ممارسات تُرسخ الإحساس بمتعة التربية وبناء مهارات الطفل العاطفية

التعليقات: 0
ممارسات تُرسخ الإحساس بمتعة التربية وبناء مهارات الطفل العاطفية
https://wahhnews.com/?p=26005
ممارسات تُرسخ الإحساس بمتعة التربية وبناء مهارات الطفل العاطفية
عدنان الحاجي

أربعة أساليب لتوطيد الإحساس بمتعة التربية، وبناء مهارات الطفل العاطفية

12 مايو 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 135 لسنة 2023

4 ways to reconnect with parenting joy, build a child’s emotional skills

May 12, 2023


ملاحظة من المترجم:

[ركزنا هنا لغة الخطاب على الأم وذلك باعتبارها المعني الأول بتربية الطفل، لكن نرى أن الخطاب يتعدى بنفسه إلى الأب؛ إذ هو القيم على الأسرة وللقيمومة مسؤولياتها].

المقال المترجم

اهتمي بالإيجابيات، واتكئي على نقاط قوتك كأم، ووضحي توقعاتك في كل الأمور وتواصلي مع مدرسة طفلك..

قبل أن تُولد ابنتي، أخبرتني صديقتي وهي أم لطفلين أن الطفل من شأنه أن يُضفي إحساسًا بالبهجة لم أكن أعرف أنها ممكنة.

وقالت أُخريات إن وجود طفل هو بمثابة قطعة من الكبد تمشي على الأرض. كل هذا صحيح. كونكِ أمًا لطفل يعتبر في حد ذاته هبة مُكللة بالسعادة. وكونكِ أمًا ليس بالأمر السهل. [المترجم: من المعروف أن التربية صعبة بنحو غير معقول؛ وتعتبر صعبة جدًا بحيث قد تؤدي بحد ذاتها إلى ارهاق نفسي وبدني. كونك أمًا قد يجعلك تتصرفين بطريقة لا تتوافق مع سماتك الشخصية الفطرية من الرعاية والتعاطف الوجداني وغيرها وما يكتنفها من قلق وخوف تتعرضين له في كثير من الأحيان(1)].

نريد أن ندعم رفاهية(2) أطفالنا، ونريد أن نكون سعداء أيضًا، لكن الممارسات اليومية يمكن أن تقف حجر عثرة في هذا الطريق. ربما يكمن ذلك في صعوبة الخروج من البيت في الصباح الباكر أو الذهاب لشراء مقاضي السوبر ماركت دون أن يصاب الطفل بنوبة غضب (أو نوبة صراخ)(3). ربما يكون هذا التصرف منه هو شعوره بالرغبة في تخفيف الضغط الذي يعاني منه بعد يوم طويل من الدراسة، ولكن يبدو أن كل خطوة من خطوات روتين وقت نومه دائمًا ما تسبب جدالاً معه. هذه التجارب اعتاد عليها الوالدان، لكننا نرغب أن تكون الأمور أسهل وأخف قليلاً في معظم اليوم.

الدراسة(4) التي أجريتها أنا وزملائي ودراسة أجراها باحثون آخرون(5)، توثق ما يلزم لجعل تجارب وممارسات التربية اليومية أكثر سهولة. وعندما نوظف هذه الممارسات بانتظام، قد تساعدنا في الحد من (تقليل) احتمال أن تتحول المشكلات الصغيرة والبسيطة إلى مشكلات كبيرة ومعقدة وبالتالي قد تساعد أطفالنا على اكتساب مهارات اجتماعية وعاطفية إيجابية positive social and emotional skills والتي سيحتاجونها لبقية حياتهم. [المترجم: التطور/ النماء الاجتماعي والعاطفي الإيجابي مهم(6). يؤثر هذا التطور في ثقة الطفل بنفسه وفي مستوى تعاطفه الوجداني وفي قدرته على تشكيل صداقات وشراكات هادفة ودائمة، وفي شعوره بأهمية وقيمة من حوله؛ كما  يؤثر التطور الاجتماعي والعاطفي عند الأطفال أيضًا في جميع مجالات التنمية الأخرى (ومنها الإدراك الذاتي، وهو كيف يعرف ويفهم الفرد ويعي شخصيته ومشاعره ودوافعه ورغباته(7) والاستقامة التي تتميز بالصدق والإخلاص والمثابرة في العمل(8) والتواصل اللفظي وحسم الخلافات والنزاعات وضبطه لنفسه(9)].

بصفتي طبيبة نفسية وأم، فقد لاحظت كيف يمكن أن يؤدي توظيف هذه الممارسات أيضًا إلى تحسين جودة حياتنا ومساعدتنا في تقوية وترسيخ هذا الإحساس بمتعة التربية.

