الدماغ والسكتة الدماغية، غالبًا ما يوجد مثل هذا الضرر / التلف في المرضى الذين يعانون من مجموعة من الاضطرابات العصبية الأخرى(11) ، بما في ذلك إصابات الدماغ الرضية(12) والخرف.
قالت المؤلفة الرئيسة، البروفسور ليزا سيبولوتي Lisa Cipolotti (معهد كوين سكوير لطب الأعصاب في جامعة كوليدج لندن)، “تفيد نتائجنا لأول مرة بأن المناطق الجبهية اليمنى من الدماغ ضرورية للوظائف العليا المعنية بالذكاء السائل، مثل حل المسائل والاستدلال المنطقي.

صورة ثلاثية الأبعاد للدماغ حيث الفص الجبهي المعني بالذكاء السائل ملون باللون البرتقالي. 
 مصدر الصورة: anatomy online/Shutterstock.com

“هذا الاكتشاف يدعم استخدام مصفوفات ريڤن المتقدمة في بيئة سريرية،  كطريقة لتقييم الذكاء السائل وتحديد الخلل الوظيفي في الفص الجبهي الأيمن.
“نهجنا في الجمع بين تحديد المواضع الجديدة للمناطق المفقودة والمصابة بالآفات مع استخدام مصفوفات ريڤن المتقدمة في عينة كبيرة من المرضى يوفر معلومات مهمة عن الأساس العصبي للذكاء السائل.  مزيد من الاهتمام بدراسات الآفات ضروريٌ للكشف عن العلاقة بين الدماغ والمعرفة / الادراك cognition ، والتي غالبًا ما تحدد كيف تُعالج الاضطرابات العصبية “.
 
مصادر من داخل وخارج النص
 
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/الذكاء_السائل_والمتبلور
 
2- “الحراك الاجتماعي (social mobility) هو إمكانية حركة الفرد أو مجموعة من الأفراد من طبقة / مكانة اجتماعية إلى أخرى في هرم التدرج الاجتماعي، مما يدل على أن الحراك الاجتماعي يتطلب وجود مجتمع طبقي. لهذا، فالحراك الاجتماعي ظاهرة جديدة في المجتمع الحديث، بل هو أحد المقومات الرئيسة في المجتمع المتحضر، الذي يتميز عن المجتمع التقليدي الإقطاعي، الذي يُعد مجتمعاً مغلقاً، ولا يتحرك الفرد فيه خارج الجماعة التي ينشأ فيها لوجود حواجز اجتماعية تربط الفرد بجماعته.” مقتبس بتصرف من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/حراك_اجتماعي
 
3- “المهارات المعرفية cognitive skills، والتي تسمى أيضًا الوظائف المعرفية cognitive functions أو القدرات المعرفيةcognitive capacity  أو cognitive abilities هي مهارات دماغية ضرورية لاكتساب المعرفة واستخدام المعلومات والتفكير.  ولها علاقة بآليات كيف يتعلم الناس ويتذكرون ويحلون مشكلاتهم وكيف يولون انتباههم، ولكن ليس لها علاقة بالمعرفة الفعلية.  تشمل المهارات أو الوظائف المعرفية مجالات الإدراك الحسي والانتباه والذاكرة والتعلم واتخاذ القرار والقدرات اللغوية.”  ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://en.wikipedia.org/wiki/Cognitive_skill
 
4- https://ar.wikipedia.org/wiki/تجريد
 
5- “يُعرف السلوك البشريّ (human behavior) بأنّه القدرة المُعبرة عن النشاط البدنيّ، والاجتماعيّ، والعقليّ خلال مراحل حياة الإنسان.”  مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://mawdoo3.com/أنواع_ومكونات_السلوك_الإنساني
 
 
6- “الآفة lesion هي أنسجة متضررة بسبب الإصابة أو المرض.  لذا فإن آفة الدماغ هي منطقة إصابة أو مرض داخل الدماغ.  على الرغم من أن التعريف قد يبدو بسيطًا، إلا أن فهم آفات الدماغ يمكن أن يكون معقدًا، وذلك بسبب وجود أنواع عديدة من آفات الدماغ. يمكن أن أن تتراوح بين آفات بسيطة إلى آفات كبيرة، ومن قليلة (في العدد) إلى كثيرة، ومن غير ضارة نسبيًا إلى مهددة للحياة.  قد تحدث آفات الدماغ بسبب الإصابة أو العدوى أو التعرض لمواد كيميائية معينة أو مشكلات في جهاز المناعة وغير ذلك. عادة، أسبابها غير معروفة.” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.webmd.com/brain/brain-lesions-causes-symptoms-treatments#1 
 
 
7- https://academic.oup.com/brain/advance-article/doi/10.1093/brain/awac304/6842292
 
8- “المصفوفات المتتابعة لريفن (Raven’s Progressive Matrices)، (وغالبا ما يشار إليها اختصارًا بـ: مصفوفات ريڤن) أو (RPM)، وهي مجموعة اختبارات غير لفظية تستخدم عادة في الإطار التربوي التعليمي. وهي من أكثر الاختبارات الشائعة والشعبية المعدة للفئات العمرية من 5 سنوات حتى سن الشيخوخة. وهي مكونة من 60 فقرة اختيار متعدد، متدرجة في الصعوبة. وقد صمم هذا الشكل لقياس القدرة المنطقية لدى المفحوصين، ويعود مفهوم «تحديد المغزى» إلى أحد مكونات نظرية الذكاء العام لتشارلز سبيرمان  التي يرمز فيها للمعامل العام للذكاء بحرف g (حيث يشار بحرف g غالبا إلى المعامل العام للذكاء general intelligence). وقد طور هذه الاختبارات في الأساس جون سي ريڤن John C. Raven في (في سنة 1936)، حيث يطلب من المفحوص في كل مفردة في الاختبار أن يتعرف على العنصر المفقود الذي يكمل النمط.  وتظهر الكثير من الأنماط في أشكال مصفوفات متكونة من 4×4، آو3×3  آو   2×2عنناصر، ومن هنا أخذ الاختبار اسمه.” مقتبس بتصرف من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/مصفوفات_ريفن_المتتابعة
 
9- https://brilliant.org/wiki/pattern-recognition-visual-easy-2/
 
10-  https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_الشبكات
 
11- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_عصبي
 
12- https://ar.wikipedia.org/wiki/إصابة_دماغية_رضية
 
 
المصدر الرئيس
 
https://medicalxpress.com/news/2022-12-brain-area-fluid-intelligence.html?utm_source=nwletter&utm_medium=email&utm_campaign=daily-nwletter