تلعب العوامل الجينية والوراثية دورًا في الإصابة به

التوحد وباء يداهم العالم.. إصابة طفل من أصل 23 حالة ولادة

التعليقات: 0
التوحد وباء يداهم العالم..  إصابة طفل من أصل 23 حالة ولادة
https://wahhnews.com/?p=66080
التوحد وباء يداهم العالم..  إصابة طفل من أصل 23 حالة ولادة
جاسم العبود

أوضح الأخصائي النفسي الدكتور “بشير عبدالله”، أن اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي سلوكي عصبي فسيولوجي، يحدث في مرحلة مبكرة من الطفولة في ثلاثة أشكال، هي: اضطراب التواصل، التفاعل الاجتماعي، والنمط السلوكي المتكرر، ولا يوجد سبب محدد لاضطراب طيف التوحد، حيث تلعب العوامل الجينية والوراثية دورًا مهما في الإصابة به.

اضطراب التواصل
وأضاف الدكتور “بشير” خلال تواجده في معرض “رحلة تفاعلية إلى عالم التوحد” بمركز واثق لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، اضطراب التواصل يأتي في صورتين، الأولى بعض أطفال طيف التوحد ليس لديهم قدرة على الكلام، فقط يصدرون أصواتًا غير مفهومة وليس لديهم لغة بديلة وإن كانوا يستخدمون لغة الإشارة فهو استخدام ضعيف غير مكتمل، بينما أطفال الصم لا يستطيعون الكلام ولكن لديهم القدرة على استخدام لغة “الإشارة” كلغة بديلة.

القدرة على الكلام
وأردف، أن بعض أطفال طيف التوحد لديهم نفس الأعراض، ولكن يمتلكون القدرة على الكلام بصورة فيها مشاكل، كالترديد النمطي، وأشكال مختلفة من الكلام، فقد يتحدث ببطء شديد أو بهمس وقد يقلب الضمائر، وأخرون لهم عرضين في طريقة الكلام: الأول صدى الكلام “يرجع نفس الكلام”، أو يردد كلام مخزن سابقًا في أحداث ومواقف مختلفة تماما.

التفاعل الاجتماعي
كما يفشل بعض أطفال طيف التوحد في التفاعل الاجتماعي، واستخدام الإشارات والإيماءات، والقدرة على تنمية والمحافظة على الصداقات، والقدرة على فهم وتبادل الجوانب العاطفية كالضحك، الفرح، والحزن، استطاعة قراءة العواطف من الوجوه، وإن فهموا العواطف لا يستطيعون التعبير عنها، كما أن بعض أطفال طيف التوحد لديهم فرط في الإحساس بالألم وقدرة عالية جدًا لتحمله، فقد يتعرض إلى إصابة أو جرح ينزف دم ويتحرك بصورة عادية، حتى يراه أحد والديه.

بعض أطفال طيف التوحد مشكلة في التقليد، والانتباه المشترك “التآزر البصري الحركي”، الانتباه إلى ثلاثة أشياء هي: البصر والمثير وردة فعله.

أعراض ومظاهر التوحد
وأشار الدكتور “بشير” إلى الفروقات الفردية بين كل طفل من ذوي اضطراب التوحد، من حيث الدرجة والشدة والنوع، فقد تتشابه بعض الأعراض ولكن تختلف مظاهرها، ولطبيعة البيئة وثقافة الأسرة والمنطقة دورًا في تلك الفروقات، وذلك يدخل في تكوين الخطة العلاجية والتعليمية الفردية الخاصة بالطفل.

وقد تختفي بعض أعراض اضطراب طيف التوحد وتعود للظهور، أو قد تختفي وتظهر أعراض أخرى، لذا اضطراب طيف التوحد أعجوبة وأحجية وفيه نوع من الغرابة.

أسباب اضطراب طيف التوحد
وأكد الدكتور “بشير” أنه لا يوجد سبب محدد لاضطراب طيف التوحد، وتلعب العوامل الجينية والوراثية دورًا مهما في الإصابة به، وتظهر أعراض طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة، من خلال بعض العلامات التحذيرية مثل ضعف التواصل البصري، وعدم الاستجابة للاسم، التأخر اللغوي.

