مُحيَّاه الوضاءةُ أيُّ بِشرٍ!؟

التعليقات: 4
مُحيَّاه الوضاءةُ أيُّ بِشرٍ!؟
https://wahhnews.com/?p=16125
مُحيَّاه الوضاءةُ أيُّ بِشرٍ!؟
محمد إياد العكاري

في حياة المرء قاماتٌ وأعلامٌ تركت أثرها في نفسي ،ووضعت بصمتها في حِسِّي، وكتبت سيرتها بطيب أخلاقها على طِرسي بلى

هم أولئك الذي يتعاملون برقيٍ وأخلاق، ويتعايشون بالمودَّةِ والأصالة ، ويعيشون لغايةٍ وأهدافٍ سامية.
والقصَّةُ قديمةٌ جديدة وماأثارني لكتابتها هو ماكان في ليلة عرسٍ حضرناها والتقينا معاً فيها لنبارك لآل الموسى والكثير بزفاف نجليهما كان ذلك في صالة السلام الخميس 3/8/1444 المهم كان اللقاء في هذا العرسِ الحفيِّ وهذا الفرحِ البهيِّ متألقاً ،وكان اللقاء مع هذه القامة الأحسائية المحببة إليَّ ولجميع من عرفه بهجةً وسروراً.
هذه العَلَمُ الأحسائيُّ، والهامةُ المُشرقة بسيرتها، والمعروفة بإنجازاتها في هذا البلد الكريم وفي الأحساء بالخاصة، هذه الهامةُ ماميَّزهايُحكى عنه الكثير لكني أقول عنها أنَّ العزيمةَ مركبُها، والمكارمَ قصتُها، والنجاح َحكايتُها، والطموحَ سبيلُها ، والعلاءَ غايتُها.رجلٌ مُحيَّاهُ البِشرُ والطَّلاقة كسمت أهل هذه البلدة الطيبة هَجَر، وجهُهُ مشرقٌ بالحياةِ والتَّفاؤل ،أحاسيسهُ حاضرة، مشاعرهُ عامرة تحكيها أساريرُ وجهه الَّذي يُشرقُ بابتسامته كما أشرقت ليلة العُرس حيث ارتسم الجمالُ على مُحيَّاه والابتسامة تتهادى بأبهى تعابيرها على وجهه ،ومن العُرسِ أبدأ إذ لاأنسى مقولته لي “صحتين” ذات مساء ولن أطيل في هذا الموضوع عساني أعود إليه مرةً أخرى، ولكنه ليلةَ العُرس كان مُختلفاً فمن هذا اللقاء الحفيِّ والذي كانت إشراقة وجهه فيه متألقة ، ينطقُ مُحيَّاهُ بِشراً وفرحاً وسروراً عندما رآني مع أخي الحبيب د.حسن حتاحت حفظه الله وكان اللقاء في أوجه وداً ودماثةً،مشاعراً وأريحية وكأنَّ سحابةَ فرحةْ وسرور أظلَّتنا و هطلت معطاءةً علينا
فماكان منه وكلّنا مغتبطٌ بلقاء ودِّه إلا أن أمسك بربطة عُنٌقي التي أضعها معجباً بها وبلونها وبشكلها وأومأ للدكتور حسن !!وكأنَّهُ يقول لي كشخة (وهذا تعبير أحسائي يعني الأناقة )مضمِّناً إيَّاها كلمة”صحتين” ليذكرني بالقصة القديمة مرة أخرى فابتسمت فرحاً من أعماقي بدُعابته وموقفه الماتع وأريحيته وهكذا عادته الدُّعابة والطُّرفةثمَّ أمسك بيدي بكل مودَّةٍ ولطف بمشاعر غاية في الرقيِّ والجمال أجل والله ماأجمل لقاءه ، وماأكرم أخلاقه ،وماأجمل دُعابته ولُطفه لأرجع بذاكرتي لأكثر من ثلاثة عقود وفي نهاية 1412ه بعد أن حصلت على ترخيص من وزير الصحة لافتتاح عيادة أسنان خاصة في الأحساءبدأت بالبحث عن مكان للعيادة فذهبت إليه لأستشيره وجيهاً وصديقاً صدوقاً ومستشاراً أميناً حيث زرته في مكتبه بشارع الظهران حفظه الله وأطال عمره بالصحة والقوة والإيمان وأحطته علماً بالموقف ففكر قليلاً ثم قال لي هناك عمارة ركنية في شارع الظهران مناسبة وقريبة منا وما كان منه إلا أن اتصل بصاحب العمارة الأستاذ سليمان الدرويش رحمه الله وكلمه وأوصى بي وكانت عيادتي تلك التي استأجرتها ومكثت فيها قرابة ربع قرنٍ وكان له الفضل فيها وكانت نعمَّا هي موقعاً ومكاناً ونعمَّا هي رزقاً ونجاحاً.
