هُوَ مَرْسَمُ الإِبْدَاعِ حَيْثُ يَكُونُ |
||
يا للبَشَائِر أَبْرَقَتـْها العِينُ | وأتى بأخبارِ البلادِ أمينُ | |
والفَأْلَ تحملُهُ وبُشرى خَلفَها | يا حسنَ ما زفَّتْ لنا ميسونُ | |
خيرُ الجوائزِ نَالَهَا، ولعلَّهـا | ستكونُ أَصْغَرَ ما تراهُ يكونُ | |
سيكون أكبر، والتطلُّعُ للعُلا | دأَبُ المُجِدِّ، وللعَلَاء شؤونُ | |
هذا ودرب الطامحين معارجٌ | والمَجْدُ بالسَّعي الدَّؤوبِ يَبينُ | |
فالعلمُ والإبداع سيرةُ عُمْرِهِ | تَزْدَانُ من أَلَقِ اليَرَاعِ سُنُونُ | |
بل ربعُ قرنٍ واليَرَاعَةُ تاجُها | هو مرسمُ الإبْدَاع حيث يكونُ | |
يا فرحةَ الواحاتِ، بهجةَ خارفٍ | ثمرُ المَعَالي، والقِطَافُ ثَمِينُ | |
فالحمد لِلَّهِ العظيم بِمَنِّهِ | والشُّكرُ فيه العِزُّ والتَّمكينُ | |
يا للعطاءِ من الجليلِ كرامةً | تقوى الإلـهِ الزَّادُ والتَّزيينُ | |
يا للبهاءِ إذا النُّفوس بصفوها | والقلب بستانُ الهدى مسكونُ | |
فإذا التَّألُّق والتَّفوُّقُ والسَّنا | والرُّوحُ بالإيمانِ كيف تكونُ؟! | |
يا للنَّقــاءِ ووجهُهُ إشراقةٌ | تحكيهِ صفحةُ جبهةٍ وعُيُونُ | |
والبشر فيها والمحيَّا روضةٌ | يا للكَرَامَةِ ترجمتْهـا النُّونُ | |
ومكارم الأخلاق تلك أصالةٌ | والطَّبـعُ والسَّمتُ الأناةُ .. رزينُ | |
تاج التَّواضعُ كم يجمِّل أهلَهُ؟! | وهُوَ التَّواضُعُ طبْعُهُ .. المعجونُ | |
يا للسَّعَادةِ لِلْبِلادِ بِمِثلِهِ | نِعْمَ السَّـفيرُ لها ونِعْمَ مَكِينُ | |
فلتهنئي أرض الجزيرةِ واسعدي | أرض المكارم، للعلاء سفينُ | |
ولتهنئي يا هجرُ مثلُكِ يحتفي | بالواحة الغرَّاء نِعْمَ بنونُ | |
ولترقصي فَرَحاً فحقُّكِ بهجةٌ | لكأنَّما هَطَلتْ عليك مُزُونُ | |
وكأنَّما سَعْفُ النَّخيلِ مَدَامعٌ | فَرَحَاً وبُشرى والنَّخيلُ حَنُونُ | |
والبـــدرُ في كَبدِ السَّماءِ تألُّقٌ | والوصلُ والحبُّ الأصيلُ هَتُونُ | |
فسرى يُشاركُ واللُّجينُ خرائدٌ | وكأنَّما وجدٌ له وحنينُ | |
وكأنما عُرسُ اليراعة والحِجى | في أرضِ هَجْرٍ زارَهُ المأذونُ | |
والأنس ما تحكي البُدورُ بغزلها | والحبُّ فسَّرَ ماحكته عُيُونُ | |
والعرسُ عرسُ السَّالكينَ مدارجاً | لابُدَّ يرقى والسَّبيلُ مُتُـونُ | |
زاد المعـالي بالتأسِّي رِفْعَةً | والله مولانـا ونِعْمَ مُعيـنُ | |
لترى محيـَّاهُ يفيضُ بشاشةً | بين النَّخيل وللنَّخيلِ فُتُونُ | |
يا للقصيدِ إذا الحروفُ بلابلٌ | تُهدي المشاعرَ والنَّشيدُ فُنُونُ | |
والشِّعرُ قيثاراتُهُ مَوَّارةٌ | وبه الكنارُ وذاكُمُ الحسُّونُ | |
هذي هدية من يُحبُّ لِحِبِّه | في الله روَّاها الهُدَى والدِّينُ | |
فَلِهَجْرَ مِنِّي مايمورُ بِمُهجَتي | والنَّخلُ توأمُ حسِّهِ الزَّيتونُ | |
وظلالُ عرشِ الله أيَّةُ رفعةٍ | ذا مرسمُ الإحساسِ حيث يكونُ | |
د. محمد إياد العكاري
29/4/2023م 9/10/1444هـ |