بعض الظواهر المجتمعية تعزز ثقافة الاستهلاك والهدر المالي لدخل الأسرة، مثل ظاهرة “التوزيعات”، وهي هدايا أو مقتنيات رمزية يتم توزيعها في مناسبات معينة مثل حفلات الزفاف والخطوبة، والمناسبات العامة في المدارس كالتخرج، وحفلات الاستقبال وغيرها.
وأكدت عضو مجلس إدارة جمعية فتاة الأحساء التنموية الخيرية والمدربة الدولية المعتمدة “نوال العفالق” لـ “الواحة نيوز” أن انتشار ظاهرة “التوزيعات” هو سلوك اجتماعي يعكس ميل الناس لاتخاذ نفس القرارات دون التفكير الشخصي بمناسبتها لهم أو القناعة فيها.
وكشفت “العفالق” خلال لقاء ريادي قدمته بعنوان “فن إدارة المال” ضمن فعالية “أتلاد”، عن أن الكثير يوزعون هدايا في مناسباتهم أو يشاركون في احتفالات المدارس ويضغطون على أنفسهم ماديًا ونفسيًا لتوفير تلك الهدايا فقط لأن الآخرين يفعلون ذلك، وحينما نتساءل: تأتي الإجابة “والله ما ودنا بس شنسوي الكل يجيب”، وهذا ما يسمى بسلوك القطيع والميل إلى التبعية بدون تفكير.
وأضافت “العفالق” أن غالبية “التوزيعات” غير مفيدة وليست ذات قيمة لمن يأخذها، لينتهي بها الحال إلى براميل القمامة بدلاً من الاستفادة منها، وهذا هو أحد أوجه هدر الموارد.
وأشارت “العفالق” إلى إمكانية استبدال التوزيعات بأفكار أكثر استدامة مثل التبرع باسم الحضور، أو توزيع هدايا عملية يمكن استخدامها مثل النباتات الصغيرة أو مواد قابلة للتحلل.
وأردفت: “يمكن التفكير في نشاط بدل عن التوزيعات تعده الأسرة في المنزل مثل رسومات أو عبارات أو لوحة تعبيرية توزع في الحفل أو في المدرسة، أو مشاركة الحضور في نشاط تفاعلي أو تطوعي، كتطوع أحد افراد الأسرة في تقديم دورة تدريب رسم لطلاب المدرسة في المناسبات”.
ونوهت “العفالق” إلى حاجة المجتمع إلى التغيير والتخلي عن هذه السلوكيات التي تعزز عوامل الهدر المالي، من خلال الخطوات التالية:
– الوعي بمشكلة التوزيعات.
– اتخاذ قرار بعدم تقديم التوزيعات الاستهلاكية.
– نشر ثقافة التخلي عن التوزيعات في المجتمع المحيط.
– استبدال التوزيعات بأشياء مفيدة.
– عدم تصوير التوزيعات وبالأخص في المدارس.
– عدم تعزيز سلوك التوزيعات، حتى لو قدمت لك لا تأخذها، وقل تكفيني ابتسامتك أو كلمة تهنئة منك.
واختتمت “العفالق” حديثها مؤكدة بأن اتباع هذه الخطوات يساعد في تعزيز الوعي البيئي، ويسهم في توفير ميزانية الأسرة والمجتمع بما يمكن استخدامها لأغراض أكثر فائدة، ويخفف الضغوط المالية والنفسية على الجميع، ويجعل المناسبات ذات أثر إيجابي وسعيد أكبر.