المال نعمة من النعم الكثيرة والمحببة للإنسان ، يحرص بكل ماأوتي من قوة على جمعه واقتنائه والسعي جاهدا للإكثار منه، وقيل في الأثر “المال خير إن استعمل وسيلة للخير وإلا كان شرا يؤدي إلى ضرر الناس ” وقيل بالأمثال الشعبية ” المال عديل الروح ” بأنواعه المتعددة ومنها النقود.
لذا اختار الإنسان الثري بالماضي – وهم قلة – أماكن يخفي فيها ماله عن الأنظار ، وعمد على إيجاد وسائل لحفظه وتكون تحت نظره ويتردد عليها حتى لايتم السطو عليه من قبل القريب أو الغريب في ظل عدم وجود البنوك ولا مراكز الودائع ولا الخزائن مثل ( التيجوري ) وهو خزانة حديدية مبطنة بالعوازل المقاومة للنيران ، والتسمية فارسية أصلها ( دو جوري ) أي الاثنان المتجاوران أي الخزانة المزدوجة ، والبعض يرجع التسمية إلى أن كلمة تجوري جاءت من التجارة وأن التاجر هو من يملك صندوق التجوري في حفيزه ( دكانه ) وأصل الكلمة جاءت من مكتب ( office ) .
ومن هذه الطرق الآتي :-
1-الغرفة المصمتة التي ليس لها باب أو نوافذ ( درايش ) تُعمل في مؤخرة الغرفة الطويلة ( الخن ) يضع فيها الرجل الغني ماله في تنك ويبني البناي عليه جدارًا محكمًا ومن يراها لايظن أن بها شيئا . وقد عمل والدي رحمه الله تعالى لأحد كبار الأثرياء هذه الغرفة في حي العيوني .
2-الحفرة وسط الوجاق ( الوجار / الموقد ) يوضع المال في حافظة ويردم عليه من الرماد . 3- في سقف الليوان ( الدار ) والمغطى بسقف مستعار .
4- الحفرة بالأرض في الحوي الحوش ( فناء وسط البيت ) . كذلك حفر في وسط الغرف والمال في التنك وهذه كنت أحد الشهود عليها لأحد جيراننا في حارة الحويتمية بالقرب من مسجد الهرفيل لحظة استخراجها بعد وفاته والذي اشترى البيت طلب منا بالبحث في منزله ربما نعثر على شي لكننا لم نجد شي .
5- حوش الدبش الحظيرة ( السمادة و البورقة ) يدفن بها .
6- تحت صاير الأبواب خاصة الغرفة الرئيسة .
7- في الجدار يضعه في خرس ( آنية من الفخار تشبه الجرة الصغيرة ويبني عليه بالطين ، أتذكر أن أحدهم يريد هدم جدار داخلي بمنزله وأثناء الهدم تناثرت قطع النقود المعدنية وجمعها ثم ذهب إلى زوجته وأخذ يضربها وهو يردد أنا قائل لك حفظيهم عندك تضعينهم هنا ، وآخر اشترى منزلا طينيا قديما وهدمه من أجل تشييد منزله الجديد وقد عثر على نقود معدنية من فئة الريال العربي ، وأخرى من الفرانسي وهو نمساوي يعرف ( ريال ماريا تيريزا ) أو دولار ماريا . سمي فرانسي لأن فرنسا في ذلك الزمن هي من تتحكم بالتجارة مع النمسا .
8- تحت شجرة البيت ( السدرة ) وفي هذا المكان عثر أطفال على جنيهات ذهبية مخبأة في خرس ( آنية فخارية ) أثناء حفرهم تحتها .
9- في القليب ( الجليب ) يضع النقود في جرار فخارية مغلقه ثم يثبتها بصورة محكمة على جال القليب بالأسفل . أخبرني أحد الزملاء أنهم عثروا على تلك الجرار في بئر (جليب مطوي ) عند حفر أراضيهم أثناء بناء بيوتهم في حي مشرفة التي يعتقد أنها مركز مدينة المبرز القديمة .
10- العصا المجوفة لحفظ النقود الورقية .
11- تحت الفراش وفي المخدة للمال الطارف والقليل . هنا تذكرت الابيات التي تنسب للامام الشافعي رحمه الله تعالى إذ يقول فيها . رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مال — ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالوا . رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب — ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا . رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة — ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة . وبعض من تلك الثروة المالية صاحبها مات وسرها لم يبح به لأحد فحرم منها وحرم الورثة أيضا . رحم الله الجميع وتجاوز عنهم وعنا إنه سميع مجيب .
المصادر:-
1-كتاب دليل السائلين من جمع أ/ أنس إسماعيل أبوداود.
2- روايات شفهية لعدد من الزملاء الكرام .
3- الموسوعة الكويتية تأليف أ/ حمد محمد السعيدان . 4- أ / صلاح بن هندي . شكر خاص لكل من :-
1-أ/ خالد عبدالله الحليبي .
2- أ/ وليد سليم السليم .
شكرا جزيلا أبا أسعد عدت بالذاكرة والخيال إلى تلك الديار وتلك الأجيال
جزاك الله خير وبارك الله فيك وفي جهودك الطيبة والمباركة في سبيل الحفاظ على الموروث الشعبي لمنطقة الأحساء وهذا ليس بمستغرب عليك يا أستاذ صالح فأنت أهل له وكفؤ يا بو أسعد .