تواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ حضورها الدولي باعتبارها أحد أهم أركان الاستقرار في المنطقة، ودولة محورية قادرة على تحريك الملفات الحساسة بحكمة وفاعلية. وفي عالم يموج بالأزمات، يبرز الدور السعودي بوصفه دورًا متزنًا، قائمًا على المبادرة والمسؤولية، لا على ردود الأفعال أو الدبلوماسية الموسمية.
وقد ظهر هذا الدور بوضوح في التحرك الحكيم الذي قاده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لمعالجة عدد من الملفات الإقليمية المعقدة. ففي الشأن السوري، أسهمت جهود المملكة في تهيئة مسار سياسي واقتصادي جديد بإعادة سوريا إلى محيطها العربي ورفع جزء من العقوبات، في خطوة تستهدف استعادة الدولة السورية لاستقرارها ومكانتها الطبيعية في المنطقة.
وفي الساحة الدولية، وتحديدًا خلال المحادثات في الولايات المتحدة، حرص سمو ولي العهد على وضع الملف السوداني ضمن أولويات النقاش، رغم كثافة الاتفاقيات الاقتصادية والملفات الاستراتيجية المطروحة. هذا الاهتمام يعكس منهجًا سعوديًا راسخًا يقوم على دعم الدول الشقيقة في أكثر لحظاتها احتياجًا، وبذل الجهود لحماية الشعوب من تداعيات النزاعات والصراعات.
ولم تكن اللقطات التي ظهر فيها سموه بابتسامته وتواضعه مجرد مشاهد بروتوكولية، بل رسائل سياسية عميقة تُجسّد قيادة تعمل بصمت، وتتحرك بثقة، وتضع معاناة الإنسان العربي في صدارة أولوياتها. فالسعودية، بقيادتها الحكيمة، تُثبت في كل محطة أن الأفعال تسبق الأقوال، وأن الحلول تُصنع عبر الحوار والعمل، لا عبر التصعيد أو العزلة.
وعلى امتداد السنوات الأخيرة، من فلسطين وسوريا إلى السودان، حافظت المملكة على دورها التاريخي في لمّ الشمل العربي ودعم الاستقرار الإقليمي. وهذا الدور لا ينبع من مصالح آنية أو حسابات ضيقة، بل من مسؤولية عربية وأخلاقية متجذرة، وبُعد استراتيجي يرى أن أمن المنطقة ضرورة لأمن العالم وازدهاره.
لقد قدّمت المملكة نموذجًا فريدًا في إدارة الأزمات، يجمع بين القوة السياسية والإنسانية، وبين الحزم والدبلوماسية الهادئة. وهو نهج رسّخه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورسّخه عمليًا سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أصبح رمزًا عالميًا للتأثير الإيجابي وصناعة الاستقرار.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، وأدام على المملكة عزّها وريادتها ودورها الفعّال في خدمة المنطقة والعالم.