احدث الأخبار

في حوارها مع”الواحة نيوز”.. الكاتبة نجاة الريس تكشف عن الأدباء الذين تأثرت بهم وكيف أثرت القراءة في مسيرتها

1 تعليق
في حوارها مع”الواحة نيوز”.. الكاتبة نجاة الريس تكشف عن الأدباء الذين تأثرت بهم وكيف أثرت القراءة في مسيرتها
https://wahhnews.com/?p=74814
في حوارها مع”الواحة نيوز”.. الكاتبة نجاة الريس تكشف عن الأدباء الذين تأثرت بهم وكيف أثرت القراءة في مسيرتها
عبدالله المسيان

التقت “صحيفة الواحة نيوز”، بالأستاذة نجاة الريس كاتبة ومستشار قيادي وكوتش تنفيذي معتمد في الذكاء العاطفي وتمكين القوة، والتي كشفت عن تجربتها مع القراءة وعلاقتها بها.

كما كشفت الريس خلال حوارها، عن أهم الكتّاب والأدباء والمثقفين العرب وغير العرب الذين تأثرت بهم وغيرها من الأسئلة التي أجابت عنها .

كيف انجذبتِ للكتاب؟ وهل هناك أحد من العائلة ساهم في ذلك؟

الحقيقة أن القراءة كانت جزءًا من عالمي منذ الطفولة، وقد كان لوالدَيَّتغمدهما الله برحمته وأسكنهما فسيح جناتهوأخوتي الكبار الفضل في ترسيخ علاقتي بعالم الثقافة، بكل مجالاتها من كتب وروايات وبرامج وصحف ومجلات.

والدتي، ماما منيرةرحمها اللهكانت راوية عظيمة بالفطرة، تقص علينا نحن أبناءها الصغار تلك القصص المليئة بالحكمة، التي كانت موروثًا في ذاكرتها، أخذته من جدتها في طفولتها، ونقلته إلينا بأسلوب جذاب. كانت تبدع في تصوير ومحاكاة شخصيات وأحداث قصصها وكأنها تعيش داخلها.

كما أن مشاهدة البرامج الثقافية والتعليمية في التلفاز كانت جزءًا من ثقافة الأسرة التي عوّدنا عليها والدي، بابا عليرحمه اللهإضافة إلى أخي الأكبر عبد العزيز، الذي له الفضل في إثراء مكتبة المنزل، حيث كان يحرص على اقتناء الكتب والقصص والصحف والمجلات، لدرجة أنني وعيت على مجموعة المكتبة الخضراء للأطفال بكامل أعدادها في مكتبة البيت، كان استكشاف تلك القصص والمجلات والصحف التي كانت حاضرة دائمًا في المنزل عادة ممتعة نشأت عليها بفضل عائلتي الجميلة.

ما اسم أول كتاب اقتنيتِه ومن أين حصلتِ عليه؟

لا أذكر بدقة أول كتاب اقتنيته، لكنني كنت دائمًا أحرص على شراء المجلات والكتب كلما سنحت لي الفرصة. ربما كان أول كتاب وقع بين يدي إحدى روايات أجاثا كريستي، فقد كنت مفتونة بعالم الغموض والتحليل في صغري.

كتاب أو كتب أثّرت فيك فكريًا وثقافيًا؟

الحقيقة يوجد الكثير من الكتب التي تركت أثرًا عميقًا في تكويني الفكري خلال مراحل نموي ونضجي المختلفة . وهذا الأثر يختلف في درجته من مرحلة لأخرى.

 لذلك لا يمكنني تحديد كتاب بعينه لكن يمكنني القول أن برامج وكتب الدكتور مصطفى محمود ورواياته كانت أحد أهم روافد الفكر التأملي العميق التي تأثرت بها، كما أن العديد من الروايات العالمية المترجمة منحتني بُعدًا أدبيًا خاصًا وساعدتني في رؤية العالم من زوايا متعددة.

كتب لا تملِ من قراءتها؟

لا يوجد كتاب لا أملّ من قراءته أبدًا واستكشاف كنوزه ومعانيه إلا كتاب واحد وحيد هو كتاب الله القرآن الكريم الحكيم، ففيه السلوى والمغزى والمعنى والهدى والنور والتنوير.

