خلال حوارها مع “الواحة نيوز”.. د. جميلة هليل تكشف عن علاقتها بالكتاب وكيف بدأت رحلتها مع القراءة

1 تعليق
خلال حوارها مع “الواحة نيوز”.. د. جميلة هليل تكشف عن علاقتها بالكتاب وكيف بدأت رحلتها مع القراءة
https://wahhnews.com/?p=83343
خلال حوارها مع “الواحة نيوز”.. د. جميلة هليل تكشف عن علاقتها بالكتاب وكيف بدأت رحلتها مع القراءة
عبدالله المسيان

في زحمة المنصات، وسط ضجيج المعلومة وسرعة التلقي، تبقى هناك أصوات تحمل فرادتها بصبر المثقف وبصيرة الإعلامي.

ومن بين هذه الأسماء، يبرز اسم د. جميلة هليل، التي جمعت بين الحضور الإعلامي الأكاديمي وبين صناعة المحتوى بوعي ومسؤولية.

هي مذيعة بخبرة ميدانية، ومستشار إعلامي مطّلع على تحولات المشهد، وأكاديمية تؤمن بأهمية بناء الإنسان بالكلمة والفكرة. كما أنها مدربة معتمدة، وصانعة محتوى تنحاز لما يثري المتابع لا لما يستهلكه فقط.

في هذا الحوار الثقافي، تفتح لنا د. جميلة هليل نافذتها الخاصة على علاقتها بالكتاب، كيف بدأت رحلتها مع القراءة، وما الذي ترك أثرًا في وجدانها من كتب ومؤلفين، وكيف ترى واقع القراءة في زمن السرعة. كما تكشف لنا عن ملامح مكتبتها، وطقوسها القرائية، ومشروع الكتاب الذي تحلم بتأليفه.

كيف بدأت علاقتكِ بالكتاب؟ وهل كان لأحد من العائلة دور في هذا التوجّه؟

بدأت علاقتي بالكتاب في سن مبكرة، فقد نشأت في بيئة ثقافية غنية؛ والدي – رحمه الله – شاعر معروف في أسرته وقبيلته، ومهتم بالتاريخ، ووالدتي حفظها الله وفّرت لي البيئة الداعمة للقراءة، كذلك تأثرت بأخوالي الذين عملوا في مجالات متعددة، منها الإعلام وهم مثقفين ومفكرين ولهم قراءات وكتابات متعددة، وكذلك عمي كان له دور في تطوير شغفي المهنيّ، كانوا جميعا قدوة لي في حب المعرفة.

 ما أول كتاب اقتنيتِه؟ وأين كان ذلك؟ وهل ما زلتِ تحتفظين به؟

أول كتاب اقتنيته كان ديوان المتنبي في المرحلة المتوسطة، ثم تعلّقت بروايات آجاثا كريستي البوليسية، في مرحلة مبكرة من عمري، وما زلت أحتفظ بهذه الكتب حتى اليوم، لما تمثله من قيمة رمزية في رحلتي القرائية.

ما الكتب التي تركت أثرًا عميقًا في تكوينك الفكري والثقافي؟

كان للكتب النقدية والثقافية أثر بالغ في تشكيل وعيي، وكانت لمختلف المصادر والمراجع في مرحلة الدراسات العليا تأثير عميق، كما أثّرت أيضا روايات أحلام مستغانمي بشكل خاص في تطوير بعض أدواتي الكتابية الإبداعية.

 هل هناك كتب تعودين إليها مرارًا دون أن تملّي من قراءتها؟ ولماذا؟

نعم، أعود كثيرًا إلى كتب الأدب و النقد الثقافي والدواوين الشعرية، فقد كانت رفيقة مراحل دراستي في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، كما أجد نفسي بين بعض الروايات وكتب تطوير الذات التي تعالج الجانب النفسي.

 من هم الكُتّاب الذين تجدين فيهم ما يلامس فكرك أو ذوقك الأدبي؟

عبد الله الغذامي، أحلام مستغانمي، وعدد من أساتذتي الذين تتلمذت على أيديهم، جميعهم يلامسون ذائقتي بأساليبهم العميقة والجاذبة، كل في مجاله، وهناك أسماء أخرى أيضا قد لا يتسع المجال لذكرها هنا.

 ما نوعية الكتب التي تستميلك غالبًا؟ وهل هناك موضوعات أو مجالات لا تستهويك؟

أميل لكتب الأدب والنقد وبعض الروايات التاريخية والاجتماعية، إضافة إلى الكتب التاريخية. أما الكتب السطحية أو الترفيهية المفرطة، فلا أجد فيها ما يشدني.

