الفن جزء من سلوكياتنا، والأعمال الفنية من روايات وأشعار ولوحات وسينما وموسيقى هي وسائل نسجها الإنسان للتعبير عن مشاعره بطريقة أصدق وأكثر ذكاء، فالفن تجليا للجمال ولا يتوقف عند حدود الفنان بل يتعدها، ليحفز بصيرة الناظر لرؤية الجمال وإدراكه بصوره السعيدة والتعيسة.
من جانبها أوضحت الفنانة التشكيلية نوف خالد الفضل، أن الفنان التشكيلي حينما يبدأ الرسم فهو يضع جزء منه في اللوحة بغض النظر عن النتيجة النهائية للوحة، لذا فاللوحة المرسومة بيد الفنان التشكيلي لها روح وتعطي شعور، وإن اغتنيت ووضعت في المنزل بإمكانها إيصال أحساس وشعور الفنان حال رسمها، بينما اللوحة التي تطبع وتباع في الأسواق بأسعار زهيدة ليس لها روح، ولا تحفز بصر الناظر إليها، ولا توصل الطاقة نفسها للمكان.
وأضافت: “تبدأ العلاقة بين الفنان ولوحته بفكرة، يترجمها إلى واقع ملموس بواسطة الفرشاة والألوان، في رحلة إبداع يغوص خلالها بين بحور الفن وفكرة اللوحة لدرجة أن بعضهم ينسى نفسه، ليخرج بمشهد مكتمل يحاكي الفكرة مدمجة بجزء من روحه، لذا فاللوحة المرسومة بيد فنان أشبه بحياة، تعزز قدرة المشاهد على الولوج في شعور الفنان، وبالتأمل فيها نشعر بصورة غير مباشرة بطاقة تنبعث من اللوحة، تحاكي شعور وإحساس الفنان حين رسمها، عكس اللوحة المطبوعة التي تباع في المحلات التجارية، فهي لا تمتلك مشاعر ولا تعطي المكان طاقة”.
ولفتت “الفضل” النظر إلى دور الفن في إبراز وتجسيد قضايا المجتمع كجزء من معالجتها، والمساهمة في تعديل سلوك الإنسان وإكسابه مهارات، تنعكس على سلوكه الاجتماعي.
وأرجعت عدم الاهتمام بالفنان التشكيلي وعدم إعطاء اللوحة الفنية قيمتها، ونظرة المجتمع المتدنية للفن التشكيلي إلى ثقافة المجتمع، وتغير هذه الثقافة يأتي من خلال إقامة الندوات والمحاضرات ونشر ثقافة وأهمية الفن التشكيلي على الجميع، فما تراه العين ينعكس على النفس”.
وأردفت: “الفنانين التشكيلين بحاجة إلى دعم من خلال إنشاء معارض فنون تشكيلية، واستقطاب فنانين تشكيلين عالميين لمشاهدة الأعمال الفنية الأحسائية، وإبداء مرئياتهم حولها وإعطاء القيمة الحقيقة للأعمال، تقديرًا للفن التشكيلي وتحفيزًا للفنانين التشكيلين”.
كما تناشد “الفضل” بإنشاء مزاد متخصص في بيع لوحات الفن التشكيلي في الأحساء كحراج السيارات والتمور وغير من المنتجات، لإتاحة الفرص أمام الفنانين التشكيلين لبيع أعمالهم، كما يحصل في بعض الدول.