الصفار هو من يقوم بصنع وصيانة الأواني المعدنية والأدوات النحاسية . والكلمة مشتقة من الصفر وهو النحاس الجيد، وكانت دكاكين الصفافير في قيصريتهم الخاصة مع الحدادين خارج القيصرية الرئيسة والتي تقع جنوب غرب جامع الإمام فيصل بن تركي طيب الله ثراه بالسوق بحكم أنهم يستخدمون النار في أعمالهم والغريب في الأمر أن دكان الحلاق جعفر المحيسن كان معهم بالقيصرية ومن أبرز الأعمال التي يقوم بها الصفار الآتي :-
صناعة القدور خاصة قدور الولائم وقدور الهريس السميكة / والصحون والصواني / والأباريق / والدلال ومنها الدلة الحساوية الباهظة الثمن والتي تتميز بدقة تصميمها وشكلها الجميل و تضم دلال اللقمة وهي التي تطبخ فيها القهوة ودلال الخمرة وهي التي توضع بها بقايا القهوة لاستخدامها كخميرة للطبخة التالية ودلال المصب وهي الدلة التي توضع فيها القهوة الصافية المضاف لها بعض المنكهات ( الهيل / الزعفران / القرنفل المعروف بالمسمار أو العويدي ) لتقديمها للضيوف والوجهاء /والمناقل مثل السريدان / والسطول / والطشوت / والملاليس / والمغاريف وغيرها من الأدوات المنزلية، وتلميع وتبييض ورب الأواني والأدوات ورقع الثقوب الموجودة بالأواني وتلحيم المسكات ( العراوي – المقابض ) وتعديل التصدعات والثنيات والاعوجاج بها وتنظيف وطلاء الأواني بطبقة رقيقة من الرصاص الأبيض لمنع التسمم وإيقاف التفاعل المعدني أثناء الطبخ وعمل الاختبارات للتأكد من خلوها من العيوب والتسربات وكذلك حفر النقوش والزخارف الجميلة عليها.
هذا ومن أبرز وأشهر الصفافير بمدينة المبرز المحروسة الآباء الكرام التالية أسماؤهم :-
حسن وعلي وعباس ومحمد الحرز / وعيسى وصالح الصليبي / وأحمد وحسين وسلمان وبومهدي البحراني /وحسين العراقي / وعلي الحاجي / وخليل وسعود وعبدالله وعبدالعزيز ومحمد وجمعان الجري / ومحمد وأحمد الخليل /وعباس وعلي المبروك.
والصفار يعتمد في عمله على النار ويكابدها مع معاناته من تلوث الهواء والضوضاء والضجيج بالمحل وفي القيصرية بالعموم كذلك يعمل جل وقته بجلسة القرفصاء المتعبة جدًا ، لكنه يعمل بجد واجتهاد ومثابرة من أجل مصدر رزقه ومن الأدوات والأشياء التي يحتاجها ويستخدمها الصفار في عمله الاتي :-
المطرقة / المنفاخ / النار / المنقاش / المقص / المبرد / الفرجار / السندان / الفحم / الحطب / النشادر / الرصاص /الصخور الصغيرة لتنظيف الأواني بالقدم هي مع الليف والشنان بمثابة صنفرة طبيعية / الجلد / القطن / المقطاع /الشناذر / النحاس / الصفيح ( الشينكو ) .
ورغم أن دخل الصفار بسيط لكنه يعوض ويعزز دخله ببيع السكراب الذي يجمعه من القطع المعدنية الصغيرة الناجمة من عمليات القص ويضيفها مع مايشتريه من الناس من الأواني المستعملة التالفة والأسلاك النحاسية أو ممن يجمعها له.
وفي الماضي كان يجوب سكك الحارات رجال ينادون من عنده زري عتيج ( عتيق / قديم ) أو ماو وهي الأشياء المطلية بماء الذهب أو صفر أومعدن فيشترونها من الأهالي بثمن بخس والصفار يشتري منهم مايخصه ويبيعها على التجار الكبار من أجل إعادة صهرها والاستفادة منها مرة أخرى، كذلك يبيع الرماد الناعم الناجم والمتكون من حرق الفحم وبردات المعادن والمواد الكيماوية التي يستخدمها لمن يطلبها من الأطباء الشعبيين والنساء لكي يستخدموا هذا الرماد الناعم كدواء لعلاج الجروح والدمامل والتقرحات الجلدية رغم أن لدية زبائن لكن بمواسم مختلفة مثل بعض الأهالي قبيل حلول شهر رمضان المبارك وأصحاب حملات الحج قبل و بعد عودتهم من الديار المقدسة وكذلك البدو قبيل دخول فصل الشتاء والطباخين قبيل حلول فصل الصيف موسم الزواجات سابقا وذلك لإصلاح قدورهم وصوانيهم من الثنيات والاعوجاجات والتصدعات والتسربات التي بها ورب وتبيض دلال الرسلان المتنوعة لتجهيزها للاستخدام، هذا بخلاف مايأتيه في الأيام الأخرى من السنة.
رحم الله من مات منهم وأطال في عمر من بقي وجزى الله الجميع خير الجزاء على ماقدموه للمجتمع من خدمات جليلة وجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
المصادر : 1- كتاب ألعاب وحرف الأحساء تأليف الباحث المهندس صالح عبدالوهاب الموسى
2- بعض الروايات الشفهية. 3- كتاب الحرف والمهنً والأنشطة تأليف أ/ محمد عبدالهادي جمال 4- أحمد بن عبدالله النامي .
شكر خاص لكل من الأساتذة : 1- خالد بن عبدالله الحليبي 2- وليد بن سليم السليم
ما شاء الله تبارك الله في كل حلقه تتحفنا وتمتعنا بحرفه ومهنه تراثية قديمة تكاد تندثر وتنسى في هذه الأيام وفي هذا الجيل اللذي طغت فيه التكنولوجيا الحديثة على كل شيء فبارك الله فيك وجزاك الله خير على هذه الجهود التي تبذلها وتقدمها للحفاظ على هذه الصناعات التراثية والقديمة شكرا لك يا أستاذ صالح وتمنياتنا لك بالتوفيق والنجاح . عبدالله القريني بو عبدالمحسن
التعليق