الأحسائيون متقدمون في العمارة.. وبحاجة إلى كود توثيق

التعليقات: 0
الأحسائيون متقدمون في العمارة.. وبحاجة إلى كود توثيق
https://wahhnews.com/?p=18980
الأحسائيون متقدمون في العمارة.. وبحاجة إلى كود توثيق
جاسم العبود

أوضح الناشط في مجال تصاميم وتنفيذ التراث الإحسائي “حسين الجمعان” لـ “الواحة نيوز” بأن لدى الأحسائيين نموذجاً عمرانياً له خصوصيته “طراز العمارة الأحسائية الإسلامية”، مؤكداً بأن للأحسائيين وجدانيات خاصة وتأثيرهم على نقوشهم الزخرفية وتصاميمهم العمرانية خاصة الجصية منها، ولما للنخلة من شأن كبير كمرجعية مؤثرة في وجدانهم وظفوها في تصاميمهم، والأعمال المعمارية القائمة وتلك الفنية التي تم المحافظة عليها خير شاهد على ذلك.

وأضاف “الجمعان” الذي كان يتحدث في لقاء “وجدانيات العمارة الأحسائية الإسلامية”، من تنظيم الجمعية السعودية لعلوم العمران فرع الأحساء، في مؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية بمدينة المبرز: بأن هناك عامل مشترك في مختلف تراث العمران كمواد البناء “في مجملها تعتمد على المواد المحلية”، ولكن تبقى اللمسة الأحسائية مختلفة ومتنوعة، ويبقى لدى الأحسائيين مدرستهم الخاصة ونموذجهم الخاص في التنفيذ، وقد اختاروا تراثهم وطرازهم المعماري الذي يمتد جذوره إلى حضارة دلمون وحضارة العبيد، لأنها تجربة مميزة من ناحية التفاصيل وثراء التكوينات، ويستطيع المعماريين ونشطاء التراث العمراني تمييز النمط أو الطراز الأحسائي في العمارة من خلال مفردات التكوين أو متممات العمارة من غيره، كـ “الروزنة” الأحسائية والأقواس التي انتشرت في مدن الجوار خارج الأحساء وحوض الخليج حاملة في نقوشها سمات الفنون والبيئة الأحسائية.

وأكد بأن الأحسائيين متقدمين بإبداعهم في العمارة، فمنذ بدايات المشاريع الجديدة في الأربعينات “بما يعرف بالعهد الوسيط”، استخدم الأحسائيون نمطهم الخاص مستلهمين طراز العمارة الأحسائية الإسلامية في بناء المنشآت والمباني الحكومية كمطار الهفوف والمدرسة الأميرية، وتعتبر فترة الأربعينات فترة التحول من نمط البناء القديم بالطين إلى استخدام الأسمنت، وتوظيف العنصر المعماري الأحسائي في المباني.

ويعزوا الحلقة المفقودة بين العمل القديم والمشاريع الجديدة سواء مشروع منزل أو مشروع حكومي لعدة أسباب، يأتي في مقدمتها العامل المحلي الغير موجود، بعد أن اختزل الكثير من مهارات العمارة الأحسائية ولم ينقلها إلى أبنائه الذين ذهبوا إلى وظائف في مجالات أخرى مختلفة، وبذلك فقدنا المصممين والبنائين من جانب، ومن جانب آخر دخول أنظمة البناء المستجد وتخطيط المدن.

وأشار إلى الحاجة في التراث العمراني أكثر لتوثيق الأشكال والمقاسات والأبعاد وطرق تصاميم البناء على طراز العمارة الأحسائية الإسلامية في الكتب، للاستفادة من تلك التجارب القديمة في إنشاء مباني جديدة، مع المحافظة على الخاصية الأحسائية.

ويناشد المختصين بالحفاظ على المسميات كالروزنه والنقوش الأحسائية المختلفة وتوثيقها، بما في ذلك اختلاف المسميات، فبعض مسميات أجزاء العمارة الأحسائية الإسلامية مختلف سواء التي في حي الكوت عنها في حي النعاثل بمدينة الهفوف، فضلاً عن مدن الأحساء الأخرى، مشيداً بالجهود التوثيقية للباحثين في التراث العمراني وإصدار الكتب التي وثقت النقوش الأحسائية، ولكنه يراها غير كافية.

ولفت “الجمعان” إلى وجود نمط معماري أحسائي قديم يمثل العمارة الأحسائية الإسلامية، كما يوجد نمط جديد مبني على النمط القديم وبالتالي نحن بحاجة إلى الدمج بين الأثنين، وإخراج كود معماري أحسائي، وذلك يأتي بتظافر جهود الجهات ذات العلاقة والمهتمين ومن يمتلكون الرسومات والمسميات والصور لإبرازها لمن يقود دفة العمل في توثيق طرز العمارة الأحسائية الإسلامية، وإنشاء كود “التراث المعماري الأحسائي” لحفظ خصوصية الأحساء بكل ما تزخر به من كنوز معمارية، ليبقى طراز العمارة الأحسائية الإسلامية مؤكدًا لما أعلنت عنه اليونسكو، بأن الأحساء موقع تراث عالمي عام ٢٠١٨م.

ويبقى التساؤل كيف يمكن تدويل طراز العمارة الأحسائية الإسلامية ؟

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>