في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تطوير منظومة الطفولة المبكرة والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للأطفال، تبرز منصة درر للطفولة كأحد المشاريع النوعية التي تستهدف تعزيز الاستثمار في الطفل وتنمية قدراته منذ سنواته الأولى، بما يحقق توازنًا بين الاحتياجات التربوية والاجتماعية والمعرفية للأسرة والمجتمع. وقد جاء تطوير هذه المنصة استنادًا إلى الشراكة التي أُبرمت بين جمعية درر لرعاية الطفولة ووقف خبرات الاستدامة على هامش منتدى القطاع غير الربحي الدولي في الرياض، بمشاركة نخبة من القادة وصنّاع القرار والخبراء الدوليين، الأمر الذي مهّد لتأسيس مشروع وطني رائد يُعنى بدعم جودة حياة الطفل وتمكين الجهات العاملة في هذا المجال.
وتُعد المنصة نقلة نوعية باعتبارها منصة رقمية شاملة تخدم سبع فئات رئيسية ذات ارتباط مباشر بالطفل؛ إذ تُوجّه محتواها للأطفال من عمر الميلاد حتى 14 عامًا، وتقدم دعمًا معرفيًا للوالدين، وتعمل على تمكين العاملين في مراكز ضيافة الأطفال ورياض الأطفال ومدارس الطفولة المبكرة. كما تُسهم في دعم قطاع التعليم من خلال مواد تربوية، وبحوث تطبيقية، وحقائب تدريبية متخصصة، واستشارات نوعية تُسهم في رفع كفاءة الأداء داخل مؤسسات الطفولة المبكرة.
وتبرز أهمية المنصة بوصفها أداة مساندة لمبادرات المدن الصديقة للطفل، وفي مقدمتها مبادرة الأحساء مدينة صديقة للطفل، إذ تعمل على تعزيز الوعي المجتمعي بحقوق الطفل، وتوفير محتوى متخصص يساعد الأسر والمؤسسات على تطبيق معايير الحماية والرعاية، وخلق بيئات داعمة لنمو الأطفال واندماجهم في المجتمع. كما تقدم المنصة فضاءً معرفيًا يعزز التكامل بين الجهات، ويدعم مواءمة البرامج والخدمات بما يسهم في تحقيق جودة حياة مستدامة للطفل.
ويمتد أثر هذه المشاريع النوعية إلى ما هو أبعد من التنمية الاجتماعية؛ إذ تتقاطع مع الهوية الثقافية والتراثية للأحساء التي تُعد من أغنى مدن المملكة في إرثها الإنساني، والمتوجة بعضويات واعترافات دولية تعكس مكانتها العالمية. فالأحساء، بعمق تاريخها وثراء إنسانها، تؤكد قدرتها المستمرة على احتضان المبادرات التي ترتقي بالطفولة وتُسهم في بناء مجتمع واعٍ ومتماسك يجمع بين الأصالة والتنمية المستدامة.
