أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية سعود بن عبدالعزيز القصيبي لـ “الواحة نيوز” أن معرض “الشرقية بعيون سويسرية 1924” يحاكي الحياة في المنطقة الشرقية، التقطت صوره بعدسة العالم السويسري الجيولوجي “أرنولد ألبرت هايم”، خلال زياته للمنطقة للتنقيب عن البترول عام 1924.
المعرض يضم 40 صورة تاريخية نادرة من الأحساء والدمام والجبيل والقطيف والنعيرية، ويهدف إلى تعريف المجتمع بتاريخ وتراث المنطقة، نظم في “أرض الحضارات” جبل القارة لأنه معلم طبيعي سياحي يقصده غالبية السواح الأجانب.
وأضاف: من خلال هذه الصور نستطيع اليوم الحديث عن تلك الفترة الزمنية بصورة أوضح، حيث نستطيع رؤية طبيعة الإنسان وملابسه والأسواق والتمور التي كانت تباع، وبعض الصناعات والمنتجات مثل صناعة الجس والآلات البحرية والبحارة وغيرها، وكل ذلك يمثل تراث منطقتنا الذي نعتز ونفتخر به، ونتأمل من الأجيال القادمة الاهتمام به وتطويره.
وأشار “القصيبي” إلى وجود عشرين فنان وفنانة تشكيليين محليين يرسمون تلك الحقبة الزمنية من واقع الصور كل بطريقته وأخرجها بصورة إبداعية حديثة، وذلك لاستلهام الحياة في تلك الفترة الزمنية من جانب، ونشرها بمنظور حديث من جانب أخر كمشاركة مجتمعية.
ومن جانبه، أوضح نائب رئيس مجلس أدارة جميعة الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية الدكتور سعد بن عبدالرحمن الناجم أن المعرض يحاكي حياة المنطقة وتاريخها وإنسانها وعمارتها قبل مائة سنة، وكنز من الأدلة المباشرة على أن الحياة التي نعيشها اليوم لم تأتي صدفة، فنحن بلد حضارة، وإنسان الجزيرة إنسان مبدع، برز ذلك في المباني والملابس التي نرها في صور المعرض.
وأضاف: من خلال صور المعرض نرى رجال يتسوقون مرتدين البشوت وهندام جميل، وكذلك ملابس النساء، كما أن وجود النساء والرجال في الأسواق أمر يحاكي الامتزاج المجتمعي بين الإحسائيين قديمًا.
كما نرى المرأة تجلب الماء (تروي)، إذا فهي شريكة في تحمل مسؤوليات الحياة ليس فقط داخل المنزل بل خارجه أيضًا، مما يؤكد بأن الرجل والمرأة في المملكة مجتمعين بنوا الوطن، وليس الرجل بمفرده من بنى هذا المكون الاجتماعي في هذا الوطن بكل طوائفه وناسه.
وهذه رسالة جميعة الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية لزوار المعرض، المملكة العربية السعودية لحمة واحدة، باختلاف جهاتها ومناطقها وإنسانها وأجناسها، وما هذه الصور إلا إثبات على وجود تلك اللحمة من مئات السنين في المملكة.
والتقت “الواحة نيوز” بالفنانة التشكيلية فاطمة بنت علي الحميدي المتواجدة في المعرض، فقالت: حينما أنكب على رسم أحد صور المعرض المكونة من مبنى جبسي جنب نخلات في الأحساء في تلك الحقبة الزمنية، ينتابني شعور أنني أعيش حياة أجدادي، وسوف أسعى لإخراج الصورة بإبداع فني حديث، وأنشرها على حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي، ليراها زملائي وزميلاتي الفنانين التشكيلين ويحذوا حذوي في نقل الصورة القديمة بإبداع حديث.
الله يعطيكم العافية
كيف نقتني نسخة من بعض الصور