عندما كنا صغارا في أواخر / الثمانينيات الهجرية /الستينيات الميلادية كنت أسمع نساء حارتنا ( حارة الحويتمية بالقرب من مسجد الهرفيل بحي السياسب ) يتحدثن عن صائغ ماهر في مشغولاته الفضية والذهبية يتصف بالحلم والصدق والأمانة في المعاملات ويثق بالزبائن وهم يثقون به وهو محبوب لدى الجميع هذا الصائغ هو العم / عايش الناصر العبدالوهاب ، والاسم المتداول بينهن هو (عويش) اقتنى قطعا غاية في الجمال والروعة ( عويش ) أرخص بائع في سوق الذهب بالمبرز ( عويش ) يبيع بالتقسيط وبالصبر ( بالدين ) حتى كون للصاغة سمعة و مكانة مرموقة بالمجتمع ومد جسور المحبة والطيبة والثقة بينهم وبين الزبائن ، وكما هو معلوم أن الصائغ هو ذلك الشخص الذي يقوم بتحويل خامات الفضة ( الشاخ ) والذهب والأحجار الكريمة والمعادن الأخرى المرتبطة بها يحولها بكل مهارة وفن وإتقان إلى أنواع مختلفة من الحلي المستخدمة في الزينة صحيح من قال الذهب زينه وخزينة .وكان الصائغ بالماضي يتميز بأنه يقوم بجميع مراحل عمله من تذويب الذهب إلى سحبه إلى تشكيله وصناعة الحلي منه .
وتتميز المشغولات الفضية والذهبية قديما بالمبرز بطابعها الخاص مع جودتها العالية . وفيما يلي عددا من بعض تلك الحلي التي تتزين بها المرأة :-
1- الرأس ( الهامة – السروح – المقضاب – المشبك – القصة – القذلة – الظفاير .
2- الأنف – الخزامة – النجم – ( الزمام ) .
3- الأذان ( الأقراط – التراشي وهي الحلق ) .
4- الرقبة ( القرضة – المزنط ) .
5- الصدر ( السبحة – المرية – السلاسل – كرسي جابر – البقمة – النقلز – المرتعشة ) .
6- الأصابع ( الخواتم – الفتخة – الحيزة – الدبل – أصابع الكف – البراقع – المرامي ) .
7- الذراع ( المعاضد وتسمى المضاعد – الأساور – صف الأرباع – البناجر ) .
8- الزند ( الزند ) .
9- الكف ( الكف ذو الأصابع ) .
10- الخصر ( المحزم – القايش). 11- القدم ( الحجل – الخلخال ) .
هذا وبعض من تلك القطع تطعم بالفصوص مما يزيدها رونقا وجمالا وقيمة ، مثل الفصوص المأخوذة من اللؤلؤ والياقوت الأحمر والياقوت الازرق ( الزفير ) والياقوت الاصفر والكهرمان والتوباز والمرو ( الكوارتز ) والعقيق والزمرد والفيروز ، وكذلك الألماس وهو الأغلى والأجمل وبعض المعادن يطعمها بماء الذهب وهو مايعرف ب ( الماو ) .
ولقد توارثت هذه المهنة الدقيقة بعض العائلات أبا عن جد .
هذا ومن أشهر الصاغة قديمًا في المبرز المحروسة الآباء الكرام التالية أسماؤهم :
عايش الناصر العبدالوهاب / محمد عايش العبدالوهاب يجيد فن الزخارف الرائعة ونقشها على المعاضد / أحمد محمد السمين أول من استخدم آلة سحب الذهب الكهربائية / علي حسن السمين / عبدالله محمد السمين / ياسين أحمد السمين مشهور في عمل المرتعشات / حسين محمد السمين / أحمد محمد السمين /عبدالله أحمد الدجاني / عبداللطيف الدجاني / أحمد الدجاني أبو مسلم /عبدالله الدجاني / علي الدجاني / محمد حسن الدجاني / عبدالمحسن الدجاني /محمد أحمد الصاغة / حمد محمد البن عيسى / علي محمد البن عيسى / محمد أحمد البن عيسى أيضا مشهور في صياغة المرتعشات / عبدرب علي أحمد البن عيسى ( مشهور بالمرتعشات ) / أحمد البن عيسى / محمد علي المهناء / صالح المهناء / محمد صالح المهناء ( تبوأ منصب شيخ الصاغة بالمبرز ) علي أحمد المهناء / فلاح علي المهناء ( أيضا تبوأ منصب شيخ الصاغة بالمبرز ) / موسى محمد الأربش ( خبير في فرز المعادن الأخرى عن الذهب ) / محمد أحمد البحراني ( مبدع في صياغة الحجول والخلاخيل ) .
هذا وبالإضافة إلى تلك الأعمال يقوم الصائغ بشراء المصاغات القديمة وتسمى الخشل يشتريها بأسعار مناسبة ويعمل على إذابتها وصبها في قوالب ثم يعيد صياغتها وإنتاج مشغولاته منها ، أيضا يقوم بتدريب وتعليم أبنائه على أسرار هذه المهنة الحساسة ، و بعض الصاغة لديه ورشة عمل في منزله يعمل بها مع أعوانه لأن المحل لايستوعب إقامتها به ويخصصه للعرض وبعضهم يعمل المشغولات في ورشة منزله وليس لدية محل فيقوم ببيعها على أصحاب المحلات وكذلك يتم تكليف المتدربين بأعمال بسيطة مثل التلميع والتلحيم البسيط والمناولة وتنظيف المحل وجمع الرمل الموجود به والعمل على تصفيته واستخراج مابه من شذرات الذهب المتطايرة من جراء البرد والقص والتلحيم ونحوه وصهرها للاستفادة منها لاحقا .
جزى الله الجميع خير الجزاء على ماقدموه للمجتمع من خدمات جليلة وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .
المصادر :
1- كتاب ألعاب وحرف الأحساء تأليف الباحث المهندس صالح عبدالوهاب الموسى .
2- بعض الروايات الشفهية .
3- عبداللطيف عبدالله البن عيسى ( شيخ الصاغة بالمبرز ).
4- علي المهنا .
شكر خاص لكل من الأساتذة :
1- خالد بن عبدالله الحليبي
2- وليد بن سليم السليم
