الأستاذة زكية سهل اللحياني المعلمة المتميزة ومؤلفة برامج الأطفال والفائزة بجائزة المعلم العالمية لموسسة فاركي بالتعاون مع اليونسكو وتصنيفها ضمن أفضل ٥٠ معلم بالعالم.
“صحيفة الواحة نيوز” التقت بالمعلمة اللحياني والتي كشفت عن عدد من الجوانب التعليمية والتربوية وأهمية دمج الترفية في التعليم وتأثير التعليم المدمج بالترفية على شخصية الطالب وغير ذلك من الأمور التعليمية المهمة التي تحدثت عنها:
ما الذي ألهمك لدمج الترفيه بالتعليم في طريقة تدريسِك؟
إيماني العميق بأن التعليم يجب أن يكون ممتعًا ومُلهمًا هو ما ألهمني. رأيت أن الطالبات يتعلمن أكثر عندما يستمتعن، فقررت دمج الترفيه كأداة أساسية تسهّل الفهم وتخلق بيئة تعليمية محفزة وآمنة نفسيًا.
كيف ساعدت هذه الطريقة المبتكرة في تحفيز الطالبات وتعزيز شغفهن بالتعلم؟
لاحظت أن الطالبات أصبحن أكثر تفاعلًا وحماسًا للدروس، حتى الخجولات منهن بدأن يشاركن. عندما يتحول التعلم إلى لعبة أو مغامرة أو قصة، يتحول الفضول الطبيعي لديهن إلى دافع داخلي قوي للتعلم والاستكشاف.
كيف ترين تأثير التعليم المدمج مع الترفيه على تطور شخصية الطالبات؟
يساعد هذا الأسلوب في تنمية مهارات التواصل، والثقة بالنفس، والخيال الإبداعي، ويعزز من القيم الاجتماعية مثل التعاون والتسامح. الطالبة لا تتعلم فقط معلومة، بل تكتسب شخصية متوازنة قادرة على التعبير والحوار.
ما التحديات التي واجهتكِ في بداية هذا النهج، وكيف تمكَّنتِ من تجاوزها؟
واجهت تحديات مثل عدد الطالبات الكبير، والتنوع الثقافي، وكثرة الحصص، لكن بالإصرار والتطوير المستمر استطعت التغلب عليها وابتكار طرق مرنة تناسب الجميع.
كيف شعرتِ عندما تم تصنيفكِ ضمن أفضل 50 معلمًا في العالم؟
شعور لا يوصف بالفخر والامتنان. هذا التكريم لم يكن لي وحدي، بل لكل معلمة سعودية، ولكل طالبة شاركتني الرحلة. كان حافزًا لمواصلة الإبداع والمسؤولية في تمثيل المملكة عالميًا.
هل لديكِ فلسفة خاصة في التعليم تركزين عليها خلال تجربتكِ المهنية؟
نعم، أؤمن أن “القلب قبل العقل”، وأن الطالبة إذا أحبت المعلمة أحبت العلم. أعتمد فلسفة التعليم بالقيم والمتعة، وربط المعرفة بالحياة الواقعية، وتوظيف الأدوات الحديثة لصنع تجربة لا تُنسى.
كيف تختارين القصص والبرامج التي تكتبينها للأطفال؟ هل هناك معايير معينة تعتمدين عليها؟
أعتمد على ثلاثة معايير: الرسالة، البساطة، والجاذبية. أختار مواضيع تمس مشاعر الطفلة واهتماماتها، وأحرص أن تكون القصص مشوقة، تحمل قيمًا، وتُحفّز الخيال، مع استخدام لغة قريبة من عقل وقلب الطفلة.
ما الرسالة التي ترغبِين في توصيلها من خلال كتابكِ “آدم وحواء في السعودية وطن التسامح”؟
أردت أن أُعرّف الأطفال، من خلال رمزية آدم وحواء، أن الاختلاف بين الناس طبيعي وجميل، وأن المملكة أرض التسامح والتنوع، وفيها تتعايش الثقافات والقيم الإنسانية بتكامل وتناغم.
في رأيكِ، ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الأدب والبرامج التعليمية في تعزيز قيم التسامح والاعتدال؟
الأدب وسيلة قوية لتشكيل الوعي منذ الصغر. من خلال القصص، تتعلم الطفلة أن تضع نفسها مكان الآخر، وتتفهم مشاعره، وتتقبل اختلافه. البرامج التعليمية بدورها قادرة على غرس مفاهيم كبرى بطريقة بسيطة ومؤثرة.
كيف توازنين بين دوركِ كمعلمة وككاتبة في مجال تعليم الأطفال؟
أرى أن الدورين يكملان بعضهما. التدريس يغذّي الكتابة بالأفكار والتجارب الحقيقية، والكتابة تمنحني أدوات أُعبّر بها عن ما أراه وأعيشه داخل الصف. أخصص وقتًا لكل منهما لأنني أؤمن برسالتهما.
هل يمكن أن تخبرينا عن تجربة معينة خلال مسيرتكِ أثرت فيكِ بشكل عميق؟
من أكثر التجارب تأثيرًا كانت عندما استخدمت إحدى دُمىّ التفاعلية في درس عن “التسامح”، ثم أخبرتني طالبة صغيرة أنها سامحت صديقتها لأنها تعلمت أن التسامح يجعل القلب سعيدًا. هذه اللحظة جعلتني أوقن أن التعليم قد يصنع فرقًا حقيقيًا في قلوب الصغيرات.
12. ما النصيحة التي تقدِّمينها للمعلمات الجدد اللواتي يرغبن في دمج الترفيه بالتعليم لتحقيق أفضل النتائج؟
ابدأن بخطوات بسيطة، وآمنّ بأفكاركن، وجرّبن. راقبن تفاعل الطالبات، واستمعن إليهن. التعليم بالترفيه ليس ترفًا، بل حاجة عاطفية ومعرفية لهذا الجيل. وظّفن الأدوات الرقمية، القصص، الألعاب، واجعلن الفصل ينبض بالحياة.
كلمة أخيرة
كلمتي الأخيرة لكل معلم ومعلمة، ولكل من يسعى لتحقيق حلمه: لا تقفوا أمام أحلامكم، فالعقبات هي مجرد فرص لتعلم أشياء جديدة وتطوير أنفسنا. قد تواجهون تحديات وصعوبات، ولكن لا تدعوا شيئًا يقف في طريق طموحاتكم.
إذا كنت تؤمن بشغفك ورؤيتك، ستجدون دائمًا طرقًا جديدة للوصول إلى أهدافكم. استمروا في السعي وراء ما تحبون، ولا تستسلموا أبدًا، لأن لكل حلم طريقه الخاص الذي يبدأ بخطوة صغيرة، ثم يصبح واقعًا. أنتم قدوة للأجيال القادمة، فكونوا مصدر إلهام لهم، واجعلوا كل يوم فرصة لتكونوا أفضل نسخة من أنفسكم.