كيف توزعين وقتك بين القراءة والانشغالات الأخرى؟ وهل لكِ طقوس خاصة أو منهجية معينة أثناء القراءة؟

أفضل القراءة في الصباح الباكر أو قبيل النوم، أما الأوراق العلمية والبحوث فأخصص لها وقتًا يناسب متطلبات العمل الأكاديمي.

حدّثينا عن مكتبتكِ المنزلية: مما تتكون؟ وهل لكِ قصص مع بعض الكتب أو المكتبات التي تسوّقتِ منها؟

مكتبتي كبيرة ومتنوعة، تضم أمهات الكتب في الأدب والبلاغة، والنقد والدين، والتاريخ، والروايات، والكتب المترجمة. بعض الكتب اقتنيتها بعد بحث وجهد كبير خلال مرحلتي الماجستير والدكتوراه،

لي ذكريات عميقة مع المكاتب الوطنية خلال مراحل دراستي الأكاديمية، منها مكتبة الملك فهد الوطنية، ومكتبة الملك فيصل وعدد من مكتبات الجامعات، ويظل معرض الرياض الدولي للكتاب محطة سنوية لا غنى عنها لتغذية مكتبتي.

 هل هناك كتاب سعيتِ وراءه طويلًا أو بذلتِ جهدًا كبيرًا في الحصول عليه؟

نعم، بذلت جهدًا في البحث عن بعض الكتب النقدية المتخصصة، خصوصًا تلك المرتبطة بموضوعات دراستي العليا، وقد وجدت بعضها بعد عناء في دور نشر محددة داخل معرض الكتاب، أو عن طريق طلبها.

لماذا يعزف كثير من الشباب عن قراءة الكتب؟ وكيف يمكن إحياء الشغف لدى الجيل الجديد؟

العزوف سببه سرعة العصر، وهيمنة الوسائط الرقمية، ولإحياء الشغف بالقراءة، نحتاج لتقديم الكتاب بوسائل أكثر جاذبية، وإبراز النماذج الملهمة، وزرع حب الكلمة منذ الطفولة.

هل تفضلين القراءة الورقية أم الرقمية؟ وما الفارق الذي تشعرين به بين التجربتين؟

أميل إلى القراءة الورقية، لحميميتها وارتباطها بذكريات خاصة، لكن لا أتردد في استخدام الكتب الرقمية حين تفرضها الحاجة أو السرعة.

لو قُدّر لكِ أن تؤلفي كتابًا عن أي موضوع سيكون؟ وما الذي يدفعك لاختياره؟

لدي بالفعل مؤلف منشور بعنوان حكاية صباح، يضم مقتطفات تفاؤلية مناسبة لبداية اليوم، كما أمتلك أربعة كتب نقدية جاهزة للنشر، أتناول فيها موضوعات تهم الفكر والأدب والنقد واللغة، وأعمل على العودة لكتابة المقال الصحفي، والمؤلف الإبداعي.

 ماذا يمثل لكِ الكتاب؟ وكيف شكّلت القراءة ملامح شخصيتكِ وحياتكِ؟

الكتاب هو الرفيق الأول، والمعلّم الصامت، شكّلت القراءة عمق رؤيتي للأشياء، وأثّرت في طريقتي بالتفكير والتحليل، وساهمت في بناء هويتي الثقافية والمهنية.

كلمة أخيرة للقراء والمهتمين بالثقافة

اقرأوا لأنفسكم، لا لتواكبوا أحدًا، القراءة ليست عادة، بل أسلوب حياة، وباب لفهم أوسع للعالم والذات.

التعليقات (١) اضف تعليق

  1. ١
    عبير ناصر السماعيل

    هذا ليس مجرد حوار، بل نافذةٌ أُشرعت على روحٍ تتنفس الكلمات. أخذتنا الدكتورة جميلة هليل إلى ما وراء القراءة السطحية، إلى العمق الذي يغدو فيه الكتاب كائنًا حيًا ورفيق دربٍ لا يخون العهد.

    هي لا تقلب الصفحات، بل تستنطق الأرواح الساكنة بين دفتي كتاب. وطقوسها القرائية ليست عادةً عابرة، بل صلاة في محراب المعرفة، ولحظة تتحد فيها الروح بالكلمة.

    تحية تقدير للكاتب عبدالله المسيان، الذي أدار هذا اللقاء بحسّ فنان، فجعلنا لا نقرأ إجابات بل نستمع إلى نبض فكر وصدى تجربة.
    في زمن السرعة، يأتي هذا الحوار كغيمةٍ ماطرة، تروي شغفنا بالعمق، وتلهمنا أن نجعل من القراءة أسلوب حياة.

اترك تعليق على عبير ناصر السماعيل الغاء الرد

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>