أوضحت الأستاذ المساعد في كلية التصاميم والفنون التطبيقية بجامعة الطائف الدكتورة سميرة بنت محمدعلي بن حسن العتيبي لـ “الواحة نيوز” أنه عند الحديث عن الإبل؛ يتوارد لأذهاننا ٣ مجالات ترتبط بها مباشرة، هي:
– المجال الأدبي: المرتبط بالشعر والبلاغة.
– المجال الصحي: المرتبط بالاستفادة من ألبانها وجلودها، والإعجاز العلمي لها والمرتبط بالطب.
– المجال التاريخي: والذي يؤرخ سلالاتها ومواطنها.
وأضافت الدكتورة “العتيبي” خلال تواجدها في “المنتدى الدولي للإبل” الذي تنظمه وزارة الثقافة في جامعة الملك فيصل: في حين أن الجوانب الثقافية للإبل لا تقل أهمية عن الجوانب المذكورة آنفاً، فلقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في عدة مواضع، وشُنّت من أجلها الحروب، بل وحتى مثلت ثقافة الشعوب.
ومن هنا يتبين لنا أهمية الإبل في تشكيل استقرار الفرد في بيئته، حيث كانت السبب لحله وترحاله، فنجدها أثّرت فيه وتأثر بها في مسكنه، وملبسه، ومأكله، وشرابه، وكانت رمزاً لعزته وعروبته ومصدراً لرزقه وثراء حاله، وكل هذه المدلولات تقودنا لأهمية هذا المخلوق في تشكيل هويته المسندة من بيئته.
وقدّمت الدكتورة “العتيبي” بحث بعنوان (تصميم أزياء معاصرة مصنوعة من نسيج وبر الجمال من خلال توظيف جماليات العناصر البصرية لهُوية عام الإبل)، يُسلّط الضوء على الجوانب الثقافية المرتبطة بهوية الفرد السعودي وعلاقته بالإبل، من خلال تصميم أزياء معاصرة لكلٍ من الشباب والشابات مصنوعة من نسيج وبر الجمال ومزخرفة بعناصر هوية عام الإبل التي توضح علاقة الإبل بالإنسان في المملكة والبيئة المحيطة به.
فكرة البحث
بالعودة إلى تاريخ الإبل وأهميتها المرتبط بمجتمع العرب، فإنه يمكننا تصنيف الإبل من أكثر الحيوانات أهمية في التأثير على الهوية الوطنية لسكان الجزيرة العربية.
وتهدف الدراسة إلى توظيف جماليات العناصر البصرية لهوية عام الإبل على تصميم أزياء معاصرة مصنوعة من نسيج وبر الجمال وإنتاجها؛ لتأصيل المكانة الراسخة للإبل؛ كونها مكوناً أساسياً في البناء الحضاري، ولإحياء حضور الإبل بوصفها رمزاً ثقافيًا في تصميم الأزياء لعكس الهوية السعودية، والتعريف بقيمة الإبل الثقافية والحضارية والتاريخية بطابع معاصر يتلاءم مع احتياجات الجيل الشباب بأسلوب متجدد وبقالب ثقافي يحمل قصة تاريخ واعتزاز بهويته الثقافية.
وذكرت الدكتورة “العتيبي” أهداف البحث الثلاثة التالية:
1 – تسليط الضوء على أهمية الإبل باعتبارها رمزًا ثقافيًا للمجتمع السعودي يحتفى به كمكون أساسي ومزين للهوية الملبسية للمجتمع السعودي الشاب.
2 – ترسيخ العلاقة العميقة والعريقة بين المجتمع السعودي والإبل عبر الأجيال وتأثيرها على هويتهم الوطنية وعكسها للعالم أجمع بطريقة مبتكرة وأسلوب متجدد من خلال هويتهم الملبسية.
3 – تقديم رؤية تصميمية معاصرة تحافظ على الموروث التاريخي والثقافي للإبل بطابع يحمل روح الأصالة والانتماء.
ولفتت النظر إلى أربع نتائج متوقعة من البحث، هي:
1- التنوع الملحوظ في التصاميم من شأنه أن يثري ويطور قطاع الأزياء الثقافي والاقتصادي؛ وذلك عبر نشر الثقافة السعودية، وتعزيز التراث والهوية الوطنية من خلال ما نرتديه.
2- ربط الهوية الملبسية للفرد السعودي بالهوية الثقافية يجمل قصة تاريخية مرتبطة بجذوره الأصيلة، وعناصرها التي تعد رموزاً ثقافية معبرة عن جذوره الراسخة.
3- تمثل الإبل مكانة فريدة في حياة أبناء المجتمع السعودي، حيث تعد شاهداً حياً على الأصالة، وعنصراً ثقافياً من عناصر الهوية الوطنية التي من الممكن الاحتفاء بها عبر الهوية الملبسية للفرد السعودي.
4- إن التجدد والحداثة لا يلغيان الأصالة والانتماء؛ وعليه فإن الدمج بين رموز الثقافة والحداثة في الزي دون تغير المفاهيم والمعاني المربطة بالتاريخ الممتد لتلك الرموز الثقافية والمتمثلة بالإبل وجمالياتها وربطها بالهوية السعودية يعكس مدى الوعي والتقبل للتجديد الذي لا يخل بالدين والقوانين الدولية والمجتمع لدى هذا الجيل.
إطلالة رائعة ومقال استفدنا منه وإثراء مميز