أفاد مدير معهد ريادة الأعمال الوطني بالأحساء المهندس ناصر اليمني لـ “الواحة نيوز“، بأن دراسة الجدوى تعتبر عملية تصميم أولية، تهدف إلى التأكد من إمكانية تنفيذ المشروع من عدمه وقياس مدى جدواه، وتعتبر دراسة الجدوى بمثابة خارطة طريق للمشروع، ومن المهم جداً لرواد الأعمال والمقدمين على قطاع الأعمال بشكل عام، عمل دراسة جدوى مبدئية، وجمع المعلومات عن المشروع عبر المنصات الحكومية.
وشدد على أهمية الوقوف على أرض واقع المشروع، كمساحة الأرض المطلوبة وموقعها وقيمتها، وتكلفة البناء، والمعدات المطلوبة، وعمل ميزانية مبدئية بقيمة هذه الاحتياجات، من خلال مكاتب متخصصة أو الاستعانة بنماذج فارغة جاهزة متوفرة مجاناً على المواقع، لمعرفة المبلغ المبدئي لتكلفة المشروع بشكل عام.
وأضاف: على رواد الأعمال معرفة المنصات الحكومية والخدمات التي تقدمها، فدولتنا الرشيدة وضعت منصات حكومية للاستشارة، التدريب، الدعم، بالإضافة إلى معرفة الأنظمة وإجراءات الحصول على التراخيص، على سبيل المثال: منصة بلدي تخدم المستثمر حول مساحة المشروع، ومعلومات الترخيص، والتجهيزات الضرورية، والجهات الحكومية ذات العلاقة بالتراخيص.
وأشار إلى الدور الكبير الذي تقوم به معسكرات ريادة الأعمال، لتعريف الشباب على قدراتهم، وكيفية تكوين فريق عمل خاص بالمشروع، بالإضافة إلى تبادل الخبرات، والاستفادة من المشاريع السابقة، ومقابلة مستشارين في مجالات دراسة الجدوى، الاستشارة القانونية، والاستشارة المالية.
وأشاد بمشاريع تخرج الجامعات السعودية، وقدرة شبابنا وفتياتنا على الإنتاج النوعي في هذه المشاريع، وذلك انطلاقا من موقعه كمحكم في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، ومحكم دولي زار الكثير من المعارض الدولية التي شهدت مشاريع تخرج طلبة سعوديين، وبناء على ذلك يحث رواد الأعمال والمستثمرين على استقلال مشاريع التخرج في الجامعات السعودية، مؤكداً أنها مشاريع رائعة وجاهزة للتسويق، وإن كثير من الأعمال والمشاريع انطلقت من الجامعات.
وتطرق الرئيس التنفيذي لشركة متخصصة في المطاعم والمقاهي عبدالله الشعيبي إلى المحاسبة، قائلاً: من المهم جداً الاهتمام بالجانب المالي والاستثمار فيه، وعلى المستثمر أن لا يبخل باغتناء برنامج أو محاسب جيد، واستقطاع جزء من وقته للاطلاع على المؤشرات المالية، فهي أدوات فعالة للمستثمر، لقياس مدى ربحية المشروع، وبوصلة تهدي المستثمر إلى الطريق الصحيح.
وأردف، أن خدمات ما بعد البيع لا تقل أهمية من خدمات المبيعات بالنسبة للمستثمرين الواعين، رغم أنها لا تجلب إيرادات للمستثمر بشكل مباشر، ولكنها بطريقة ما تعزز من مكانة المستثمر وشركته في السوق وثقة العميل فيه، فخدمة العميل الجيدة تضمن عودة العميل، والعكس صحيح، إذا لم يرضى العميل فلن يعود، لأن التنافس الحاد أتاح خيارات متعددة.
وعن اختيار المشروع، أكد على ضرورة الإلمام بالفكرة، وتنفيذ فكرة مشروع في مجال عمل يفهمه المستثمر أو لديه خبرة تمكنه من الإبداع فيه، كما أن الاهتمام بمنتج أو خدمة معينة مميزة مختلفة عن باقي المشاريع المماثلة، تضمن عودة العميل.
وذكر رجل الأعمال والمهتم بريادة الأعمال المهندس مشاري الجبر بأنه خلال دراسة الجدوى، قبل بدأ المشروع، يجب معرفة ماذا يميز المشروع عن باقي المشاريع، وماذا يجعل العميل يقصده دون غيره، القيمة المضافة على المشروع أو المنتج تجعل العميل يقصد المشروع أو المنتج دون غيره، وتعتبر النقطة الفارقة عن باقي المشاريع.
وأردف، بأن تسعير المنتجات تعتبر دراسة عميقة بحد ذاتها، وواحدة من أكبر مشاكل التي تواجه المستثمرين، وهي انعكاس لكل من القيمة والجودة والجهد الذي تم بذله لإخراج المنتج إلى السوق، وتختلف سياسة التسعيرة من منتج إلى أخر، ومن قطاع إلى أخر، والمبالغة في تحديد سعر المنتج قد يكلف المستثمر خسارة عملاء، وغالباً ما تأتي تسعيرة المنتج بعد حسابات تكاليف المواد الخام، وتكلفة عملية الإنتاج والتصنيع، وتكاليف الشحن والتوزيع، ونسبة الربح المرجوة.
وأوضح، بأن أحد ركائز استدامة أنشطة المشاريع هو النمو، سواء كمنشأة أو كرائد أعمال، النمو هو عصب استدامة نشاط المشروع، وعلى المستثمر إذا شعر بتوقف نمو مشروعه الاستعانة بالمستشارين لمعرفة نقاط الضعف، والعمل عليها لتحقيق النمو الذي بدوره يحقق الاستدامة.
جاء ذلك خلال لقاء مجلس شباب المنطقة الشرقية الثالث من برنامج “رؤى شبابية” تحت عنوان “تمكين الشباب في ريادة الأعمال، برعاية كريمة من محافظ الأحساء الأمير سعود بن طلال بن بدر، يوم أمس الأربعاء، في فندق الأحساء انتركونتيننتال.