الاهتمام بالإيجابيات

كل ما يريده  أطفالنا، يريدون اهتمامنا بهم. يريدون إخبارنا بما تعلًّموه في المدرسة. ويريدون أن نرى فانوس جاك [فانوس مضيء مصنوع على شكل ثمرة القرع(10)] الذي صنعوه. وبذلك يحاولون أن يحظوا باهتمامنا بأي أسلوب ممكن.

لو فقدنا فرصة الاهتمام بأي شيء إيجابي يفعلونه، فقد يلجأوون إلى مخالفة توجيهاتنا، لأنهم بذلك سيحصلون في معظم الأحيان على ردة فعل منا [المترجم: وهذا يُعتبر في حد ذاته نوعًا من اثارة اهتمام الوالدين بالنسبة للأطفال]. سيُبدي لنا أطفالنا المزيد من التفصيل فيما أبدينا اهتمامنا به  – إيجابًا أو سلبًا.

اهتموا بالإيجابيات التي مارسها أطفالكم ويمارسونها، وسترونهم يُقدمون على فعل المزيد من السلوكيات الإيجابية. في المرة القادمة التي ينظف فيها طفلك أسنانه بالفرشاة، أو يرتب فيها ألعابه أو يقول كلامًا لطيفًا لصديقه، انتبهي واهتمي بذلك وعلقي عليه بشيء إيجابي، وأخبريه أنك لاحظتي ذلك منه وكم أنتِ معجبة بذلك التصرف.

أحيانًا يصعب عليكِ التفكير فيما تريدين أن تقوليه له من كلمات مناسبة تعليقًا على تصرف إيجابي لاحظتيه منه. جربي البحث في الإنترنت عن “100 أسلوب لمدح الطفل”. ضعي القائمة على الطاولة أو ألصقيها على باب الثلاجة وراجعيها بين فترة وأخرى. قليل من المديح ربما يكون أكثر إرضاءً له من الأسلوب الذي يستجيب بها الطفل عادةً عندما نمدحه.

اتكئي على نقاط قوتك كأم

عندما تبدأ تحديات التربية في التراكم والتعاظم، قد نشعر بالفشل. لكنكِ لم تفشلي. أنتِ قوية وقادرة. العملية التربوية تعتبر أمرًا شخصيًا، وكلنا لدينا نقاط قوة فيما يتعلق بالتربية.

خصصي وقتًا كل أسبوع لتدوين ما تعنيه التربية بالنسبة لكِ وما هي نقاط قوتك كأم. إذا كنت تواجهين مشكلة في وضع قائمة بكلمات المديح التي ستختارين منها لمدح تصرفات طفلك، فسألي إحدى الصديقات لتساعدك على ذلك  أو أسألي طفلك ربما ساعدك في ذلك.

قد تأخذين وقتًا في الاستماع لطفلك وهو يقرأ عليك قصة. بإمكانك أن تشجعيه بكلمات عندما يتعرض في ذلك اليوم إلى متطلبات وعمل واجبات مدرسية تتطلب منه الانهماك والتركيز فيها. ربما سمحت لنفسك أن تكوني سخيفة  في تصرفكِ معه [بمعنى أن تتغابي عليه]، أو ربما تذهبين في نزهة مشي معه. ربما تكونين جيدة في إعداد الروتين اليومي لكما بحيث يكون الاستعداد في الصباح الباكر أكثر سهولة لكما.

توثيق نقاط القوة هذه بالكتابة وتذكرها يساعدنا في ملاحظة ما نحققه من نجاح. عندما نواجه صعوبات وتحديات، يمكننا استخدام نقاط القوة هذه كنقاط انطلاق. استخدمي الكلمات المشجعة للتغلب على صباح متخم بالتحديات. خذي نزهة مشي معًا عندما يبدو طفلك بعيدًا (منفصلًا) في علاقته معكِ. استعيري الروتين المنظم الصباحي ليساعدك على تنظيم روتين وقت النوم ليلًا.

دعي طفلك يعرف أنك تلاحظين متابعته لتوقعاتك

التوقعات مطلوبة في كل مكان وزمان نتواجد فيه أو نتعامل معه. في المدرسة، يُطلب من الأطفال أن يأخذوا دورهم والاحتفاظ بأشيائهم واتباع التعليمات والتوجيهات والإرشادات. في السوبرماركت، يُتوقع منا إعادة الأشياء إلى أماكنها إذا لم نقرر شراءها وندفع ثمنها لو رغبنا في شرائها قبل مغادرتنا السوبرماركت. من المتوقع أيضًا أن ننتظر إشارة المرور الخضراء قبل أن نتجاوز التقاطع.

يمكن أن تساعدنا التوقعات في توضيح ما نريد. ضعي في اعتباركِ أن تكتبي بعض التوقعات المطلوبة في المنزل التي تحظى بموافقة أفراد العائلة، مثل جمع ولمَّ الأشياء عند الانتهاء من استخدامها أو معاملة الآخرين بمبدأ التعامل بالمثل [عامل الناس كما ترغب أن يعاملوك به].

