فتحت أمانة الأحساء أبوابها التقنية والبيئية أمام وفد من أمانة العاصمة المقدسة، في خطوة استراتيجية تهدف إلى نقل الخبرات النوعية وتعميم نماذج النجاح في الخدمات البلدية، لا سيما في مجالات الرقابة على البنية التحتية، وإدارة النفايات، وسلامة الغذاء، بما يتماشى مع مستهدفات جودة الحياة.
واستعرضت الأمانة للوفد الزائر منظومتها التشغيلية المتقدمة في «مختبر جودة المشاريع»، الذي يُعد صمام أمان لضمان كفاءة تنفيذ مشاريع البنية التحتية، من خلال أقسامه الثلاثة المتخصصة في فحص الخرسانة والأسفلت والتربة.
تدوير المخلّفات الإنشائية
واطّلع الوفد على الآليات الدقيقة التي تعتمدها الأقسام الثلاثة في إجراء اختبارات معيارية صارمة تخدم مشاريع الأمانة والجهات الحكومية والخدمية الأخرى، بهدف ضمان مطابقتها للمواصفات القياسية، والحد من الهدر الناتج عن عيوب التنفيذ.
وانتقل الوفد إلى تجربة الأحساء الرائدة في «محطة فرز وتدوير المخلّفات الإنشائية»، التي نجحت في تحويل التحدي البيئي إلى فرص اقتصادية، من خلال فرز الأنقاض وإعادة تدويرها لتصبح مواد أولية ذات قيمة سوقية.
وتعرّف الزوار على مخرجات عملية التدوير التي تُحوَّل إلى منتجات حيوية، تشمل طبقات ما تحت الأساس للطرق، وصناعة الطابوق المخصص للأرصفة، إضافة إلى مواد إنشائية تُستخدم في تجميل الحدائق والمرافق العامة.
وشملت الجولة زيارة «مختبر سلامة الغذاء والبيئة»، حيث تابع الوفد رحلة العينة الغذائية منذ لحظة دخولها المختبر وحتى ظهور النتائج، إلى جانب الاطلاع على آليات توظيف التقنيات الحديثة في التشخيص المعملي لضمان خلو الأغذية من الملوثات.
وأبدى وفد أمانة العاصمة المقدسة تفاعلًا كبيرًا مع معايير الأمان الحيوي المطبقة داخل المختبرات، وكفاءة الكوادر الفنية الوطنية التي تتولى عمليات الفحص الدوري، للتأكد من مطابقة الأغذية للمواصفات السعودية المعتمدة.
واختُتمت الزيارة بالتأكيد على أهمية استمرار هذا الحراك التكاملي بين القطاعات البلدية، لتعزيز تبادل الخبرات وتوحيد الجهود الفنية والرقابية، بما يسهم في تسريع وتيرة الإنجاز وتحقيق التنمية المستدامة، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
