القوة تبدأ من الداخل.. “العنزي” التمكين الداخلي شرطًا أساسيًا للتمكين الخارجي الفعّال

1 تعليق
القوة تبدأ من الداخل.. “العنزي” التمكين الداخلي شرطًا أساسيًا للتمكين الخارجي الفعّال
https://wahhnews.com/?p=89717
القوة تبدأ من الداخل.. “العنزي” التمكين الداخلي شرطًا أساسيًا للتمكين الخارجي الفعّال
جاسم العبود

أكدت الأستاذ المشارك بقسم الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك فيصل الدكتورة بدور بنت صويلح العنزي خلال ورقة علمية قدمتها في ملتقى “لستِ وحدكِ” بعنوان (القوة تبدأ من الداخل)، بأن القوة الداخلية للمرأة هي الأساس النفسي للتمكين وتحقيق جودة الحياة.

من الذات إلى جودة الحياة
وأضافت: شهدت السنوات الأخيرة اهتمامًا كبيرًا بتمكين المرأة على المستويين المؤسسي والمجتمعي. وقد قمت بإجراء دراسة في عام ٢٠٢٣ بعنوان مبادرات تمكين المرأة ودورها في التنمية المستدامة، من خلال البحث في دور مبادرة تمكين المرأة في الخدمة المدنية ومبادرة تمكين المرأة في التدريب والتوجيه القيادي في تحقيق المساواة بين الجنسين ونمو الاقتصاد. وصلت نتائج هذه الدراسة إلى أن مبادرات تمكين المرأة، مثل تعزيز دورها القيادي، وتسهيل دخولها سوق العمل، وتطوير برامج التدريب والتوجيه، أسهمت في رفع مشاركتها، وتقليص الفجوة النوعية، وتحقيق العمل اللائق ونمو الاقتصاد.

هل التمكين الخارجي وحده كافٍ؟ أم أن التمكين الحقيقي يبدأ من الداخل؟
ولفتت النظر إلى أن نجاح تلك المبادرات لا يكتمل دون وجود بنية داخلية لدى المرأة تعتمد على الثقة بالنفس، إدارة المشاعر، القدرة على صناعة القرار، الوعي بالذات، والشجاعة الاجتماعية. فهذه المرتكزات النفسية هي التي تجعل السياسات واقعًا والفرص مكاسب مستدامة.

وتابعت: توضح الأدبيات العلمية – العربية والعالمية – أن القوة الداخلية تمثل الركيزة الأولى للتمكين الفعّال للمرأة. وتشمل هذه القوة الوعي بالذات، والثقة، والكفاءة الذاتية، وتنظيم الانفعالات، والمرونة النفسية. وعندما تتوفر هذه العناصر، تكون المرأة أكثر قدرة على مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص وتحقيق جودة حياة مرتفعة.

الأطر النظرية والدراسات المعتمدة
وأشارت إلى أن الورقة العلمية تعتمد على مجموعة من الأطر النظرية والدراسات المعتمدة. فقد أكد باندورا في نظرية الكفاءة الذاتية (1997) أن إدراك الفرد لقدرته على الإنجاز يشكل عاملًا رئيسيًا في سلوكه ونجاحه. كما تشير نظرية التمكين النفسي لزيمرمان (2000) إلى أن التمكين يبدأ من داخل الفرد قبل أن يتحول إلى ممارسات وسلوكيات اجتماعية.

هذه الأطروحات تدعم نتائج دراسات عربية حديثة
فقد أشارت دراسة العنزي والمطيري (2020) إلى أن الوعي بالذات يعد متغيراً مهما للتنبؤ بجودة الحياة لدى المرأة السعودية العاملة. كما وجدت الحربي (2018) أن الكفاءة الذاتية ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالتوافق النفسي لدى الطالبات الجامعيات. وخلصت دراسة المطيري (2022) إلى أن التعاطف مع الذات يعزز الرضا بالحياة لدى المرأة السعودية، بينما بينت دراسة سالم (2021) أن المرونة النفسية تسهم في تحسين الصحة النفسية لدى النساء.

وتشير هذه النتائج مجتمعة إلى أن التمكين الداخلي ليس خيارًا تكميليًا، بل هو شرط أساس للتمكين الخارجي الفعّال. فالتشريعات والدعم المؤسسي توفر البيئة، أما القدرة الفعلية على الاستفادة منها فتنبع من داخل المرأة.

وبناءً على هذه الأدلة، تؤكد الورقة على مجموعة من التوصيات:
– إدماج برامج بناء الوعي بالذات، الكفاءة الذاتية، وتنظيم الانفعالات في مبادرات تمكين المرأة.
– توفير منصات دعم نفسي ومهني داخل المؤسسات التعليمية والقطاعات الحكومية والخاصة.
– تعزيز ثقافة المرونة النفسية والتعاطف مع الذات كجزء من الصحة النفسية المتوازنة.
– تقديم نماذج قيادية نسائية تبرز قوة الداخل، لا الإنجاز الخارجي فقط.

القوة الداخلية للمرأة ليست مجرد بعد نفسي
وختمت الدكتورة العنزي حديثها مؤكدة أن القوة الداخلية للمرأة ليست مجرد بعد نفسي، بل أساس استراتيجي لبناء مجتمع متوازن ومستدام. وإذا أردنا أن نحقق تمكينًا حقيقيًا طويل الأمد، فإن البداية تكون من الذات، من الداخل، من بناء العقل والوجدان والثقة والهوية.

التعليقات (١) اضف تعليق

  1. ١
    زائر

    دكتورة بدور الافضل دائمًا 😍

اترك تعليق على زائر الغاء الرد

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>