فاطمة الوباري تكتب: آهات فقد

الواحة نيوز

بسم الله على قلبي حتى تشفى جراحه، بسم الله على قلبي حتى تهدأ روحي وتستكين
بسم الله على نفسي حين تضيق ولا تجد مخرجا إلا إليه مليك السموات والأرضين
بسم الله على آهات لاضماد لها …
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف لكتلة الصبر أن تنفجر
كيف لقدمي أن تتعثر
كيف لقلبي لايردد سوى آمين
اه وألف اه
سيل دمع صامت، موج بحر هائج، آهة تجتاح روحي وتحترق..!
آهة تروي حكاية ذات فصول لاتنتهي
آهة تحكي جرح لايندمل وغصة عالقة في الأعماق
أخاف أن أغمض عيني فأستيقظ على صوت بكاء وأنين أخاف أن أغمض عيني فأفزع على أصوات المعزين
أخاف يا أبي فقد فقدت الطمأنينة منذ رحيلك وهاهي عزيزتك نائمة وقد طال نومها العميق
أخاف عليها يا أبي أن تغفو دون وداع أن ترحل دون عناق أن تُدفن وصدري يظل سقيم
أخاف ياعمتي ألا تعودين
فلتعاهديني حين تسمعين ندائي تجيبين
وحين أرتل آيات القران تنصتين وحين أعيذكِ من الفقد ترددي آمين
كم من حديث بيننا لم يكتمل ، كم من شوق وحنين
آه والف اه
أقلب دفتر الذكرى فأجدكِ في كل حكاية سعيدة أنت مصدرها
أراك دائما بعين قلبي أنتِ التي مذ فتحت عيني أناديك عمتي وكنتِ مصدر التحنان
مشعة دائما كما القمر ، وكيف للقمر أراه معتما
بل كيف للفرح أن يأتي دونك
ضجيج يبعث في روحي الأسى وآهات لاحدود لمداها
دون مقدمات ودون موعد اتخذت السرير الأبيض سكن لها ، ارتبطت به برابط الحاجة لا المحبة ، تعلق كل مافيها بالذكريات (المنزل، الصور وأخرى لاتعد ولاتحصى…!
لم أرها يوما دون أن ترتسم البسمة على ملامحها
نقية كيفما كانت وأينما تكون، تشابه الغيم في بياض قلبها وتأخذ من المطر صفة العطاء
وبينما أستودعها الله في كل حين أيقظني صوت حمامة تائهة باكية !
انهضي فقد حان موعد البكاء
حان الفراق الأبدي
حانت ساعة الذكريات الممزوجة بالألم
بكيت طويلا
ناديتكِ دون جواب
لم رحلتِ دون وداع
مهلا أيتها الحمامة سأبحث عنها في تلك الوجوه العابرة علني من فرط شوقي أن يشفى حنين في الذاكرة… سأبحثُ عنها بشغف طفلا إلى تلك الألعاب المبعثرة، بكبرياء رجلا قد هزه الدمع وأبى أن ينهمرا بحزن أنثى لاتملك سوى أن تصطبرا ..!
عادت الحمامة نائحة :
لاتنتظري لأن روحها حلقت السماء
لن تعود بعد حين
لن تجبر كسر قلوب المحبين
لكن الدعاء وسيلة الصابرين
اللهم ارحم عمتي أم علي واغفر لها