كتّاب عرب أو غير عرب يستهوونك سواءً في فكرهم أو أسلوبهم؟

غالبًا أجد نفسي قريبة من الكتّاب الذين يقدمون أفكارًا تحمل عمقًا ومعنى وحكمة، وتدعو إلى التأمل في أعماق الذات والوجود. أولئك الذين تحمل كتبهم فكرًا يهتم ببناء الإنسان وتشخيص مشكلاته على المستوى الأعمق. من بين هؤلاء الدكتور ستيفن كوفي وكتابه الشهير العادات السبع للأشخاص ذوي الفعالية العالية، الذي يمثل بالنسبة لي مرجعًا أساسيًا للتعلم والتطور والفهم الأعمق للحياة. أعود إليه بين الحين والآخر لأشحذ به إدراكي، وأستكشف من خلاله ما قد فاتني من معنى.

 أي أنواع الكتب التي تستميلكِ ولماذا؟

الكتب التي تستوقفني دائمًا هي تلك التي تحمل عمقًا فكريًا أو روحانيًا، وكذلك الروايات التي تحمل في حبكتها معنى عميقًا ذا مغزى، فهي دومًا تستهويني وتشدني نحوها، كروايات باولو كويلو ودوستويفسكي وغيرها. فأنا أؤمن بأن الإنسان مؤتمن على عقله وفكره ووقته وجهده، لذلك أحرص أشد الحرص على انتقاء ما يغذي عقلي بالمحتوى الذي ينيره، وما ينعش روحي بالمعنى الذي تحتاجه لتزهر.

كم ساعة تقضينها في القراءة يوميًا؟

أنا أقرأ طوال اليوم، فكل لحظة تمرّ بي أكون فيها في حالة قراءة. أقرأ ذاتي كثيرًا، أقرأ المواقف والأشخاص، وأقرأ ما أسمع وما أرى وما أشعر.

أما عن قراءة الكتب، فليس هناك عدد ساعات محدد، فأنا أقرأ عندما أشعر بالحاجة إلى ذلك. أحيانًا أقرأ لساعات إذا كنت مستغرقة في كتاب، وأحيانًا تكون صفحات قليلة كافية لإشعال فكرة ما أو إضاءة معنى كنت أبحث عنه.

ما هو منهجكِ في القراءة؟ وهل لديكِ عادات أو طقوس تمارسينها قبل وأثناء القراءة؟

أنا قارئة انتقائية، أقرأ وفق اهتمامي واحتياجي، لا أحب الالتزام بقراءة كتاب لمجرد إنهائه، بل أتنقل بين الكتب بحسب ما يحتاج عقلي إدراكه. أما عن طقوسي في القراءة، فهي بسيطة: كوب من القهوة، عزلة هادئة، ودفتر قريب لتسجيل بعض الأفكار التي قد تستثيرها القراءة.

مكتبتكِ المنزلية، مما تتكون؟ نريد نبذة عنها.

مكتبتي بسيطة، تعكس شغفي وتنوع اهتماماتي، فهي تحتوي على كتب في الحكمة، علم النفس، التفكير، العقل، القيادة، والتطوير الشخصي، إضافة إلى الروايات المختلفة. بعضها كلاسيكي، وبعضها حديث، والكثير منها يحمل هوامش وتعليقات كتبتها أثناء القراءة.

مكتبات مولت مكتبتكِ المنزلية؟ وهل لديكِ مواقف أو قصص مع أحد هذه المكتبات؟

لا يمكنني تحديد مكتبة بعينها، فقد كنت أقتني الكتب من مصادر متعددة، من معارض الكتب والمكتبات المحلية، مثل مكتبة جرير وغيرها من المكتبات العربية التي تشحن لي  الكتب التي أطلبها منها عبر البريد. بعض كتبي حصلت عليها خلال السفر من مكتبات مختلفة.

لكل كتاب في مكتبتي قصة مختلفة، بعضها كنت أبحث عنه حتى وجدته، وبعضها وقع في يدي صدفة، والبعض كان هدية قيمة من صديق.

 ماهي الطرق الكفيلة من وجهة نظرك التي من شأنها أن تحبب هذا الجيل في القراءة؟

في ظني أن الجيل الحالي لا يعاني من العزوف عن القراءة بقدر ما يعاني من تخمة المعرفة. اليوم، المعرفة تأتيه بأشكال مختلفة، عبر البودكاست، الفيديوهات، حتى منشورات التواصل الاجتماعي. فالمهم  لهذا الجيل هو ماهية المعرفة التي يتلقاها  هل هي معرفة تمنح العقل بعدًا فكريا جديدا مختلفًا تجعله قادرًا على التطور في اتجاه ما ينفع صاحبه أم العكس ؟  والأهم من ذلك هو كيفية توجيه هذه المعرفة وتنظيمها وتقديمها بحيث تناسب اهتمام هذا الجيل وتكون ملهمه له تدفعه للبحث و الاكتشاف أكثر، ويمكن جعل تلك العملية جذابة أكثر بالعمل على تحويل القراءة إلى تجربة تفاعلية، وربطها باهتمامات هذا الجيل  وحاجاته اليومية.

