أوضحت الباحثة الاجتماعية وأخصائية الصحة النفسية والفنانة التشكيلية الدكتورة “هند الرقيطي” أن الإنسان يتميز عن بقية المخلوقات برؤية ما يقارب 10 ملايين لون من درجات الألوان ما بين اللونين البنفسجي والأحمر.
وأضافت الدكتورة “الرقيطي” خلال محاضرة قدمتها بعنوان “الألوان هوية بصرية” ضمن فعاليات معرض “عذق” في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء: وذلك يأتي نتيجة انعكاس الضوء على قرنية العين، ومن ثم بؤبؤ العين الذي يعالجه بعمليه حسابيه سريعة وإرساله كإشارات إلى العقل فيترجمه حسب استشعاره لدرجة لونية معينة.
واستنادًا لما سبق، فالعين لا تصنع اللون داخلها ولا تصدره إلا في الضوء، إذ هي عمليه ثلاثية الأطراف: (مصدر) ضوء خارجي ساقط، و (ملتقي) حساسات قرنيه العين تستقبل الاشارات الضوئية الملونة، و (محيط) مليء بالمؤثرات والاحتياجات، ومنها يستقبل العقل كل ما سبق، ويحللها إلى لون متدرج حسب استشعار العين للأشياء حولها.
وبناء على ذلك بعض الأشخاص يرى الألوان والبعض الأخر لا يراها، وكذلك من لديهم أمراض العين، مثل مرض العشى الليلي أو من يرون الأشياء كلها بلونين رمادي وأسود.
وأكدت الدكتورة “الرقيطي” أن الألوان لها دور كبير في بعث المشاعر المختلفة داخل النفس، من حب، غضب، هدوء أو انفعال، لأن انعكاسها داخل العين وبرمجتها من العقل وثبات لون معين للأشياء من حولنا قد يفسرها ويربطها بخبرات سابقة، كونها جاءت مع الخبرة ذاتها من سعادة، حب، خوف أو حتى نسيان مؤقت، فهي قد تبعث السعادة وقد تسبب الكآبة.
وأشارت إلى دراسات بحثية علمية تؤكد أن لون المكان قد يوجه اللاوعي لدى الإنسان الطبيعي أو حتى من يعانون من المرض في الاختيار، الراحة، الهدوء والشعور بالأمان أو الرفض، وعليه أستخدم أرباب المشاريع التجارية والإنسانية الألوان في التوجيه والإرشاد والتأثير في الاختيارات، كلا حسب نوع مشروعه، فلون المكان هو المؤثر الخارجي البصري، والبعض يستخدم السمعي والحسي كذلك مصاحبا له.
فالألوان الدافئة كالأحمر والأصفر البرتقالي تستخدم لبعض جدران المطاعم لفتح الشهية وبعث السعادة والحب بشكل غير مباشر، وطلاء الأرضيات بلون رمادي أو أسمنتي أو الألوان الرملية لبث شعور الثبات في الاختيار، وأنه على أرض ثابتة في الجودة للمنتج المقدم من قبل المطعم أو المؤسسة.
كذلك الزي الرسمي للموظفين أو العاملين يغذي نفس الفكرة، ويستخدمون الحجر الأبيض والأسود للقوة ولون القهوة للسيطرة والتحكم، واللون الأصفر في الكعك للسعادة واللذة، وبذلك يحركون ميول العقل والنفس لا شعوريا داخل العميل، وأنهم واثقين بما يقدمونه كما هي الكلمات أيضا.
وبناء على ذلك كل لون بشكل أو بأخر يحرك إحساس معين ويسيطر على رؤية الفرد ذاته، وقد تنتقل الفكرة للأخرين ويستشعرون الفكرة ويعيشون الإحساس مع مستخدم اللون سواء كان رسامًا أو منتجًا لبرنامج أو سلعة أو مقدم خدمة.
وختمت الدكتورة “الرقيطي” حديثها مؤكدة بأن اللون طاقه إشعاعيه إيجابيه ونعمة للإنسانية من الله، وتوظيفه بشكل صحيح ومدروس يبعث السعادة ويصنع موقف ويحقق أهداف.