بمجرد أن يوافق أفراد العائلة على ثلاثة إلى خمسة توقعات منها، راقبي متى يتصرف طفلكِ ضمن هذه التوقعات – امدحيه وشجعيه واذهبي في نزهة مشي معه احتفاءً بهذا التصرف الإيجابي. في بعض الأحيان، كل ما تحتاجين أن تفعليه هو الاتفاق على الطريقة التي تريدين أن تعيشي بها معه تحت سقف واحد.

تواصلي مع مدرسة طفلكِ

اعملي كفريق واحد مع معلم/ ة طفلكِ. قد يساعد تواصلك مع معلمي/ ات  طفلكِ في دعم طفلك في المنزل والمدرسة. أسألي كيف تسير الأمور في المدرسة. شاركي نجاحات طفلك حتى وأنت في المنزل. عندما يمر طفلك بعطلة نهاية أسبوع صعبة أو يومًا صعبًا [متخمًا بالواجبات المدرسية المطلوبة منه]، أخبري المعلم/ ة. وعندما تحتاجين إلى دعمهم، اطلبي مقابلة المعلم/ ة أو الأخصائي النفسي في المدرسة.

يستفيد أطفالنا من الاتساق والانسجام  بين البيت والمدرسة، وعندما يعمل أولياء الأمور والمعلمين/ المعلمات معًا في حياتهم، سيكون هناك المزيد من الاتساق بين البيت والمدرسة. بإمكاننا  مشاركة المعلم/ ة بالأفكار الناجحة في المنزل، حتى يتمكن المعلمون من دمجها وادراجها في المواد الدراسية. ويمكننا التعرف على الاستراتيجيات التي يستخدمها معلمو أطفالنا والتي بإمكاننا توظيفها في المنزل.

قد تكون التربية صعبة، ولكنها تعود بالنفع على الجميع أيضًا.

بقلم: آندي غارباتش Andy Garbacz دكتوراه  ومعتمدة في علم النفس وأستاذ مشارك ومدير مشارك لبرنامج علم النفس المدرسي وكلية الصحة العقلية  النفسية  التعاونية – جامعة ويسكونسن في ماديسون.

 


مصادر من داخل وخارج النص

1- https://raisingkidswithpurpose.com/parenting-is-hard/#:~:text=Parenting%20can%20feel%20ridiculously%20hard,of%20many%20emotions%20often%20experienced.

2- “الرفاه wellbeing هو الموضوع الرئيس في علم النفس الإيجابي، الذي يسعى إلى اكتشاف العوامل التي تسهم في رفاه الإنسان. يقترح مارتن سيليغمان أن هذه العوامل تتكون من المشاعر الإيجابية والانخراط في نشاط من الأنشطة ووجود علاقات جيدة مع أشخاص آخرين، والعثور على معنى في الحياة والشعور بالإنجاز عند السعي لتحقيق الأهداف.” مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/رفاه

3- “نوبة غضب، أو نوبة صراخ meltdown: هي حالة نفسية يُعبر عنها بانفجار شعوري، قد تتطور من الحالة الإرادية إلى اللاإرادية، وترتبط دائمًا بالأطفال، أو ممن يعانون من أزمة نفسية، وتتميز نوبة الغضب عادةً بحالةٍ من العناد والبكاء والصراخ والصياح والعويل والتحدي والغضب الأهوج ومقاومة محاولات التهدئة، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى اللجوء إلى العنف؛ وقد يفقد الشخص السيطرة على جسده مما يصعب عليه البقاء ساكنًا أو القدرة على التحكم بغضبه، وقد لا يهدأ المصاب حتى تتحقق له أهدافه، يبقى هذا المزاج أو النوبة فترة قصيرة ويزول بعدها، وقد يُعبر عن نوبة الغضب في صورة كلام عنيف مطوّل أو غاضب أو عنيف.” مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/نوبة_غضب

4- https://journals.sagepub.com/doi/full/10.1177/1063426618806258

5- https://srcd.onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/j.1467-8624.2010.01551.x

6-  https://helpmegrowmn.org/HMG/HelpfulRes/Articles/WhatSocialDev/index.html#:~:text=Positive%20social%20and%20emotional%20development,to%20those%20around%20him%2Fher.

7- https://ar.wikipedia.org/wiki/إدراك_ذاتي

8- https://ar.wikipedia.org/wiki/استقامة

9- https://www.indeed.com/career-advice/career-development/social-emotional-skills

10- https://ar.wikipedia.org/wiki/قرعة_مضيئة

 

المصدر الرئيس

https://www.washingtonpost.com/wellness/2023/05/12/parenting-tips-children-social-emotional-development/

 

 

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>