كتاب أو كتب بذلتِ المستحيل للحصول عليها؟

هناك بعض الكتب بحثت عنها ولم أجدها بسهولة، خاصة بعض الكتب التي لم تعد تُطبع. ومن ضمنها كتابسكينة الروحلكني وجدته بعد حين ، لذلك أيقنت أن الكتب تختار قراءها، وفي الوقت المناسب سيظهر لك الكتاب الذي تحتاجه بطريقة أو بأخرى.

ماذا يمثل لكِ الكتاب وماذا أعطاكِ وماذا أعطيتيه؟

الكتاب معلم بلا صوت، يهمس لك بصمت، يتسلل إلى بستان عقلك، فإما أن يرويه حياةً ونماءً، وإما أن ينثر السوس في زرعه وترابه. ليست كل الكتب معلمًا أمينًا.

كل كتاب قرأته أعطاني ثراءً، وأخذ مني تقديرًا بقدر ما أدركت منه وتعلمت.

كتب تراها الأستاذة نجاة ضرورية لمن يريد أن يصبح كاتبًا؟

على الكاتب أن يقرأ ذاته أولًا، حتى يمكنه قراءة الحياة التي يريد أن يكتب عنها. يجب أن يقرأ قراءة شاملة في مجالات متنوعة، من الفلسفة والفكر والحكمة، إلى الرواية والشعر، وحتى كتب اللغة وأدب الرسائل. يقرأ لثقافات متعدده . كذلك، التعلم  عن فن الكتابة وصياغة الأفكار قد يساعده على تطوير أسلوبه وفنونه.

 نريد منكِ أن تعطي السادة القراء نبذة عن كتابيكِ تعويذات على الطريق إلى الحكمة ومسافرة مع الطريق إلى الحكمة؟

عندما بدأت الكتابة، لم أكن أكتب لمجرد التعبير، ولم تكن كتاباتي مجرد انعكاس لمشاعري أو تجاربي الشخصية، بل كنت أكتب لأنني وجدت أن القلم أصبح أداة للتعبير عن منظور الحكمة، الذي تعلمته من دراسة برنامج الطريق إلى الحكمة. ومع الوقت، أصبحت الكتابة هي الوسيلة التي أعبر بها عن هذا الاتجاه، فقررت أن أشارك القراء ذلك المفهوم وتلك المعاني عبر هذين الكتابين: مسافرة مع الطريق إلى الحكمة وتعويذات على الطريق إلى الحكمة، ثم أن هناك كتابًا ثالثًا حكايات من الطريق إلى الحكمة، سيخرج إلى النور قريبًا.

 فكتابي مسافرة مع الطريق إلى الحكمة؛ هو كتاب يجمع بين التجربة والسفر والتأمل، حيث أصف رحلاتي إلى أماكن مختلفة من منظور الحكمة. كان رحلة داخلية نحو الذات، تعكس مشاهداتي وتأملاتي في الأماكن التي زرتها، على مرآة الحكمة.

أما كتابي تعويذات على الطريق إلى الحكمة؛ فهو يتناول رحلتي الفكرية خلال الطريق إلى الحكمة والتأملات التي شكلت رؤيتي للحياة، من خلال منظور الحكمة الذي اكتسبته من خلال حواراتي مع معلم الحكمة الدكتور علي شراب، والحكم التي كان يقولها لي، والتي كانت تعمل في عقلي كتعويذات حكمة ساحرة.

 وأنا أتمنى أن يجد القارئ نفسه في كتاباتي، وأن تكون له الرفيق الذي يلهمه للتفكير والتعلم، ولعلها تساعده في إيجاد طريقه الخاص إلى الحكمة

كلمة أخيرة؟

القراءة ليست ترفًا، بل هي طريقنا إلى الوعي وفهم الذات والحياة. وكما تقول الحكمة: إذا عشتَ لتتعلم، فستتعلم كيف تعيش.فلا عيش بلا تعلّم، ولا تعلّم بلا قراءة.

 

 

 

 

 

التعليقات (١) اضف تعليق

  1. ١
    زائر

    الاستاذه نجاة نبراس للكتابه الجديده متمكن وظهور اكثر من رائع

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>