ليس هذا فحسب فقصصي معه عديدة لاتنتهي وظلاله فيها اللطف والجمال ولكن القصة الأهم هي التي جرت حديثاً وبالتَّحديد قبل أربعة أسابيع من الآن بتاريخ 9/7/1444ه ودلَّني فيها على معينٍ لاينضب من الجمال ولن ينضب بإذن الله حيث التقيته في مزرعة أبناء الشيخ حسن العفالق رحمه الله قرب عين الحارة ولي بهذه المزرعة ذكرياتٌ وذكريات ماأجملها وأبهاها وأسنى ذكراها ورحم الله صاحبها المهم أنَّه لما رأى الصُّور التي صورتها للنَّخيل من فوق جسر عين نجم بعد ليلةٍ مطيرة اغتسل فيها النَّخل بماء الطُّهر ماء السَّماء وبدا بحُلَّةٍ قشيبة لمياء من جمال وكحل خضرتهاوالشَّمس تكشف وتكسف وجهها عليه من خلال الغيوم وكأنَّها عروسٌ في خدرها لترسل عقودها من أشعة الشمس الذهبية متدليةً على واحة الأحساء لتسَّاقط على سعف النخل متلألئةً زاهية في مشهدٍ بديع أخَّاذ وبعد رؤيته للصور ومقطع الفيديو الذي سجلته وأبدى فيه إعجابه وبالصُّور الملتقطة من جوالي وأردف قائلاً :أنصحك بزيارة جبل الشَّبعان (الشريدية) فستجد ضالَّتك وتُسرُّ بماتراه!!
ولم أكن أعلم أنَّ هذا الجبل كان من ضمن البرنامج الذي يوضع لزائرالأحساء من العلماء والزُّوار والأجانب وهو مارأيته حقاً بأمِّ عينيَّ حيث ذهبت إليه وصعدت إلى قمَّته ويالجمال وبهاء الإطلالة من فوق ذؤابته إذ تُريك عيون الجمال، وبديع المناظر ،وروائع اللوحات الطبيعية عن واحة هَجَر لتنطق بمشاعرك وأحاسيسك سبحان المبدع المصوِّر وجلَّ جلال الله.
أجل فعلت واستمعت لنصيحته وذهبت إلى الجبل السَّاحروخلال أقل من شهر ذهبت إليه إحدى عشرة مرة في أوقاتٍ مختلف أغلبها عند الشروق وكذلك قبله وأتيت قبل الغروب وكانت لي بحق هذه الزِّيارات ثراءً وإثراءً وبهاءً وجمالا إذ فُتحَ عليَّ فيها مناجم جمالٍ أصيل، وكنوز فكر ،وآفاق تفكُّر ،وإشراقات خُسن ،وروعة وِصال سكبت فيها عُصارة فكري ، ونبض أحاسيسي ودفء أحاسيسي هناك على ذؤابة الجبل لتبادلني مشاعرها الراقية وتريني سحر جمالها ، وروعة وجمال عيونها، وسحر وسرَّ واحتها تلك الغيداء اللمياء، الواحة الخضراء فاستمتعت بجمالٍ قلَّ نظيره، في أوقاتٍ فاتنةٍ رائعة عند الإشراق والضُّحى والأصيل أخذت لفاتنتي فيها مايزيد عن مئتي صورة لأجلِّي سحرها وجمالها وفتنتها ،وكتبت مايزيد عن عشر مقالات وعدة قصائد شعرية سترى النور كلها في كتاب لي عن هجر وهو الثاني لي عنها لأختتم بقولي لمن يرجع إليه الفضل فيه وجزاه الله عني كل خيرٍ وبر وهو الشيخ عبد العزيز سليمان العفالق (أبو سليمان ) حفظه الله ورعاه والذي والله مارأيت منه إلا كل طيبٍ وجمال وكان لي ناصحاً أميناً فتح عليَّ كنوزاً من الخير والمعرفة أغترف منها ،وفضاءات من الأدب والفكر أسبح في ملكوتها، وعيوناً من الأَلَقِ والجمال أتأمل فيه مسبِّحاً المبدع المصوِّر سبحانه وتعالى لأقول :بارك الله فيه وفي ذُرِّيته،وأسعده الله برضاه في الدَّارين فهناك السعادة الحقيقية والأبدية لأسكب له ولأهل الأحساء الأكارم الأفاضل متحدّثاً عما لمسته منهم من أخلاقٍ وخِلال ومارأيته فيهم من جمالٍ وأصالةٍ وطيب خِصال طيلة أكثر من عقودٍ أربع عشت فيها معهم وبينهم وفيهم أخاً وصديقاً، وجاراً ورفيقاً، وصاحباً وأديباً، وشاعراً وطبيباً لأكون مخلصاً وفيَّاً لعروستنا الأحساء الفاتنة الحسناء على الدَّوام عاشقاً وحبيبا، وصهراً ونسيبا لأقول لصاحب مقالتي الشيخ عبد العزيز العفالق حفظه الله ولأهلها الأكارم النُّجباء أدام الله عليهم النعمة والدين ومكارم الأخلاق في قصيدةٍ لي :

