الرواية التاريخية: موازنة بين جزئيات التاريخ وخيال روائي استوعب اللحظة

التعليقات: 0
الرواية التاريخية: موازنة بين جزئيات التاريخ وخيال روائي استوعب اللحظة
https://wahhnews.com/?p=89751
الرواية التاريخية: موازنة بين جزئيات التاريخ وخيال روائي استوعب اللحظة
جاسم العبود

أبان الروائي والكاتب “أحمد السبيت” بأن ⁠الرواية التاريخية هي تلك الرواية المستمدة من التاريخ بكل جزئياته وعناصره، مطعّمة بخيال روائي جامح استطاع الموازنة بين خياله ومادته التاريخية، للخروج بعمل جاذب وماتع وشبه حقيقي أيضاً.

مفاتيح كتابة الرواية التاريخية
وأكد “السبيت” خلال لقاء أدبي نظمه نادي يباب لهواية الأدب بعنوان “المكان والزمان في الرواية التاريخية” في دار نورة الموسى للثقافة والفنون، بأن مفاتيح كتابة الرواية التاريخية هي مصادفة شغف الروائي لقراءة تاريخية واسعة وبثقافة أدبيّة ومعلوماتيّة كبيرة، تمكنه من الإبداع في كل جانب من جوانب الرواية باحترافية.

الزمان الفني والزمان التاريخي
وذكر بأن ⁠الزمن التاريخي يستمد من البحث التاريخي، ولا يستطيع الروائي تغييره لأنه موثق بطريقة معهودة، أما الزمن الفني هو الذي يستطيع الروائي العمل، كوضع تاريخ لحدث لا يوجد له تاريخ وهو التاريخ الموضوعي، وهناك تاريخ فني نفسي وهو ما يتخيله الروائي في حكاياته المضمرة ويحكيها في نفسه للقارئ.

الاتكاء على الرواية كتاريخ
قد نستطيع الاتكاء على الرواية كتاريخ ولكن بشكل جزئي، كالذي يكتب رواية خيالية تحاكي زمان ومكان معروفان، هنا لا بد أن ينقل صورة ذلك المكان في ذاك الزمان كما هي بخياله الفني البديع، وإعطاء صورة مغايرة أو توضيح جانب غامض لم يتحدث عنه التاريخ بالتفصيل، لإظهار الحقيقة كما يصورها الروائي.

البعد التاريخي في الكتابة
⁠البعد التاريخي هو ما يتخذه الروائي مادة زمنية له في روايته، وإعادة صياغته الفنية ممزوجاً بخياله بكل ما تحمله من عناصرها المكانية والمجتمعية والسياسية والاقتصادية وعادات وتقاليد وأشخاص وحكايات قد تكون مؤثرة في ذاك الزمان والمكان.

مصادر كتابة الرواية التاريخية
⁠كل مادة تستهدف رواية الكاتب التاريخية تعتبر مصدر له، سواء كان كتاباً مكتوباً أو حكاية شفهية أو غيرهما.

استيعاب اللحظة في كتابة الرواية التاريخية
⁠استيعاب اللحظة التاريخية في الرواية هو ما يستطيع الروائي ملاحظته بدقة عن الشخصية التي يرويها أو عن المجتمع الذي هو بصدده، بكل ما يحمله من مشاعر وأحاسيس وتأثير عاطفي ونفسي، واسترجاع الذكريات وربطها بالرواية، كذلك بعض العادات والتقاليد والمأكل والمشرب وغيرهما، وتوخي الدقة في رصده لإظهار كل ما هو غامضاً لا يُلقى له بالاً، حتى يعطي صورة حقيقية لذلك المجتمع أو لتلك الشخصية، وبذلك يتيح للقارئ فرصة التأمل وربط الأحداث والتعرف أكثر على تلك الشخصية أو ذلك المجتمع.

تقدم الزمن على الشخصيات في الروايات التاريخية
⁠عندما يسترجع السارد أياً كان العليم أو البطل الأحداث أو يقفز بها للمستقبل فإنه يقدم الزمن تعليلاً لما حدث أو لما سيحدث، وبهذا يستبق الزمن الشخصيات، وربما نجد ذلك في الروايات المتعددة للأجيال كما هو في رواية ثلاثية غرناطة أو الحرافيش، فالجيل الأول يهيئ بزمنه للجيل الثاني وأحداثه، وذلك يعتبر الزمن سابقًا الشخصيات والأحداث.

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>