تبقى الذكريات الجميلة التي عاشها الأجداد والآباء قصص يرويها أبناء الأحساء والمنطقة الشرقية لأبنائهم وأحفادهم مغتنمين فرصة الاجتماع الأسري في شهر رمضان، للتحدث عن العادات والتقاليد التي عاشوها خلال الشهر الكريم في الزمن الماضي، التي تبعث فيهم عبق الحنين ممزوجًا بالتطور والحضارة التي يعيشونها في الزمن الحالي.
في واحة الأحساء
ومن المنطقة الزراعية في واحة الأحساء يروي المواطن راضي الدجاني, القصص التي عاشها قبل أكثر من 70 عامًا في واحة الأحساء، مستذكرًا الأهالي في ذلك الوقت الذين كانوا يتسارعون إلى الهضاب والتلال في آخر يوم من شعبان، للاستهلال ورؤية هلال شهر رمضان سواء بالعين المجردة أو بالمنظار ما يسمى “الدربيل”، ومن ثم التوجه إلى العلماء والقضاة وإظهار شهادتهم لإعلان بدء الشهر الكريم عبر إطلاق صوت المكبرات في المساجد، إضافة إلى وجود مندوبين من الأهالي في القرى البعيدة وذلك لإخبار الأهالي بثبوت هلال شهر رمضان والذي تصاحبه إظهار الفرحة والسرور بين الأهالي.
وقال الدجاني إن المجتمع الريفي والقرى في المنطقة الشرقية اعتادوا على تبادل وجبات الإفطار بين الجيران بحيث يقوم كل جار بإرسال أبنائه وهم محملون بأطباق الفطور وتوزيعها على الجيران، والذين هم بدورهم يقومون بإعطاء الأبناء ما تجود به أنفسهم من وجبات إفطار”، مشيرًا إلى أن هذه العادة لاتزال تمارس حتى وقتنا الحالي وفيها الكثير من التواصل المجتمعي بين الأهالي وأبناء القرى في محافظة الأحساء.
وأبان أن العادة جرت منذ القدم بين أهالي محافظة الأحساء خلال شهر رمضان على إقامة مجالس الذكر والوعظ وقراءة القرآن الكريم في أغلب منازل الأحياء، بحيث يأتي أحد قراء القرآن الكريم وتلاوة ماتيسر من الذكر الحكيم في كل ليلة طيلة الشهر بحيث يختم القرآن الكريم مرة أو مرتين.
وتحدث الدجاني عن الألعاب المجتمعية الشعبية الموسمية التي كان يمارسها مع أقرانه أيام صباه خلال شهر رمضان، التي اندثرت في وقتنا الحالي، مشيرًا في معرض حديثه عن التكاتف الأسري في الأرياف الأحسائية إذ تجتمع الأسرة في بيت الجد طيلة شهر رمضان للاستمتاع إلى القصص وأخذ العبر والنصائح التربوية منها، وكذلك المساعدة في أعمال المنزل والمزرعة.