شارك 74 تشكيليًا وتشكيلية في معرض “عذق” لمحاكاة حياة الفلاح الأحسائي وما يدور حوله من مشاق ومهام يومية، نظمته مجموعة “كلنا رسامون” في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، لمدة خمسة أيام.
وأوضح مدير مجموعة “كلنا رسامون” المشرف على المعرض الفنان التشكيلي “ماهر الحمود” لـ “الواحة نيوز” أن مسمى المعرض أخذ من “العذق” حامل ثمار النخلة كعنوان للعطاء الفني التشكيلي، واختير المعرض بالهوية الأحسائية لتعزيز الانتماء الوطني لدى الفنانين الأحسائيين، فالأحساء بلد تزخر بالإبداع.
ومن جانبها مديرة دار نوره الموسى للفنون المبدعة الفنانة التشكيلية “صابرين الماجد” أشارت إلى تميز معرض “عذق” في التقاء فنانين تشكيلين معروفين خطوا طريقهم في الساحة الفنية، وأسماء جديدة ربما تكون المشاركة الأولى لهم في معارض، وهذه تعتبر فرصة لعرض أعمالهم بروح تنافسية عالية، بين أعمال شبه واقعية وبشكل جميل لأسماء وقامات فنية لها مكانتها في الوسط الفني.
بعض الأسماء جديدة على الساحة الفنية، وإن كانت مشاركتهم بسيطة وربما لوحة واحدة، وتتمنى رؤية معارض لهم في المستقبل، بحجم أكبر من الأعمال وأن لا يقتصر عملهم على مقاس 30 * 30، ومساحات أوسع ومشاركات أخرى وأن لا يتوقفون عند هذه المشاركة.
وفي مطلع حديثها الفنانة التشكيلية “إيثار بوخمسين” لـ “الواحة نيوز” قالت: شاركت في معرض “عذق” بعملين، الأول يمثل يد العروسة في ليلة الحنه حسب التراث الأحسائي، حين ترتدي الفستان الأخضر بعد وضع الحنه في يديها، يختارون ورود من البيئة الأحسائية، كالياسمين أو الفل أو الورد الأحسائي المحيطة بالعمل كزخرفة جبسية تحاكي النقوش الأحسائية.
والعمل الثاني هو “القفة”، وهي من الصناعات الأحسائية القديمة، ولها عدة استخدامات منها جمع الرطب والتمر، كما تستخدم ليلة الحنه لوضع مقتنيات العروسة من عود ودخون وبخور وورد ومشموم وحنه، ويحيط بها زخرفة جبسية تحمل النقوش الأحسائية، والمشاركتين مكملتين لبعضهما، يربطهما بمعرض “عذق” القفة المصنوعة من سعف النخيل.
وتهدف “بوخسمين” من مشاركتها بالعملين إلى تسليط الضوء على العادات والتقاليد والتراث الأحسائي بصورة جميلة، وهذه هي رسالة الفن للمجتمع، بما يتوافق مع فكرة المعرض في إبراز الهوية الأحسائية.
الفنان التشكيلي “مؤيد الزيد” عاش مرحلة طفولته وصباه بين نخيل الأحساء وانتقل بعدها للعيش خارجها، يبث حنينه وشوقه ولهفته للبيئة الأحسائية من خلال المشاركة في معارضها الفنية، كمعرض التمور ومعرض “عذق”، كونها جزء من صميم وجدانه وثقافته، يحاول معالجتها وتقديمها للجمهور.
مشاركته في معرض “عذق” عبارة عن لوحة لنخلتين متفاوتين في الحجم، وحسب تعبيره هو مبدأ الحياة المبني على التزاوج، كالليل والنهار، الشمس والقمر، كمعالجة للملامس وتكوين بسيط، يظهر خلالهما بساطة الحياة، وجمال النخلة في ساعات الغروب، وذلك لإعطاء إحساس يعيشه الأحسائيين بين النخيل أوقات الغروب.
وأشاد “الزيد” باختيار مقاسات موحدة للأعمال 30 في 30، بخامات متعددة ومدارس فنية متنوعة، لسهولة إنجازها ومساعدة الفنانين على المشاركة والتجربة، مؤكدًا أن مقاس اللوحات ليس بالغالي ماديًا وسهل على الزوار اغتنائها، وإن ضم المعرض لمستويات متعددة من الفنانين يتيح فرصة التعلم والاستفادة وتمازج الأفكار بين الفنانين بعضهم البعض.
وجسدت التشكيلية “فاطمه الفوز” قطعاً مرسومة تتمحور حول كلمة “عذق”، وبترتيب معين تنتج أفكاراً مختلفة وجديدة، تحاكي بداية قصه الحياه، وكيف تصنع التجارب الشخصية، والربطة القوية بين البشر والحياه، ورابطة النخلة والمزارع، وبداية تكوين النخلة ببذرة صغيرة تزع في الأرض، فإما أن تسقى وتثمر لتفيد الناس، وإما أن تتركها للمطر يسقيها وتكبر أو تموت، هكذا هي علاقه المزارع بنخلته كعلاقة الأم بطفلها.
وأبان الفنان التشكيلي جميل البطيان لـ “الواحة نيوز” أن معرض “عذق” يهدف إلى إبراز المواهب الفنية لدى فنانين مبتدئين الظهور وتقديمهم في الساحة الفنية مع فنانين محترفين عاشوا الفن والخبرة، وضم المعرض عدة مدارس فنية، مهنا الواقعية والتجريدية والتأثيرية والوحشية والسريالية وفي اختلاف تلك المدارس إضافة تنوع وإثراء فني مميز وأيقونة بارزه في سماء الفن.
وقالت الفنانة التشكيلية “سمر الحرز”: النخيل تعتبر رمزًا للحياة والازدهار في الأحساء، فهي ليست مجرد شجرة بل جزء من الهوية والتراث العريق للمنطقة، ويعتمد الإحسائيون منذ القدم على النخيل في تأمين مصدر رزقهم، ويشكل التمر عنصرًا أساسيًا في موائدهم وأعيادهم.
واللوحات الفنية المعروضة تُظهر مشاهد “العذق” وثمار التمر المتدلية، مما يعكس مدى ارتباط الأحسائيين بأرضهم وحرصهم على الحفاظ على زراعة النخيل كإرث متجدد عبر الأجيال.
وشاركت الفنانة التشكيلية ليلى العبدالوهاب بلوحة تحاكي البيئة الأحسائية واحة النخيل، أظهرت جزء من جمال المحافظة ومزارعها، حاولت إدخال التفاصيل الدقيقة من مشروع الصرف إلى أسوار المزارع والطبينة، من صورة التقطتها لأحد الطرق الزراعية في الأحساء، حيث كانت تتأمل مزارع الأحساء وكيفية توزيع الأشجار والنخيل بأنواعها.
الأحساء موطن الأبداع والمبدعين شكرا للتغطيه المميزه
معرض جميل