كِرَامُ الأَصْلِ مَسْعاها الكَمَالُ =
ومرآها السَّماحَةُ والجَمَالُ

مُحَيَّاها الوضَاءَةُ أِيُُّ بِشْرٍ =
كَأَنَّ البَدْرَ صورَتُها أَخَالُ!!

وَذي الأخلاقُ تَحْلِيَةٌ لِقَوْمٍ =
لَهُمْ فيها تراتيلٌ وحالُ

تُتَرْجِمُها المُروءةُ مَكْرُماتٍ =
وتَحْكيها المَحَامِدُ والخِصَالُ

لِتَعْكِسَ مابِِأَفْئِدَةٍ تلالا =
كِنُورِ الشَّمْسِ تَجْلُوهُ الفِعالُ

وياللقَلْبِ سَكْبٌ من جِنانٍ=
وجَنَّاتٌ بِها يحلو المَقالُ

وأنْداءٌٌ به الأعماق نُعْمى =
وأروِقَـــةٌ بِسَـلْسَـلِها زُلالُ

وآفاقٌ تَهيجُ كَقَطْرِ غَيْثٍ =
وفيها الحُبُّ يَهْمي والظِّلالُ

ولِلْخُلُقِ القَويمِ شُمُوسُ حُسْنٍ =
تُجَلِّيهِا الأصَالَـةُ والخِـلال

*** هي الأحْساءُ فاتنةُ الليالي =
وأجْمَلُ واحَةٍ وهيَ المِثال

فيالُقيا تُجَمِّلُها الظَّلالُ =
ويُشْرِقُ في معالمها الجمالُ

وتبتسمُ النُّجومُ إذا رَأتْها=
وتَبْتَهِجُ الكواكِبُ والهِلالُ

وتكتحِلُ البُدُورُ بليْلِ هَجْرٍ =
فماأبْهاهُ فيه الاعتِدالُ

وذي الواحاتُ ياماأسْعَدَتْنا=
رياضُ الأُنْسِ والذَّهَبٌُ المُسَالُ

وماأَندى اللِّقاءَ بصَفْوِ ودٍّ=
فلاهَجْرٌ بِهَجْرٍ بلْ وِصالُ