عمر الحسن يكتُب: وترجل سعد…

عمر بن أحمد الحسن

اعتدنا مع كل ليلة أحد بداية وانطلاقة أسبوع جديد، إلا أن ليلة الأحد هذه لم تكن بداية أسبوع بل كانت على غير عادتها نهاية أسبوع ، نعم كانت تلك مشاعرنا تجاهها، ونحن نقرأ تغريدة المهندس سعد بن عبدالعزيز العفالق وهو يغادر كرسي رئاسة نادي الفتح الرياضي بعد خدمة في أروقة النادي وزواياه لــ 16 عامًا، قصص تروى وحكايات تنسج.

لن أتحدث هنا عن سعد العفالق الإنسان، بل سأتحدث عن سعد العفالق رئيسا لنادي الفتح الرياضي الذي استطاع أن يضع اسمه في رئاسة مجالس الأندية الرياضية ودوري المحترفين في سلم نجاحات متعددة.

يغادر ونادي الفتح يعيش إداريًا فترة لن ينساها كل من ينتمي للنادي وظيفيًا، كيف لا وهو يشاهد قائدًا يعمل في كل الزوايا، ويهتم بتفاصيل الأمور، تجده في كل الأوقات حاضرًا ومشاركًا ومرحبًا ومبتسمًا، يجتمع مع هذا ومع ذاك، لديه معرفة بكثير من ملفات النادي .. كما لديه القدرة الفائقة على أن يجعلك تعطي بلا توقف.

يصنع يومك عندما تشاهد اسمه على شاشة هاتفك، نتوافق كثيرًا، وإن اختلفت الآراء فلا يبقى أثرٌ لها بداخل نفسه، حريص جدًا على الظهور المميز، كما أنه حريص على صحة قراراته، ولا يتردد في استشارة من حوله، بل لا يجد منقصة في أن يطلب ممن حوله التصحيح والتصويب.

إنَّ تولي رئاسة مجالس الأندية ليست بالأمر الهين ، وليست بالحكاية التي تعرف نهايتها منذ بدايتها، إنها مهمة ومسؤولية وراءها عيون راصدة وألسن ناقدة ، لذا فالعمل فيها يتطلب أن تعمل وتعمل بلا توقف، نعم هناك من يرسم نجاحه بتفوق الفريق الأول ونتائجه والبطولات التي يحققها، بينما هو كان دائمًا ينظر إلى تفوقه الإداري في تقدم النادي في جميع المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية، بل كلنا نشهد له بذلك التفوق الإنشائي العمراني داخل النادي ، حين استطاع أن يستثمر ذلك الدعم بالتوسع في المسطحات الخضراء داخل النادي والتوسع في مرافقه الرياضية والإدارية.
قائدٌ يجيد منح مساحة رأي و عمل لمن حوله للإبداع والتميز ، صاحب نظرة مستقبلية ، قائدٌ يزداد ثقة يومًا بعد يوم وهو يرى ما يعد به يتحقق من منشآت ونهضة في النادي.

كانت ثقتنا به كبيرة حتى في أصعب المواقف وأشد القرارات ، أتذكر مكالمة العاشرة والنصف ليلة إقالة مدرب الفريق الأول لكرة القدم : يانيك فيريرا .
والتي استفتحتُها بعبارة
( ياهو قوي قلبك ) ! نتيجة لقوة القرار وصعوبته في هذا الوقت .. غير أنني ازددت ثقة بصحة القرار فيما استمعت إليه
من إجابته ..

سعد العفالق .. يحسن الأخوة ويثمنها، ويعمل مع الآخرين من منظورها فما عرفه أحد إلا وشعر بتلك الأخوة..
سعد العفالق .. قيمة إنسانية كبيرة، وجدتها في حماسه وتشجيعه لنا في برامج وأعمال المسؤولية الاجتماعية.

سعد العفالق .. قيمة من الصدق والوفاء والإخلاص والشفافية والعطاء.

أبا راكان، تسلم اليوم راية القيادة لمكان لا تزال تتنفس هواءه وستظل كذلك، وسعادتنا وفخرنا أنك اليوم تسلمه وهو في مصاف ومقدمة الأندية الرياضية في بلادنا الغالية في شتى المجالات الإدارية والرياضية والاجتماعية والإعلامية.
سعد العفالق .. سعداء جميعًا أننا كنا من أعضاء فريقك.