استراتيجية علاج طيف التوحد
ولفت الدكتور “بشير” إلى عدم وجد استراتيجية علاج واحدة يمكن وصفها لعلاج جميع أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، ولكن يتفق معظم المعالجين على نقطتين، هما: أهمية التدخل المبكر، واستجابة معظم الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد لبرنامج العلاج المتخصصة والمخططة بشكل جيد، كما يشمل العلاج أيضًا تناول الأدوية تحت الإشراف الطبي.

ارتفاع أعدد المصابين بطيف التوحد
ونوه إلى ارتفاع أعداد الأشخاص المصابين بطيف التوحد بمعدل ثلاثة أضعاف، حيث كان يصيب واحدًا من كل عشرة آلاف في عام 1970، وتراجعت النسبة إلى واحد من بين 36 في عام 2020، حتى وصلت في العام الجاري 2024 إلى واحد من أصل 23 حالة ولادة في العالم، ويشكل نسبة انتشاره بين الذكور والإناث إلى 4 ذكور مقابل أنثى واحدة.

وليس للمرض حدود جغرافية لا على المستوى المحلي ولا العالمي، فقد يتواجد في أي منطقة وفي أي مدينة، وعلى المستوى الاقتصادي فالمرض قد يصيب أي فئة اجتماعية سواء أثرياء أو فقراء، كذلك على المستوى الأكاديمي قد يصيب الأطباء والمهندسين ورواد الأعمال، فلا حدود للمرض وجميع فئات المجتمع معرضة للإصابة به.

وختم الدكتور “بشير” حديثه مؤكدًا أن العديد من أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد استطاعوا الالتحاق بمدارس الدمج في التعليم العام ومراحلة المختلفة، بعد تأهيلهم في مدارس خاصة، وقد يكون دمج جزئي لبعض الطلاب، يعتمد ذلك على عدة جوانب تشمل القدرات الإدراكية واللغوية لدى الطفل، وشدة الأعراض السلوكية، والمهارات الاجتماعية.

دمج أطفال طيف التوحد في التعليم
ومن جانبها أبانت معلمة التربية الخاصة “بدور السعيد” أن عملية دمج أطفال طيف التوحد في التعليم العام تخضع إلى معايير معينة، منها النطق، العمليات المعرفية، الإدراك والانتباه، التواصل الاجتماعي، اتباعه للتعليمات، سلامة صحته من الاضطرابات النفسية والسلوكية، القدرة على إتمام مهامه اليومية، قابل للاندماج في المجتمع، تقيسها المعلمة ذاتيًا من خلال تعاملها مع الأطفال في الصف، والرجوع إلى الطبيب الاستشاري في المركز.

قصة نجاح طفل توحد
وذكرت معلمة التربية الخاصة “فاطمة العبادي”، قصة نجاح الطفل “ياسر”، حيث كان يعاني من حالة طيف توحد من الدرجة المتوسطة إلى الشديدة، حظي بأسرة على علم واطلاع باضطراب التوحد سعت إلى تشخيص إصابته بطيف التوحد وقصور في مهاراته في عام 2013، وعدم استطاعة إلى الاندماج مع الأطفال العاديين بصورة صحيحة.

التحق “ياسر” بمركز خاص مبكرًا في عمر السنتين والنصف لتطوير مهاراته، وبعد ست سنوات من التأهيل والرعاية على أيادي مربيات خاصة، استطاع الالتحاق بمدارس الدمج في التعليم العام في عمر ثمان سنوات، وحاليًا يدرس في صف أول من المرحلة المتوسطة.

ولادة مشروع مركز للرعاية المبكرة لذوي الاحتياجات الخاصة
شعر والده “ناصر” خلالها بمعاناة أهالي أطفال ذوي اضطراب التوحد، فكانت البذرة التي أولدت مشروعه “مركز لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة”، فانطلاق من شقة صغيرة جمع فيها عدد من أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمعلمات تربية خاصة، وتوسع المشروع إلى مركزًا للرعاية المبكرة لذوي الاحتياجات الخاصة كأول فرع من شركة “واثق” لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، أحتوى فيه على أطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد وغيرها من الإعاقات.

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>